دهوك ..مدينة السلام والتعايش الانساني في زمن الفوضى

ادب و فن 11:36 AM - 2015-11-14
دهوك ..مدينة السلام والتعايش الانساني في زمن الفوضى

دهوك ..مدينة السلام والتعايش الانساني في زمن الفوضى

دهوك..المدينة الساحرة بطيبة ناسها وبساطتهم وحرارتهم الانسانية في استقبال الاخر وبالاخص طبقة البسطاء والمحبين للانسان والانسانية ولا سيما بان انتفاضة ربيع 1991 انطلقت من احد احياءها الفقيرة(بروشكي) وتم تكريم الحي بتغيير الاسم الى حي(سه رهه لدان ــ الانتفاضة) ومن دون ان تصلهم مكاسب الانتفاضة وظلت قليلة الخدمات ومنسية ..
دهوك..احتضنت عدداً لايصدقه الانسان من النازحين العراقيين وهم اهل الدار والسوريين وو،تقاسم الدهوكيون معهم رغيف الخبز والوجع والامان في هذه المدينة التي ارى فيها نفسي واماني في انسانهم البسيط .
اشياء كثيرة شدت انتباهي في رحلتي الاخيرة لها ومنها في بداية شارع (جكر خوين) نسبة الى شاعر الحب والمقاومة الكودية( جكر خوين) يجلس رجل طاعن  في السن نازح من مدينة الزيتون (بعشيقة) على طابوقة اسمنيتة مع زوجته، وفي كل صباح اترقب الرجل واحاديثه وملامحه التي تحكي حكايات مؤلمة من عصرنا الدامي والفضول دفعني بان اتعرف عليه واذا به يعرفني من خلال مقالاتي حول ادب الرحلات وهو احد المثقفين الكورد الايزديين وسعد بحديثي معه بعد ان جبت العالم ..
سالم عمر لاسو الحمادي (ابو غانم)..عمل موظفا في دائرة الصحة ومن خلاله انتمائه القديم الى الحزب الشيوعي تعرف على اداب العالم والكورد وتوغل في معرفة حقيقة الانسان والتعرف على الاخر، اخبرني (ابو غانم) عن سبب جلسته في بداية الشارع وبالاخص تحت ظلال كنيسة القديس يوسف وقال بانه الملل داخل 4 جدران في البيت وانا اعشق الحرية واشم الهواء الطيب واراقب حركة السيارات والانسان والشئ الاخر باننا نحن الثلاثة دهوك الرائعة والكنيسة وانا ننصهر معا لنبرز وجه كوردستان الجميل ولنبين للعالم بان وطننا رمز التعايش الانساني ومايربطه بالكنيسة هو التسامح والخير.لقد سكن السيد ابو غام سنة في مدينة العمادية وفي مقر الحزب الشيوعي بداية النزوح  وقال لن انس ابدا طيبة اهل العمادية معنا وقدموا الى دهوك بسبب الاطباء واولاده طلبة في الجامعات وعن دهوك قال: مدينة تعجز عن الوصف وناسها خيرون ولهم احترام كبير للنازحين ولدهوك وناسها دين في رقبتنا ان عدنا يوما الى مدينتنا ..تمضي اللحظات والاحظ الرجل وزوجته يتفحصان الناس واوجاعهم والمدينة وهو الرجل المريض الذي يراجع المركز الخيري وقالت لي زوجته بانها لاتتركه وحده ولو للحظة وقالت بان احاديثنا لاتنقطع واشعر بالامان بجنبه وهو ينتظر الفرج والنصر ليرجع الى داره وقال بانه يحس احيانا بالغربة حين تنهال علي حزم الذكريات وافتقد مدينتي ولكن طيبة ناس دهوك تنسيني كل شئ ..تركنا وراءنا مدينة جميلة بمراقدها وزيتونها ولكن المهم ان يظل الانسان شامخا وسنرجع يوما وسيحكي التاريخ حكايات النزوح وطيبة اهل دهوك وناسها ونحن مدينون لهم ..وقال اشكركم وسعدت بالحديث معكم وهذه بلادنا سنظل اوفياء لها ..تستمر الحياة وتستمر حكايات النازحين داخل وخارج الوطن وقال في الختام شكرا دهوك.

PUKmedia بدل رفو / دهوك

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket