عقيلة رئيس الجمهورية: لا يمكن حدوث أي تحولات دون مشاركة فاعلة للمرأة

نساء‌‌ 12:57 PM - 2015-11-11
 عقيلة رئيس الجمهورية: لا يمكن حدوث أي تحولات دون مشاركة فاعلة للمرأة

عقيلة رئيس الجمهورية: لا يمكن حدوث أي تحولات دون مشاركة فاعلة للمرأة

التقت السيدة روناك عبد الواحد مصطفى عقيلة فخامة رئيس جمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية في دورتها السابعة (2015-2017)، كلمة في الاجتماع السابع للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية المنعقد في شرم الشيخ، وفي ما يلي نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم
صاحبات الجلالة والسمو والفخامة السيدات الأُوَل عضوات المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية ومن ينوب عنهن
معالي وسعادة عضوات المجلس التنفيذي للمنظمة
سعادة السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة للمنظمة
السيدات والسادة الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي أن أعرب لكم عن سروري بلقائكم في الاجتماع السابع للمجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية حيث يتشرف العراق بتوليه رئاسة المجلس لهذه الدورة. ويسعدني أن أرحب بكم في مؤتمرنا المكرس لتعزيز دور المرأة العربية في مسيرة الاصلاح والتغيير وبناء الدولة الحديثة.
لقد شهدت العقود الأخيرة تثميناً واعترافاً متزايداً بالدور الذي تقوم به المرأة العربية فعلياً في تحقيق أهداف التنمية وتماسك وتقدم المجتمعات العربية. وبات من المؤكد، الآن، وباعتراف الجميع، أنه لا يمكن حدوث أي تحولات أو تقدم دون مشاركة حقيقية فاعلة للمرأة  في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
واحتلت قضية تطور دور المرأة في قيادة المجتمعات ومشاركتها في جميع مناحي الحياة العامة لشعوبها حيزاً هاماً من النقاش والجدال في العالم العربي، استطاعت المرأة من خلاله تحقيق  مكاسب مهمة في مجالات سياسية واقتصادية واجتماعية وقانونية وأكاديمية، الأمر الذي يعني أن تقدم المرأة هو أحد مرتكزات تعزيز الانتقال الديمقراطي وبناء الدولة الحديثة.
غير أنه رغم الدور الكبير للمرأة العربية فان صورتها في الخارج، وحتى صورتها التي يتداولها الإعلام في الداخل، تبقى بعيدة عن نقل حقيقة ما تقدمه من عطاء وما تبذله من جهود كبيرة  في سائر الميادين، وتظل وسائل الإعلام قاصرة عن إسماع صوتها وعن التعبير عن دورها الفعلي واحتياجاتها الحقيقية، وهذا تحدٍ مطلوب منا تداركه وتصحيحه.
إن ما عاشته وتعيشه المرأة العربية لم يكن وليد اللحظة بقدر ما كان نتيجة مجهودات وصراعات خاضتها المرأة والرجل على حد سواء. وقد حقق التقدم المدني وتنامي الوعي بالحرية وبالكرامة الانسانية والمساواة الكثير من التطور لصالح المرأة، لكن دورها لم يزل محدوداً جراء العقليات المتخلفة والتقاليد البالية، والسياسات المناهضة لحقوق وحريات النساء.
ومع أهمية جهد الدولة في التخفيف من معاناة النساء، فإن مساعي المجتمع والمنظمات المدنية ومبادراتها مطلوبة ومهمة لتعزيز الدعم المدني الدولي وإسهامه في التخفيف ما أمكن من المآسي التي تتعرض لها العائلات والنساء بشكل أخص في هذه الظروف بالغة القسوة.
يمثل هذا الاجتماع نقطة مضيئة في ظل ما تعانيه بلداننا في الوقت الحالي، حيث تسعى منظمة المرأة العربية إلى تعزيز وتنسيق الجهود في قضية محورية من قضايانا. ولا ريب أن دعم حضور المرأة العربية في مجتمعها هو أساس تحقيق نهوض المجتمع العربي ككل، فالمرأة هي نصف المجتمع وهي الراعي لنصفه الآخر.
إننا كنساء نود الاهتمام بقضايا تمكين المرأة سياسياً واقتصادياً وتحسين ظروفها الاجتماعية وتغيير الثقافة المجتمعية المناهضة لها والمقللة من قيمتها، ومواجهة العنف ضدها، ودعمها في مكافحة الارهاب، والتضامن مع النساء اللاجئات والنازحات ضحايا النزاعات والارهاب. وينبغي أن لا ننسى ما تقوم به جماعات الفكر المتطرف من مصادرة لحقوق وحياة  النساء، وأشير هنا، على سبيل مثال لا الحصر، الى ما تعرضت له النساء العراقيات، وخصوصاً الأيزيديات والمسيحيات، من ممارسات اجرامية وانتهاكات وحشية.



السيدات والسادة الحضور..
 إن دور النساء العربيات في الاصلاح والتغيير وبناء الدولة الحديثة حاسم، والمطلوب تفعيله على كل المستويات وفي كافة الميادين دون استثناء.  
 لذا  أجد من الضروري التشديد هنا على أهمية مساهمة الاعلام والنخب الدينية والثقافية والاجتماعية للنهوض بدور مهم في التوعية في هذا المجال.
ومن المهم جداً، أيضاً، تعزيز دور التشريعات الدستورية والقانونية الضامنة لقيام المرأة العربية بدورها ومهماتها الجسيمة فيه بشكل يضمن الفاعلية والاستدامة والانجاز الفعلي.
وإذ أسجل فخري واعتزازي بمنظمة المرأة العربية وبما تقوم به من دور مشهود في خدمة قضايا المرأة، من خلال ما تقدمه من برامج عمل تهدف إلى تمكين المرأة ودعم حقوقها على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية والثقافية، فإنني أدعو الجميع هنا الى دعم المنظمة بكافة الوسائل الممكنة، المادية والمعنوية، لتستمر في أداء رسالتها السامية وتحقيق نهوض المرأة العربية.
إنني إذ أتشرف اليوم بحملي مسؤولية رئاسة المجلس الأعلى كممثلة للعراق، فإنني أؤكد أننا سنعمل على توجيه كافة الجهود لدعم المنظمة بكافة الوسائل الممكنة حتى تظل، على الدوام، منظمة رائدة في المنطقة العربية تعمل على تمكين المرأة العربية وتكريس تضامنها في كافة المجالات دعماً للتكامل العربي العام.
وفي الختام أتقدم بالشكر لكل من معالي السيدات الأُوَل أعضاء المجلس الأعلى للمنظمة ومن ينوب عنهن، وأخص بالشكر والتقدير للسيدة وداد بابكر رئيسة الدورة السابقة للمجلس الأعلى، كما أشكر أعضاء المجلس التنفيذي، والشكر موصول للسفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة للمنظمة والعاملين في المنظمة على جهودهم المتواصلة في تسيير المنظمة وتحقيقها لأهدافها. وأشكر السيدات والسادة الحضور بكل مقاماتهم السامية. ونسأل الله العلي القدير للجميع التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

PUKmedia شرم الشيخ

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket