الاندبندت: فوز اردوغان من مصلحة داعش ويفاقم ازمة اللاجئين

الاندبندت: فوز اردوغان من مصلحة داعش ويفاقم ازمة اللاجئين

حذرت صحيفة الاندبندنت من مغبة اختيار تركيا لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات، مشددة على ان فوز حزب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان سيكسب تنظيم داعش القوة، ويفاقم ازمة اللاجئين.
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها اليوم الاحد 1 تشرين الأول 2015، اذا اختارت تركيا، اردوغان في الانتخابات، داعش ستكتسب القوة وسوف تتفاقم ازمة اللاجئين، مشيرة الى ان الأتراك يتوجهون مرة اخرى الى صناديق الاقتراع بعد الانتخابات الاخيرة في يونيو والنتيجة كانت برلمان معلق واحزاب البلاد فشلت في تشكيل الحكومة.
وتشير الصحيفة الى ان الانتخابات هذه المرة اكثر بكثير من مجرد قرار من الذي يحكم ومن الذي لا يحكم، لافتة الى ان الانتخابات ستقرر اذا ماكان مستقبل تركيا، الحرب وسفك الدماء او السلام والاستقرار, مؤكدة انه من اجل تحقيق السلام والاستقرار, يتوجب على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان يذهب قبل ان يقود تركيا الى مزيد من الدماء.
وتتابع الصحيفة بأن تركيا تقع في منطقة فوضوية لم تخل من وجود عنف وصراع على مدى العقد الماضي, فالحرب في العراق وسوريا زعزع الاستقرار في كامل المنطقة , ولكن تركيا  نجت من سلالات النزاع, بما في ذلك الحرب الطائفية الدموية في سوريا وبروز حزب الاتحاد الديمقراطي PYD في سوريا، والذي هي الان يمثل حكومة في المنطقة الكردية بشمال شرق سوريا.
وترى الصحيفة ان تركيا في السنوات الاخيرة, احرزت تقدما كبيرا في حل القضية الكردية وانهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني وهو الصراع الذي اودى بحياة عشرات الالاف من الارواح وقد خففت القيود المفروضة على الحقوق السياسية والثقافية الكردية في مارس 2013.
وتؤكد الصحيفة ان اردوغان عكس الخطوات التي اتخذتها تركيا واعاد البلد الى مستويات عنف وعدم استقرار لم يشهده منذ عقود، انتقادات واسعة لحكمه الاستبدادي وقمعه للقيم الليبرالية والتقدمية, لافتة الى ان اردوغان يريد تعديل الدستور التركي حيث كونه رئيسا يعطيه المزيد من الصلاحيات.
وتبين الصحيفة ان اردوغان وللقيام بكل ذلك يحتاج الى كسب الاغلبية لكنه خسر اغلبيته في انتخابات يونيو , في جزء كبير منه بسبب  نهوض حزب الشعوب الكردي الديمقراطي HDP ، وزعيمه صلاح الدين دميرتاش الذي يتمتع بتأييد واسع في جميع انحاء المجتمع التركي- وليس فقط بين الكورد.
وتضيف الصحيفة ان دميرتاش نشر لغة التسامح والوحدة, بينما اردوغان ومنذ خسارته الحصول على الاغلبية حاول استقطاب المجتمع التركي , بعد شهر من خسارته شن غارات جوية على حزب العمال الكردستاني وسمح للغوغاء الموالين للحكومة بمهاجمة مكاتب ،HDP ومخازن كردية وشركات , وقد نشر خطاب الخوف من خلال التشكيك في ولاء HDP ، للبلاد، فضلا عن تصريحاته بأن حزب العمال الكردستاني وداعش واحد.
وترى الصحيفة ان هذه اللعبة السامة والخطرة لها عواقب بعيدة المدى, في يوليو بعد شهر من خسارة اردوغان اغلبيته , قتل طلاب كرد في سروج، خلال هجوم ارهابي بالقرب من الحدود السورية , بعد مرور ثلاثة اشهر جاء الهجوم المروع على مسيرة سلام اسفر عن مقتل اكثر من مئة شخص .
وتؤكد الصحيفة ان سياسات اردوغان ستكون له تداعيات على اوربا والغرب ككل, هزيمة داعش تتطلب تركيز حزب العمال الكردستاني على الارهابيين في سوريا والعراق، حيث حقق الحزب العديد من الانتصارات في ميدان المعركة، اكثر من الحرب الاهلية مع الدولة التركية.
وتدعو الصحيفة، الغرب الى ان يوضح لاردوغان بان سياساته المدمرة بدات تلقي بظلالها على الفوائد الجيوسياسية والاستراتيجية التي قامت تركيا بجلبها تاريخيا الى طاولة المفاوضات, لافتة الى ان هذا لايعني ببساطة بان الضغط على اردوغان لاتخاذ موقف معتدل، ولكن لتوضيح ان حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي هما ضمن محور وجهود الغرب لهزيمة داعش , يجب تقويض هذه الجهود وان تكون خط احمر.
وتشير الصحيفة الى ان اردوغان يبقي حظرا على كردستان سوريا , حيث تم تحرير المدن الكردية مثل مدينة كوباني من داعش، ولكنها بحاجة الى مساعدات انسانية عاجلة , الا ان تركيا تمنع وصول ذلك, رفع هذا الحظر غير حاسم في حل ازمة اللاجئين , كما انها ستسمح بعبور اللوازم الطبية واعادة بناء المنازل والمجتمعات , الازمات الانسانية هي مضاعفات عدم الاستقرار السياسي والعنف وبعبارة اخرى, اردوغان يضر بالحملة العسكرية فضلا عن تقويض جهود الغرب للتعامل مع ازمة اللاجئين المستمرة.
وتخلص الصحيفة الى ان الرجل اليائس هو عادة ودائما الرجل الاخطر, فاردوغان قد يدفع تركيا اكثر الى الحافة اذا لم تعطه الانتخابات النتائج التي يريدها, مشيرة الى ان الغرب, الذي كان في الماضي قادرا على ممارسة نفوذ كبيرعلى تركيا, ينبغي ان لايسمحوا لذلك بان يحدث, ببساطة, يجب ايقاف اردوغان قبل فوات الاوان.

PUKmedia عن PUKcc
ترجمة: رولا توفيق عبدالمجيد