روسيا ودورها الاقليمي

الاراء 04:52 PM - 2015-10-27
روسيا ودورها الاقليمي

روسيا ودورها الاقليمي

منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، لم نشهد دوراً مبادراً متزايداً غير مسبوق لروسيا في القضايا الاقليمية والعالمية.. فبعد موقفها من القضية الاوكرانية والملف النووي الايراني، تصاعدت مؤخراً العمليات الروسية في سوريا.. وتم الكلام عن تحالف رباعي، او على الاقل تنسيق معلوماتي بين روسيا وايران والعراق وسوريا.. ووصول اسلحة روسية للعراق.. واستمرت الاتصالات الروسية مع القيادة الامريكية، للتفاهم عن تعاون مشترك يعرقله مصير الاسد والخلاف حول اوكرانيا.. واجريت اتصالات ولقاءات مع المصريين والاسرائيليين والسعوديين والاوروبيين والصينيين وغيرهم.
لكن الانعطافة الكبيرة حصلت عندما استقبل الرئيس بوتين الرئيس بشار الاسد في موسكو.. واعقبها بايام، اي الجمعة 23 تشرين الاول لقاء في فيينا بين وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية حول الازمة السورية.. والذي صرح بعده “لافروف”، وزير الخارجية الروسي، ان جميع الوزراء اتفقوا على ضرورة الحفاظ على سوريا كدولة موحدة غير دينية ذات سيادة، نافيا ان يكون الاجتماع قد ناقش رحيل الاسد. كما صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ان جميع الاطراف تتفق على ضرورة تسوية الازمة السورية بطرق سياسية على اساس بيان جنيف ومكافحة الارهاب. وفي الوقت الذي تؤكد جميع الاطراف ان الخلافات ما زالت قائمة بشأن الحلول السياسية، مع ذلك وصف “كيري” اجتماع الوزراء الاربعة بـ “البناء والمثمر” وانه بحث فكرة قد تؤدي الى تغيير ديناميكية الاوضاع في سوريا.. وان طهران قد تتلقى اقتراحاً للانضمام الى المفاوضات الخاصة بتسوية الازمة السورية، مرجحاً ان يعقد الاجتماع القادم بشأن سوريا في 30 تشرين الاول/اكتوبر الحالي.
لاشك ان هذه تطورات مهمة وايجابية، ليس على سوريا والمنطقة فقط، بل على العراق ايضاً واساساً.فطرق امداد داعش من سوريا تتلقى ضربات حقيقية.. والضغط على الجماعات الارهابية في الرقة ودير الزور بات مباشراً.. وتحققت في العراق نجاحات عسكرية في بيجي وصلاح الدين والانبار، تبشر بامكانية تحرير مدينة الرمادي.. وهو ما سيفتح الباب لنجاحات اخرى.. فكلما خسرت “داعش” المزيد من الارض والسكان، كلما اقتربنا من تطهير ارضنا من رجس هذه الجماعات التكفيرية القاتلة.
وهذا كله يعزز سلسلة من التطورات الايجابية التي يمكنها ان تحسن المناخات السياسية التي تفككت الكثير من عقدها بعد الاتفاق النووي والذي حضي مؤخراً على تأييد كافة الاطراف.. واتخاذ تركيا وبعض دول الخليج مواقف اكثر حزماً مع “داعش”.. وتفهم عالمي متزايد بان الارهاب هو اولوية الاولويات. يعزز ذلك ان الجميع بات يشعر بخطر الارهاب على بلدانه.. سواء باعداد المقاتلين الاجانب الذين يتدربون في العراق وسوريا واليمن والعديد من الدول الافريقية ناهيك عن افغانستان، او عن طريق وصول مئات الاف اللاجئين الى اوروبا.. كتحذير لا يقبل النقاش بان عدم اتخاذ موقف واضح من الارهاب، او استخدام الارهاب كورقة سياسية للضغط على الاخرين هو سياسة فاشلة سيكتوي بها من يمارسها.. وتجربتنا في العراق واضحة، كيف اكتوت سوريا نفسها بالارهاب، عندما سمحت له خلال سنوات طويلة ان يتواجد وينمو ويمارس اعماله تحت شعارات واغطية سياسية، تخفي كلها اخطاء ستراتيجية في وضع الاولويات والالتزام بها.

عادل عبدالمهدي عن صحيفة العدالة البغدادية 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket