اوباما يدرس خيارات التدخل في العراق وسوريا

العالم 04:02 PM - 2015-10-27
اوباما يدرس خيارات التدخل في العراق وسوريا

اوباما يدرس خيارات التدخل في العراق وسوريا

اشارت صحيفة امريكية، الى تصاعد الجدل داخل اروقة مراكز القرار الامريكية، بشأن توسيع التدخل العسكري في العراق وسوريا.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها، نشر اليوم الثلاثاء، الى ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما يفكر مليا بتحريك القوات الامريكية بشكل قريب الى خطوط الجبهة في سوريا والعراق، مشيرة الى ان كبار مستشاري الامن القومي اوصوا باتخاذ التدابير التي من شانها ان تسهم في تحريك القوات الامريكية الى الخطوط الامامية في العراق وسوريا.
وترى الصحيفة ان حديث المسؤولين الامريكيين يؤشر على تنامي عدم رضا البيت الابيض، من اوضاع الحرب ضد تنظيم داعش، ودفع وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) المتجدد لتوسيع التدخل العسكري في النزاعات التي طال امدها في الخارج.
وتضيف الصحيفة ان الجدل بشأن الخطوات المقترحة التي من شأنها وضع عدد محدود من قوات العمليات الخاصة على الارض في سوريا ووضع مستشارين امريكيين بشكل اقرب الى ساحات المعارك في العراق, في الوقت الذي يحث فيه وزير الدفاع اشتون كارتر، الجيش على نهج خيارات جديدة لتدخل عسكري اكبر في العراق وسوريا وافغانستان.
وتلفت الصحيفة الى ان التغييرات التي من شانها ان تمثل تصعيدا ملحوظا للدور الامريكي في العراق وسوريا, لاتزال بحاجة الى موافقة رسمية من الرئيس اوباما الذي قد يتخذ قرارا في اقرب وقت من هذا الاسبوع، وبامكانه ان يقرر عدم اجراء اية تغييرات على المسار الحالي، وذلك بحسب ما صرح به  مسؤولون امريكيون رفضوا الكشف عن هويتهم لان المشاورات لاتزال جارية.
وتنقل الصحيفة عن المسؤولين انه من غير الواضح كم عدد القوات الاضافية المطلوبة لتنفيذ التغييرات التي سيجري النظر بها من قبل الرئيس اوباما، ولكن حتى الان من المرجح ان يكون العدد صغير نسبيا.
التوصيات التي تحدثت عنها الصحيفة الأمريكية، جاءت بناء على طلب من اوباما وتعكس قلق الرئيس وكبار مستشاريه بان المعركة في العراق وسوريا متعثرة، ووصلت الى طريق مسدود وبحاجة الى افكار جديدة لتوليد قوة دافعة ضد ارهابيي داعش.
وتشير الصحيفة الى ان قائمة الخيارات التي ستوجه الى اوباما تم انشاؤها من قبل القادة الميدانيين وتم تدقيقها من قبل كبار مستشاري الامن القومي لاوباما، بينهم كارتر ووزير الخارجية جون كيري، في سلسلة من الاجتماعات على مدى الاسابيع القليلة الماضية.
وتلفت الصحيفة الى ان تدابير اكثر تكلفة وطموح مثل مناطق حظر الطيران او المناطق العازلة التي ستتطلب عشرات الالاف من القوات البرية لحماية المدنيين الابرياء لم تحصل على تأييد من مستشاري اوباما للسياسة العليا، فيما اشارت الى تحذيرات من كبار المسؤولين الامريكيين من التدابير التي يمكن ان تضع الولايات المتحدة في صراع مباشر مع النظام السوري والقوات الروسية والايرانية التي تدعمها.
وتؤكد الصحيفة ان التوصيات التي ستسلم لاوباما، لن تضع القوات الامريكية في دور قتالي مباشر, ولكنها تعكس تحولا كبيرا في مهمة لوزارة الدفاع الامريكية، حيث ركز مسؤولين، العام الماضي على تقليص حروب الولايات المتحدة والتركيز على التهديدات المنبثقة مثل تصاعد الجيش الصيني.
هذه المداولات الاخيرة تاتي بعد وقت قصير من قرار الرئيس ببقاء القوات الامريكية في افغانستان الماضي 2016 وانهاء طموحه لاحضار افراد خدمة الوطن قبل ترك منصبه.
اختار اوباما كارتر لمنصب وزارة الدفاع- ورفض السابق له في المنصب- لان الرئيس يريد قائدا الذي بامكانه دفع الجيش لخلق خيارات عسكرية افضل واكثر ابداع في المعركة ضد داعش, بالنسبة لكارتر التفاوض يعني المطالب المتناقضة لرئيس في كثير من الاحيان الذي ينظر الى التهديدات المنبثقة من اماكن مثل العراق وسوريا وافغانستان بانها حقيقية لكنها لاتزال مصممة على ابقاء القوات الامريكية من ان تجر بعمق الى الصراعات الخارجية المستعصية.
التوصيات التي ذهبت الى اوباما في مذكرة الاسبوع الماضي تعكس الدوافع المتضاربة للرئيس , الاقتراح سيضع عددا قليلا من المستشارين الامريكيين على الارض في سوريا لاول مرة منذ ان بدأت الولايات المتحدة عمليات عسكرية ضد داعش في العالم الماضي, وزارة الدفاع قد ارسلت فرق عمليات خاصة صغيرة الى سوريا لبعثات بسرعة البرق عدة مرات منذ بدء الحرب عام 2011, قوات العلميات الخاصة المقترحة حديثا تعمل مع قوات المعارضة من العرب وربما بعض الجماعات الكوردية مثل وحدات حماية الشعب، التي سجلت بعض الانتصارات الاخيرة ضد داعش. هذه المجموعات التي تدعمها القوة الجوية الامريكية, من المتوقع ان تشن هجوما عسكريا على الرقة, العاصمة الفعلية لداعش في سوريا في المستقبل القريب, الهجوم  ضد الرقة  اذا ماكان ناحجا سيمثل انتكاسة كبيرة لداعش، وذلك بحسب مسؤولين امريكيين.
الصحيفة تطرقت الى ما يتعلق بالعراق، فتبين ان كبار مستشاري الرئيس اوباما، اوصوا بتضمين مستشارين امريكيين على مستوى اللواء لعمليات معينة مثل الهجوم لاستعادة السيطرة على مدينة الرمادي غرب العراق، التي استولى عليها تنظيم داعش هذا الصيف, مشيرة الى ان هذه الخطوة ستضع القوات الامريكية في قواعد للتدريب اقرب الى الخطوط الامامية حيث يكون بامكانهم مساعدة القادة العراقيين، فيما يتعلق بالتخطيط وملاحقة المعركة يوما بعد يوم ضد داعش في الرمادي.
وتشير الصحيفة الى ان كبار المسؤولين الأمريكيين ناقشوا ايضا خططا تستهدف البنية التحتية لداعش وذلك بشل المجموعة ماليا, حيث ان داعش يعتمد على بيع النفط والكهرباء داخل سوريا لدفع ثمن عملياته العسكرية .
وتبين الصحيفة ان اوباما طلب اعداد خطط وخيارات بشأن الحرب في العراق وسوريا في تموز الماضي، عندما قام بزيارة نادرة الى وزارة الدفاع للقاء كارتر وكبار قادته, جاء الاجتماع بعد شهرين من سقوط الرمادي- في الوقت الذي كان فيه البيت الابيض اكثر انفتاحا على قوة عسكرية موسعة مما كان عليه مبكرا في الحملة، وعقب هذا الاجتماع, طلب كارتر من جنرالاته لوضع خيارات مفصلة للعراق وسوريا وانها أحيلت الى الرئيس الاسبوع الماضي .
وفي الوقت نفسه, كبار مسؤولي البنتاغون احدثوا خططا جديدة لابقاء القوات في افغانستان الى مابعد رئاسة اوباما, حيث قال اوباما في وقت سابق من هذا الشهر, ان نحو 5500 جنديا امريكي سيبقون في افغانستان الى مابعد عام 2017 لمتابعة عمليات مكافحة الارهاب ضد فلول القاعدة وداعش في هذا البلد، معتبرة ان ذلك يعتبر تحولا كبيرا منذ ان ادى القسم باعادة كل القوات الامريكية الى الوطن قبل ان يترك منصبه.
وترى الصحيفة ان التدابير التي اقترحها كارتر، قد تؤدي الى مزيد من الخسائر الامريكية, في الاسبوع الماضي كجزء من جهد للعمل مع القوات المحلية في العراق , وافق كارتر على عملية انقاذ الرهائن في الحويجة، والتي خلفت قتيلا واحدا في قوة الدلتا الامريكية، وهو اول ضحية منذ عودة القوات الامريكية الى العراق العام الماضي, بعد العملية قال كارتر انه يتوقع بأن القوات الامريكية ستشارك في المزيد من الغارات في المستقبل.
مسؤولون في وزارة الدفاع قالوا للصحيفة بان كارتر مثل كبار مساعديه الاخرين، اقتنع بالحاجة الى اتخاذ خطوات جديدة بعد النكسات مثل سقوط الرمادي والصعوبات التي واجهتها القيادة المركزية الامريكية في العثور على شركاء مناسبين في سوريا , حيث ينقل مسؤول امريكي عن كارتر قوله “اعترف بأنه بات علينا ان نفعل شيئا مختلفا”، فيما تشير الصحيفة الى ان البيت الابيض رفض التعليق على الخيارات التي يدرسها اوباما.


 PUKmediaعن واشنطن بوست/ ترجمة موقع PUKcc

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket