اكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، ان افضل حل في تركيا هو تشكيل حكومة ائتلاف وسطي، وتراجع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن طموحاته الاستبدادية.

وترى الصحيفة في تقرير لها، ان تركيا تواجه مجموعة غير عادية من المشكلات، بما في ذلك حربها ضد تنظيم داعش، وصراعها بالوكالة مع النظام السوري لبشار الاسد، ووجود اكثر من 2 مليون لاجئ على اراضيها وكثير منهم مقبلون على رحلة خطرة نحو اوروبا، فضلا عن التوغل في مجالها الجوي من قبل الطائرات الحربية الروسية، وتجدد القتال مع حزب العمال الكردستاني، متوقعة فشل الانتخابات المقبلة في تركيا تحقيق اي نتيجة.

وتنتقد الصحيفة ما تقوم به العديد من الحكومات الغربية، في سعيها لوقف تدفق اللاجئين، من خلال صفقات مذهلة مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، مشيرة الى ان الاتحاد الأوروبي يعرض على تركيا حزمة من 3 مليارات دولار من المساعدات بالاضافة الي تقديم تنازلات سياسية مقابل مساعدتها في قطع تدفق اللاجئين، متطرقة الى زيارة قامت بها المستشارة الالمانية انجيلا ميركل الى تركيا الاسبوع الماضي، وعدت خلال ميركل بتسريع المفاوضات لعضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي وعملية تاشيرة اسرع الاتراك من اجل السفر الى اوروبا.

وترى الصحيفة ان هذه التعهدات يمكن ان تساعد الحزب الحاكم (حزب العدالة والتنمية) فقط في محاولته لاستعادة الاغلبية البرلمانية التي خسرها في الانتخابات الاخيرة، موضحة انه اصبح من الواضح بان اردوغان اصبح السبب الرئيسي لعدم الاستقرار في البلاد, من خلال قيادة الاستقطاب مع تكتيكاته التي تزداد تهورا واستبدادا.

وتتابع الصحيفة ان اردوغان اتبع حملة بشعة ضد حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، منذ فوزه في التمثيل بالبرلمان في الانتخابات التي جرت في حزيران الماضي، وأحبطت امال اردوغان بالفوز بالاغلبية الكبيرة لاعادة كتابة الدستور لتعزيز سلطاته، او على الاقل, مايكفي من المقاعد لتشكيل حكومة الحزب الواحد التي من شانها ان تسمح له بان يكون بمثابة الامر الواقع القوي.

الصحيفة الأمريكية، تقول بأن اردوغان اطلق في شهر يوليو، حملة عسكرية ضد حزب العمال الكردستاني وفي الوقت نفسه، هاجمت حشود مؤيدة للحكومة مكاتب حزب الشعوب الديمقراطي، في جميع انحاء البلاد، لافتة الى ان هذا الصراع هو نعمة بالنسبة لتنظيم داعش, الذي يقاتل القوات الكردية في العراق وسوريا، مؤكدة ان داعش هو على الارجح المسؤول عن اثنين من التفجيرات الارهابية في المسيرات التي نظمها حزب الشعوب، بما في ذلك واحدة في انقرة هذا الشهر والذي ادى الى استشهاد حوالي 102 شخصا على الاقل، لافتة الى انه ان كان المقصد من الهجمات هو تعميق الفجوات بين اردوغان والكرد, فقد نجح داعش.

وتلفت الصحيفة الامريكية الى ان الاستطلاعات تشير الى ان من الممكن ان يفشل حزب اردوغان مرة اخرى بتحقيق الاغلبية، على الرغم من ان الاضطراب المتزايد هو محاولة للحد من فرصة لاجراء انتخابات حرة ونزيهة, مشددة على ان افضل نتيجة لتركيا ان يكون بتشكيل حكومة ائتلاف وسطي، وتراجع اردوغان عن طموحاته الاستبدادية، مؤكدة ان تركيا بخلاف ذلك لن تستطيع التغلب على الاستقطاب الداخلي المتزايد، ولن تكون قادرة على معالجة الازمات المتعددة، او ان تكون شريكا موثوقا به بالنسبة للغرب.