إمام انتفاضة الخبز والحرية والدولة المدنية

الاراء 02:41 PM - 2015-08-24
إمام انتفاضة الخبز والحرية والدولة المدنية

إمام انتفاضة الخبز والحرية والدولة المدنية

جاءت رسالة الإسلام التي حملها سيدنا محمد رحمة بالمستضعفين ممن اذلتهم قريش وبقية المستقوين في الأرض على الفقراء والضعفاء والمساكين ممن استرقهم الأقوياء بقوة السيف او اشتروهم بتراكم الربا. فكان اوائل المؤمنين ممن تنورت ضمائرهم ومعهم العبيد والفقراء، في مقدمتهم ابوذر الغفاري وسلمان الفارسي وبلال الحبشي، وقبلهم الذي قال جبريل عنه "لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار".
وكان هذا الجمع من الصحابة الأوائل امناء على مبادئ الإسلام في تحرير العبيد وحرمة المرأة والطفل وعدم البطش بالأسير بعكس مجرمي داعش، ويحفظ تاريخ الإسلام لجمع الصحابة تضحياتهم الجسام في مواجهة الأمويين ومن بعدهم العباسيين في ظلم العرب وبقية الشعوب. وكان سيدنا الإمام علي بن ابي طالب حافظاً لمبادئ الرسالة الإسلامية في سعيه لإحياء ما سنه الرسول، والبناء عليه، فكان بحق إمام المستضعفين، بعد ان كان سيدنا الرسول محررهم وقائدهم في طريق الكرامة والعدل.
وبغض النظر عن جوانب إقامة الدول وأتساعها، فالقضية الكبرى التي بشر بها الإسلام العدالة التي غابت عن ملك الكثير من الحكام فكان مآلهم السقوط بعد حين، وكان مصير اسباط الرسول من آل البيت القتل بالسيف أو السم، لكن هذا التقتيل لحملة راية الإسلام، الخبز والحرية والعدالة لم تسقط، فتلقفها بعد الإمام علي ولداه الحسن والحسين، وتلاهما أئمة المؤمنين جميعاً، فآل البيت هم أئمة اهل المذاهب جميعاً، بالأخص بعدما ابدع سيدنا الإمام جعفر الصادق في "التجديد" بالدين.
واليوم والعراقيون، وبقية المسلمين، في محنة التكفير والقتل والتمثيل، فيما بعض ممن يحكمون يستبيحون المال العام ويغتنون واطفال العراق وبقية المسلمين يعانون من الحرمان والمرض والجهل، شهدنا ثورتي مصر وتونس على ادعياء الدين، كل شعب بطريقته الخاصة. والشعب العراقي انتفض في شباط 2011، لكن تم الألتفاف على الانتفاضة، فجاءت انتفاضة 31 تموز تحت شعار "خبز حرية دولة مدنية" و"باسم الدين باكونا الحرامية"، و"خبز حرية محاسبة الحرامية".
وهي شعارات ابدعتها معاناة شباب الانتفاضة العفوية، التي حرصت القوى المدنية الديمقراطية والإسلاميون المتنورون على الاصطفاف معها والأنتصار لمطالبها، لكن كل الجهود لم تستطع توسيع الانتفاضة لتهدر، برغم كل مرارة المعاناة من غياب الخدمات والمشاريع الكاذبة وسرقة اموالها، إلا ان ما تحدث به سيدنا الإمام علي السيستاني نقل الانتفاضة إلى مرحلة جديدة بتأطيره مشروعية مطالبها وضرورة معالجة الأسباب: محاسبة الفاسدين والفاشلين في إدارة الدولة، والحرص على مدنيتها، انصافاً للشعب المظلوم ومنع تمزيق البلاد.
وهكذا يهل علينا الإمام المتجرد من اي مغنم في الدنيا عدا الدعوة بالقدوة والفكر لقيم الإسلام، ضميراً للمستضعفين وناطقاً بمكنونهم، كما عهدنا جده الرسول وعترته.
والمؤكد ان طريق الانتفاضة بات ممهداً على افضل ما يكون، ويظل المطلوب الوعي باسبقيات الإصلاح والبناء وتجنب الهدم والحرص على كسب الأخرين في محاربة الفساد والمتسلطين الفاشلين لبناء الوطن وفق قيم العدالة والمبادئ المعاصرة للإنسانية، وتجنب افتعال اي تعارض بينهما، كما نطق به سيدنا الإمام السيستاني: "دولة مدنية عادلة".

حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket