التظاهرات بحاجة الى منهج

الاراء 01:40 PM - 2015-08-23
التظاهرات بحاجة الى منهج

التظاهرات بحاجة الى منهج

لا شك بان الحراك الجماهيري الذي انطلق من البصرة والمدن الجنوبية هو حراك وطني هدفه تحقيق المطالب المشروعة للمواطنين ومنها توفير الخدمات الاساسية التي يعد غيابها المؤشر الاول على فساد وفشل القوى السياسية الحاكمة في العراق منذ العام 2003 وحتى الان .
التظاهرات بلا شك مؤشر على تراكم الوعي الجماهيري في مجال الحصول على الحقوق القانونية والدستورية حيث تمارس الجماهير  حقها في التعبير عن الرأي وهي بمثابة اجراء تقييم لطبيعة اداء القوى السياسية وطبيعة الخدمات المقدمة والتي طالما كانت مغلفة بمذهبية فاسدة انتهجتها القوى السياسية من اجل القفز على المشكلات الاساسية .
تظاهرات البصرة كانت حالة ممتازة وحددت اهدافها مما دفع الحكومة الى اجراء معالجات سريعة لمشكلة الكهرباء في المدينة صحيح أن المعالجات في جانب منها تشكل تسويفا لمطالب المتظاهرين عبر توفير مؤقت للطاقة لعبور المرحلة الحالية لكنها في الوقت نفسه وضعت الامور في نصابها الصحيح، ومن ثم جاءت تظاهرات مدينة العمارة والتي تشكل إنعطافة مهمة في طبيعة الشعارات المستخدمة من قبل الجماهير “باسم الدين باكونه الحرامية “ .
ثم توالت التظاهرات في بغداد وبقية المدن و كانت في غاية الاهمية لكنها كانت تحمل شعارات واسعة وكبيرة تتعلق بمحاربة الفساد، معالجة ومحاربة الفساد امر ضروري وحتمي في اوضاع مثل الدولة العراقية لكن الجميع الان يتضامن ويعلن في الوقت نفسه محاربة الفساد حتى القوى المفسدة ترفع هذا الشعار والحكومة والوزراء الحاليين والسابقين، الجميع يقف الى جانب محاربة الفساد !
حتى تتحقق المطالب يجب ان يتم التركيز عليها بشكل منفرد، شعار محاربة الفساد ورفع صور المسؤولين المتهمين بالفساد في ساحات التظاهر امر لا يعني شيء على الاطلاق، بالتأكيد هو ضرورة لكن هذا الشعار يسمح للكثير من المفسدين بالتظاهر عبر مكاتبهم الفخمة والمكيفة ووسائل الاعلام الخاصة بهم، الطريق لتحقيق المطالب يكمن في فتح الملفات بشكل منفرد، “ ملف الطاقة على سبيل المثال “ انقطاع التيار الكهربائي الان ليس مسؤولية وزير الكهرباء الحالي بل هو مسؤولية جميع الذين تعاقبوا على ادارة هذا الملف من نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الى الوزراء والوكلاء والمدراء العامين للسنوات الماضية، لماذا لم يحاسبهم احد ؟ ولماذا يشغلون مواقع تسمى درجات خاصة حتى الان ؟ ولماذا لم يتمكن الانتربول من القاء القبض عليهم ؟ الاسباب بالتأكيد فساد عراقي
الضغط الجماهيري حتى يتحول الى فعل على الارض يتطلب تنظيم قيادة تدفع باتجاه فتح ملفات محددة وخلال مراحل محددة لان القوى الماسكة بالسلطة لديها القدرة على تسويف جميع المطالب والعبث باية قضية مثل محاولات القوى الاسلامية ركوب موجة التظاهرات الان، هي التي خربت الوضع القائم ودمرت البلد تعود من نافذة الجماهير للعودة من جديد الى السلطة وكانها غير مسؤولة عن جميع الانهيارات التي حصلت .
بقي شيء أخير يرتبط بمدى جدية الجماهير في محاربة الفساد في الوضع السياسي القائم هو هل ستستمر الجماهير وتحول حراكها من القوى المتطرفة والتي تسببت بحجم الفوضى الكبير باتجاه اخر ؟ أم ان نفس القوى ستكون لديها القدرة على اقناع الجماهير عبر الطائفية من اجل البقاء في السلطة والاستمرار في نهب المال العام وضياع المليارات والمدن الكاملة التي اصبحت بيد التنظيمات الارهابية . 

ازمر احمد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket