امريكا وكوبا وفصل جديد من العلاقات الديبلوماسية

تقاریر‌‌ 01:55 AM - 2015-07-21
امريكا وكوبا وفصل جديد من العلاقات الديبلوماسية

امريكا وكوبا وفصل جديد من العلاقات الديبلوماسية

بدأت الولايات المتحدة وكوبا يوم الاثنين 20 تموز 2015، فصلاً جديداً من علاقات ما بعد الحرب الباردة، إذ أعادتا في شكل رسمي العلاقات الديبلوماسية التي قُطعت بينهما منذ أكثر من 50 عاماً، وأعادت كل من الدولتين فتح سفارتها في عاصمة البلد الآخر.

وبعد حلول منتصف الليل مباشرة وصلت الدولتان إلى نقطة مهمة جديدة في التحسن التاريخي الذي بدِئ بإعلان مهم من جانب الرئيسين الامريكي باراك أوباما والكوبي راوول كاسترو في 17 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.

 

رفع العلم الكوبي على مبنى وزارة الخارجية الامريكية

ورفع العلم الكوبي يوم (الإثنين) على مبنى وزارة الخارجية الامريكية مع الاستئناف التاريخي للعلاقات الديبلوماسية بين هافانا وواشنطن، بعد سنوات من العداء بين البلدين.

وأضيف العلم الكوبي الأحمر والأبيض والأزرق في الساعة 8.00 بتوقيت غرينتش إلى أعلام الدول الأخرى المرفوعة عند مدخل المبنى في العاصمة الامريكية، وسيرفع العلم أيضاً في مقر البعثة الديبلوماسية الكوبية في واشنطن التي استعادت اليوم وضع السفارة لأول مرة منذ 1961.

وأعيدت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في تمام الساعة 00.01 بتوقيت غرينتش ليل الأحد-الإثنين، واستعادت شعبة المصالح الامريكية في هافانا وضع السفارة اليوم، على أن تجري مراسم رفع العلم الامريكي خلال زيارة لوزير الخارجية جون كيري مرتقبة في الاسابيع المقبلة. 

 

 كاسترو يكرّر مطالبته أوباما بتخفيف الحصار على كوبا

وكرّر الرئيس الكوبي راوول كاسترو مطالبته نظيره الامريكي باراك أوباما، بمزيد من تخفيف قيود الحصار التجاري والمالي المفروض على بلاده منذ العام 1962.

وقبل خمسة أيام من استئناف العلاقات الديبلوماسية بين هافانا وواشنطن، قال كاسترو في ختام دورة البرلمان أن إعادة فتح السفارتين في 20 الشهر الجاري، ستنهي «المرحلة الأولى» من تطبيع بدأ نهاية العام 2014. وأضاف: «خلال خمسة أيام، ستبدأ مرحلة جديدة طويلة ومعقدة نحو تطبيع العلاقات، تتطلب رغبة من أجل إيجاد حلول للمشكلات المتراكمة لأكثر من خمسة عقود، والتي أثّرت في العلاقات بين بلدينا وشعبينا. يتعلق الأمر بترسيخ نوع جديد من العلاقات بين الدولتين، تختلف عما شهده تاريخنا المشترك».

وأعلن الرئيس الكوبي أن بلاده ستستقبل البابا فرنسيس بـ «عاطفة واحترام وترحيب»، خلال زيارته الجزيرة في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأضاف: «عظاته من أجل السلام والمساواة واستئصال الفقر والدفاع عن البيئة، وتحليله لمشكلات الإنسانية، تثير إعجاب العالم». وأشاد كاسترو بالاتفاق بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، معتبراً أن «هذه النتيجة تُظهر أن الحوار والتفاوض هما الوسيلة الوحيدة الفاعلة، من أجل تسوية الخلافات بين الدول».

 

البيت الابيض يعلن بدء تطبيع العلاقات مع كوبا

أعلن البيت الأبيض يوم الأربعاء 2014/12/17، عن نية واشنطن إعادة تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا، وتخفيف الحظر التجاري الأمريكي المفروض على هافانا.

واضاف جوش ارنست المتحدث باسم الادارة الامريكية في مؤتمر صحفي: أن الرئيس باراك أوباما بصدد الإعلان عن تغييرات ملموسة في السياسة حيال كوبا، مشيرا الى ان الخطة الاولى هي تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وقال ارنست: أن الجانبين سيخوضان قريبا مفاوضات حول هذا الموضوع، بما في ذلك مسألة إعادة فتح السفارة الأمريكية في هافانا والتي تم إغلاقها عام 1961.

هذا وتخطط الولايات المتحدة للمبادرة ببدء اتصالات مع كوبا على مستوى رفيع، وبناء علاقات معها في مجالات عدة منها مكافحة فيروس إيبولا والهجرة ومحاربة تهريب المخدرات.

وعلى الصعيد نفسه قررت السلطات الكوبية في اليوم نفسه، الإفراج عن الأمريكي ألن غروس وشخص آخر بتهمة التجسس لصالح واشنطن، مقابل افراج الولايات المتحدة عن 3 جواسيس كوبيين كانوا مسجونين في أراضيها.

 

أوباما يلتقي كاسترو

والتقى الرئيسان الاميركي باراك اوباما والكوبي راوول كاسترو الجمعة 10 نيسان 2015،في بنما في اطار قمة تاريخية للاميركيتين تكرس التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا بعد 53 عاما من العداوة الشديدة.

وقد سبق هذا الحدث مساء الخميس لقاء تاريخي ايضا بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الكوبي برونو رودريغيز، الاول بين مسؤولين بهذا المستوى منذ 1958، على ما اعلنت الخارجية الاميركية في حينه، بدون اعطاء مزيد من التفاصيل.

وبعد المصافحة التي جرت اواخر 2013 بين اوباما وراوول كاسترو في جنوب افريقيا اثناء تشييع نلسون مانديلا، التقى الرئيسان مجددا وجها لوجه للمرة الاولى بين رئيسي الدولتين منذ 1956، اي قبل سنتين من الثورة الاشتراكية التي قام بها فيدل كاسترو وادت الى القطيعة في العلاقات الكوبية الاميركية في العام 1961.

 

قرن من العداوة 

ومع عودة علاقاتهما الدبلوماسية رسميا تفتح الولايات المتحدة وكوبا الاثنين صفحة جديدة في علاقاتهما التي تميزت في القرن العشرين بالهيمنة الاميركية ثم عداوة الحرب الباردة.

وتعود العلاقات الاميركية الكوبية الى العام 1898 عندما ارسلت الولايات المتحدة قوات الى الجزيرة لمساندة الاستقلاليين الكوبيين في حربهم ضد المستعمرين الاسبان.

ومع انتهاء النزاع في العام نفسه حصلت واشنطن بموجب معاهدة باريس على الفيليبين وغوام وبورتوريكو ونالت الجزيرة استقلالها. لكن حكومة عسكرية اميركية اقيمت فيها.

وفي العام 1902 سمحت هذه الحكومة بقيام جمهورية كوبا المستقلة، لكن الاميركيين احتفظوا بالسيطرة على الجزيرة من خلال ادخال بند (تعديل بلات) في دستورها يسمح لها بحرية التدخل عسكريا.

وفي 1903 منحت معاهدة اميركية كوبية واشنطن حق استئجار دائم على ارض  غوانتانامو (جنوب شرق كوبا) حيث اقامت في 2002 معسكر اعتقال.

وبلغت السيطرة الاميركية على كوبا ذروتها في عشرينات القرن الماضي عندما فرض سفيرها الجنرال اينوش كرودر حكومة موازية فعلية على الجزيرة. وفي تلك الحقبة اقيمت شركات اميركية عديدة وفق شروط مواتية لمصلحتها.

وفي كانون الثاني/يناير 1928 قام الرئيس الاميركي كلافن كوليدج بزيارة الى كوبا، الوحيدة لرئيس اميركي، لمناسبة مؤتمر للدول الاميركية.

واستمرت هيمنة واشنطن السياسية والاقتصادية على هذه الجزيرة التي تبعد اقل من مئتي كيلومتر، اثناء عهد فولجنسيو باتيستا الرجل القوي في البلاد اعتبارا من ثلاثينات القرن الماضي.

وفي 1959 مع وصول فيدل كاسترو ورفاقه الى الحكم الذي قوبل باللامبالاة في البداية في واشنطن، سجلت بداية قطيعة شاملة بين البلدين.

ومع اطلاق نظام كاسترو اصلاحا زراعيا مرفقا بحملة واسعة لعمليات تأميم اراض وشركات اميركية اصبحت الولايات المتحدة عدوا، 

وبسرعة رد الرئيس دوايت ايزنهاور بقطع العلاقات الدبلوماسية مع هافانا في الثالث من كانون الثاني/يناير 1961.

وبعيد ذلك، في نيسان/ابريل، اسهمت هزيمة قوات معادية لكاسترو ومدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في خليج الخنازير في تفاقم الوضع.

ثم قررت الولايات المتحدة في شباط/فبراير 1962 فرض حظر مالي واقتصادي على الجزيرة فيما اقترب نظام فيدل كاسترو في تلك الاونة من موسكو وبدأ يقدم دعمه لحركات ثورية اخرى في اميركا اللاتينية.

وفي تشرين الاول/اكتوبر من تلك السنة كادت ازمة الصواريخ النووية السوفياتية الشهيرة في الجزيرة تتحول الى نزاع نووي عالمي. 

وفي ذلك الوقت كرس فيدل كاسترو الطابع الشيوعي لثورته.

وفي 1966 صوت الكونغرس الاميركي على "قانون تصحيح الوضع" الذي دفع اكثر من مليون كوبي الى الهجرة الى الولايات المتحدة، اولا لاسباب سياسية ثم اقتصادية.

وبعد انهيار الكتلة السوفياتية الذي كان منعطفا دمغ القرن فتحت صفحة جديدة بدفع من الرئيسين الكوبي راوول كاسترو والاميركي باراك اوباما الذي اقر بفشل السياسة الاميركية تجاه كوبا.

ومع المصافحة التاريخية التي جرت في كانون الاول/ديسمبر 2013 في جوهانسبورغ عقدت مفاوضات ل18 شهرا احيطت بسرية كبيرة، ثم جاء الاعلان التاريخي في 17 كانون الاول/ديسمبر 2014 عن تقارب البلدين.

 

PUKmedia  عن الانصات المركزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket