فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد؟

الاراء 01:41 PM - 2015-07-05
فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد؟

فلسفة التغيير أم فلسفة التجديد؟

من المحاور المهمة التي يجب دراستها بعناية هو محور التغيير أم محور التجديد في الأنماط الحياتية الوجودية وما يتصل بها من فاعليات ورؤى وأفكار تشكل وتكمل الظاهرة أو الموضوع المراد له أختيار محدد ،التغيير وإن كان في جانب منه يصل بنا للتجديد خاصة إذا كانت المفاصل المهمة منه ستعمل بطريقة أو تتشكل بطريقة تتجاوز الواقع وتتقدم عليه لكن هناك أيضا تغييرا سلبيا لا يمكن أن نطلق عليه تجديدا لأعتماده على عناصر ومكونات يتقدم عليها الواقع ويتجاوزها بزمن ، المهم ليس الهدف الخيار بين الدلالات بقدر ما يهم ما يكسبه المجتمع من هذه المحاولات 

فلسفة التجديد تقوم على ركنين مهمين وتعتمد على أطارين معياريين ،الركن الأول مفهوم التجديد والحاجة له أما المعيارين الذان تتطلبهما عملية التجديد المحصلة الجديدة ومقدار ما تضيفه للحياة والمعيار الأخر ملائمة التجديد للواقع السيروري ،في مفهوم التجديد هناك أيضا تقسيمات مهمة وضرورية الأنتباه لها من خلال ما هو الخاضع للتجديد تحيدا، وثانيا الحاجة الفعلية له والأهم ألية وتكييف التجديد ، المجتمع كموضوع معقد ومتشابك ومركب ومتعدد العلائق ليس بالإمكان الميسر أن يخضع لفلسفة التجديد إن لم تكن له قاعدة مادية مهمة وحاجة ضرورية أهم ومصلحة يتوخاها من خلال عملية التجديد .

صحيح أن شعار التجديد شعار براق وجذاب وله أنصاره ولكن هذا لا يكفي لوحده لكي يكون فرضا ضروريا وحاجة ملحة بدون أن نستحضر جملة من الحقائق قبل حتى التفكير في أنتهاج سياسة فكرية تجديدية والتبشير بها ، فمثلا الحاجة للتجديد لا تأتي من فراغ بل يستلزمها وعي حقيقي وعملي ومحدد وفاعل وهذا الوعي لا يمكن تشكله بدون ممارسة النقد والمراجعة الأجتماعية الضرورية للواقع ومن خلال دراسة السيرورة الطبيعية والحتمية التأريخية ،والنقد أيضا لا يأتي من فراغ إن لم تكونه معرفة بالنقد أولا ومعرفة بمنهج نقدي ملائم ، هذه المنهجية والمعرفة لا تتبلور بدون مقدمات معرفية وفكرية أساسية.

وهكذا تستمر المتواليات لتعود في الأخر إلى وجود إنسان عاقل ومتحسس ونشط في أستخدام العقل والنظام العقلي بطريقة تتناسب مع الوظيفة التي يضطلع بها وهي قيادة الوجود نحو الأخيرية والأحسنية وهنا نصل في عملية التجديد إلى الربط بين الأليات والمناهج والأهداف والمقدمات والوسائل إلى ربط من نوع أخر بين حيثيات الإنسان كونه كائنا متعدد المكونات مثالي ومادي وخالق ومبدع وبين حقيقة أنه أيضا خاضع لقوى ومؤثرات خارجية قد لا يستطيع حتى التفكير بمغالبتها وأول هذه المؤثرات حركة الزمن .

إن أختيار هدف التجديد سيقود بالمحتم إلى حقيقة التغيير ولو بدرجة واحدة على الواقع لأن ما ينتج عنها سيكون بالتأكيد أضافة أكثر قدرة على العطاء من الواقع الذي كان قبل التجديد وبالتالي ومن معرفة حاجات المجتمع المتدرجة في الأهمية والحساسية ستتوجه عملية التجديد للمفاصل والمؤثرات الواقعية التي تقود مع تجددها إلى سلسلة من التغيرات والتغيرات المتتالية والمتوالية والتي تنتج في الأخر كما مهما من الناتج التجديدي الذي يجب أن يحدد جيدا ويؤشر بدقة قبل ظهور النتائج النهائية حتى تكون العملية بذاتها أنتجت ما كان مخططا ويعتمد على الترابط بين الخطط والأهداف للسيطرة على الفواضل غير المتوقعة وغير المرادة من عميلة التجديد .

 

عباس علي العلي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket