مصارف داعش النشيطة

الاراء 10:09 AM - 2015-06-29
ساطع راجي

ساطع راجي

بصدفة إعلامية انتشر خبر عن وجود مصرف اردني في الموصل مازال يفتح ابوابه للزبائن، هذا المصرف جزء من شبكة مصرفية تمتلك مصارف اخرى في العراق يشارك بعضها في مزاد العملة، مدير المصرف الاردني يقول لقناة أمريكية “ان الحياة في الموصل ليست بالسوء الذي يصوره الاعلام” هو هنا محق تماما لأنه أثبت ان الاعلام لايعرف شيئا عن الموصل بل ان الدولة العراقية نفسها لاتعرف شيئا عن الموصل، أم إنها تعرف؟!!. 

في خلفيات الخبر عن المصرف الاردني نعرف ان هناك مصارف أخرى عربية مازالت تعمل في الموصل، هذه المصارف تعمل بإطمئنان لأنها مقتنعة بوجود استقرار تدعمه دولة (هي هنا دولة الخلافة) ويمكن ادراك اهمية ومستوى هذه الثقة عندما نتذكر الجهود التي بذلتها وتبذلها الحكومة العراقية لجذب المصارف واقناعها بالعمل في العراق.

الخبر عن المصرف الاردني في الموصل ذكرنا بأن الحرب مع داعش لم تهتم حتى الآن بإقتصاد التنظيم الذي صار الأغنى بين أشقائه ومنافسيه من التنظيمات الارهابية الاخرى، لم يعاقب مصرف ولا تاجر ولا رجل اعمال لتعامله مع داعش، لم توقف اي دولة شحنة نفط صدرها ولم تقصف الطائرات قافلة تنقل شحنات من النفط ولا حتى تم اعتقال واحد من تجار الآثار المهربة، هذا التنظيم يدفع 400 دولار شهريا لمقاتليه وينفق على مؤسساته ولديه وسائل اعلام ويوفر العلاج لجرحاه ويحرص على تزويج عناصره وتوفير حياة سهلة لهم، القوة الاقتصادية لداعش هي ما سيجعل منه دولة ورغم كل الضجيج عن مواجهة داعش الا ان اي خطوة لتقويض او اضعاف قوته الاقتصادية لم تتخذ لا من قبل الحكومة العراقية ولا حكومات الدول الاخرى.

التاجر او رجل الاعمال الذي يتعامل مع داعش لابد انه يحظى بسند وحماية سياسية تجعله يأمن العواقب ولايخاف من توسيع تعامله مع تنظيم تلاحقه كل دول العالم (كما تعلن) وقد كشفت الايام ان هناك غفلة او تغافلا عن النشاط الاقتصادي لداعش وسنعرف يوما ما ان رؤوسا كبيرة تتعامل مع هذا التنظيم وتنتفع من اسعاره المخفضة للنفط ومن الفوضى التي يشيعها في المنطقة وهي فوضى تسمح بظهور مناطق اقتصادية حرة من كل رقابة.

غفلة وتخبط الاجهزة الاقتصادية الرسمية تسمح بانتعاش اقتصاد داعش ففي عز أزمة سعر صرف الدولار نكتشف ان مصرفا له فروع في مناطق داعش مازال يشارك في مزاد العملة.

إذا كانت الحكومات التي تعلن عداءها لداعش صادقة في ادعاءاتها فإن الحرب الاقتصادية أهم من الطائرات التي يعود معظمها الى القواعد بنفس حمولاتها من القذائف، السكوت على النشاط الاقتصادي لداعش ينسف الامل بزوال هذا التنظيم قريبا وينسف الثقة بمدعي مواجهته.   

 

ساطع راجي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket