تفاصيل الهجوم على كوباني

کوردستان 03:45 PM - 2015-06-28
تفاصيل الهجوم على كوباني

تفاصيل الهجوم على كوباني

عناصر تنظيم داعش الارهابي لايمتلكون ذرة من الإنسانية تنكروا بزي وأعلام الجيش الحر، دخلوا مدينة كوباني ونفذوا فيها مجزرة ضد المدنيين. بتاريخ 25/6/2015، وفي تمام الساعة 04.00 بدأ هجوم الارهابيين على قرية برخ باتان، وفي الساعة 05.00 على مركز مدينة كوباني من الجهة الجنوبية ومن جهة الحدود مع تركيا.
وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها فإن المجاميع الارهابية دخلت المقاطعة من الجهة الجنوبية بواسطة 6 سيارات قادمة من قرية سبتا عربان التي تبعد عن مدينة كوباني مسافة 25كم، ووصلت إلى قرية سيفي التي تبعد عن قرية سبتا عربان مسافة 3كم وقريبة من قرية برخ باتان بمسافة 100م فقط. وفي تمام الساعة الـ 04.00 دخل الارهابيون قرية برخ باتان من إحدى زوايا القرية وانتشروا بين الأهالي الذين كانوا غارقين في النوم وهم يحملون الأسلحة والخناجر، يطلقون النار على الأطفال، النساء، الشيوخ والرجال، ويربطون أيدي بعضهم ومن ثم قطعوا رؤوسهم.

الأهالي قاوموا الارهابيين
أهالي القرية الذي علموا بوجود الارهابيين قاموا بأخراج النساء والأطفال من القرية بواسطة السيارات، أما الرجال فبقوا في القرية للتصدي للارهابيين، إلا أن الارهابيين أطلقوا النار على السيارات التي خرجت من القرية، مما أجبر الأهالي على الترجل من السيارات والذهاب سيراً على الأقدام باتجاه القرى الأخرى.
مع استمرار الاشتباكات بين رجال وشباب القرية والارهابيين وصل مقاتلو وحدات حماية الشعب إلى القرية وتمكنوا من قتل الارهابيين المهاجمين. بعد تطهير القرية تم نقل الأهالي المصابين إلى مستشفى المدينة.

الهجوم على مركز المدينة
في حين كانت الاشتباكات متواصلة في قرية برخ باتان، توجه الارهابيون بواسطة 6 سيارات إلى مركز مدينة كوباني، اصطحبوا معهم سيارة تحمل سلاح دوشكا، جهاز لاسلكي كبير وكمية كبيرة من الذخيرة. رفعت أعلام كتيبة ثوار الرقة على السيارات كما إن الارهابيين تنكروا بزي مقاتلي الجيش الحر. وبهذا الشكل تمكنوا من المرور من الحواجز الأمنية تحت اسم ثوار الرقة، حيث توجهوا نحو المدينة عبر طريق حلب.
في تمام الساعة 05.00 دخلت مجموعة ارهابية إلى مركز المدينة من جهة الجنوب، ومن الجهة الشرقية أيضاً دخلت 3 سيارات من جهة صوامع الحبوب في تركيا ودخلت المدينة من جهة الشرق ومن جهة كانيا كردان. ومع بدء إطلاق النار انفجرت سيارة مفخخة على المعبر الحدودي في كوباني. ودخلت المجاميع الارهابية الى احياء بوطان غربي، بوطان شرقي، كانيا كردان، ساحة الحرية، حي الشهيد مورو، شارع 48 وانتشرت في جميع شوارع كوباني.

أطلاق النار على كل من صادفهم
بعد أن تمركز الارهابيون في كل هذه الأماكن، وفي تمام الساعة 05.00 بدأوا هجومهم الوحشي ضد المدنيين. الأهالي الذين استيقظوا على أصوات إطلاق النار خرجوا إلى الشوارع لتفقد الأوضاع، بعض الأهالي اعتقدوا إنها أصوات إطلاق النار احتفالاً بتحرير بلدة صرين، ولكن حين خرجوا إلى الشوارع أطلق الارهابيون النار عليهم.
أسرع الأهالي بالعودة إلى منازلهم تفادياً لرصاص الارهابيون إلا أن بعض الأهالي لم ينجوا من وحشية الارهابيين، ففقد بعضهم حياته كما أصيب عدد آخر. كما كان الارهابيون يطلقون النار على كل من يحاول إنقاذ الجرحى.

مداهمة البيوت واحتجاز رهائن
وحشية المجاميع الارهابية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث بدأوا بمداهمة منازل المدنيين، وأطلقوا النار على جميع أفراد العوائل وقتلوهم بوحشية. ومع بدء المجزرة اطلق الارهابيين نداء “الله أكبر” فعرف الأهالي إنهم من ارهابيي داعش، كما احتجز الارهابيون العديد من الأهالي كرهائن وجمعوهم في منزل واحد، ولكي يمنعوا اتصال الأهالي بالخارج وصادروا منهم أجهزة الهواتف، كما فصلوا الرجال عن النساء. بعض الارهابيين تمركزوا في المنازل ذات الموقع الاستراتيجي وكذلك في ثانوية البنين ونشروا قناصاتهم في تلك الأماكن ووضعوا بنادق قناصة وأسلحة الآر بي جي، كما استخدموا القنابل اليدوية. كما استهدف الارهابيون الأهالي الذين حاولوا الخروج من المدينة والتوجه نحو قرية حلينج.
العديد من الرجال، النساء، الشباب والأطفال شهدوا هول المجزرة، رأوا بأم أعينهم كيف إن الجرحى كانوا يتمرغون بدمائهم على الطريق ويطلبون الإغاثة ولكن لا أحد كان بإمكانه مساعدتهم حتى فقدوا حياتهم. جثث الأطفال ملقاة على الأرض أمام أعين آبائهم وأمهاتهم، وكذلك جثث الآباء والأمهات على مرأى أعين أطفالهم. الجميع شاهدوا مجزرة داعش وشعروا وكأنهم يعيشون كابوساً مزعجاً ويعدون الدقائق والساعات للاستيقاظ من هذا الكابوس المروع.
خلال لحظات تحولت كوباني إلى ما كانت عليه أثناء هجمات داعش على المدينة، أصوات إطلاق النار من كل حدب وصوب، شهداء ومصابون ينقلون إلى المشافي، صرخات الأمهات تتعالى في المشافي، الأهالي في الشوارع يحملون أسلحتهم ولكن لا أحد يعلم ما الذي يحدث من حوله.

محاصرة الارهابيين
مع بدء الهجمات تدخلت وحدات حماية الشعب والمرأة واندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاتلين والمجاميع الارهابية، وحاصر المقاتلون أماكن تمركز ارهابيي داعش، كما قاموا بتمشيط شوارع المدينة واخلوا المنازل التي تقع تحت مرمى نيران الارهابيين ونقلت العوائل إلى مخيم مشتنور.
بعد ظهر ذلك اليوم تمكن المقاتلون من نقل الجثامين من شوارع المدينة وإيصالها إلى المستشفى. في تلك الليلة لم تنم كوباني.

تصاعد الغضب الشعبي
في اليوم التالي خرج الأهالي من منازلهم يحملون أسلحتهم وهم لايزالون تحت تأثير الصدمة، فيما تستمر الاشتباكات بشكل مستمر، تعاونت العوائل فيما بينهما وتم إخراج الجثامين من المنازل، الآباء حملوا جثامين زوجاتهم وأولادهم المغطاة بالدماء، لفوا الجثامين بالبطانيات ونقلوهم إلى المستشفى، مذهولين من هول الصدمة والدموع تحتبس في صدورهم، النساء اللواتي فقدن أبنائهن وأقاربهن جلسن في الأزقة تنتحبن. النساء ثكلى إلا أن لسان حال الجميع يقول “مهما فعلت داعش فإننا لن نتخلى عن ترابنا أبداً”.

تحرير الرهائن
أثناء حملة التمشيط تمكنت وحدات حماية الشعب من تحرير 80 رهينة كانت المجاميع الارهابية قد احتجزتهم، الأهالي الذين تم تحريرهم لايزالون تحت تأثير هول الصدمة ولايصدقون إنهم نجوا من المجزرة. مع مرور الوقت تزايد عدد الشهداء والجرحى، مؤسسة عوائل الشهداء كان تشيع جثامين الشهداء إلى المقبرة الواقعة غربي المدينة ليواروا الثرى هناك إلى جانب المدنيين الذين كانوا قد فقدوا حياتهم في مقاومة كوباني التاريخية. في هذه الأثناء واصل الأهالي المناوبة من أجل حراسة الأحياء.
في اليوم الثالث وبعد أن تم تطهير جميع المواقع من ارهابيي داعش تمكن الأهالي من الخروج من منازلهم والتجول في شوارع المدينة، فتحت المحال التجارية، وتوجه الأهالي للأسواق للتزود بالخبز والطعام.

   
بعض المختطفين الناجين يروون ماجرى

ومن تلك الأحياء التي دخلت اليها المجاميع الارهابية، حي الشهيد مورو والتي ارتكبت فيها مجزرة بحق المدنيين واختطف قرابة 40 شخصاً، تم تحريرهم من قبل وحدات حماية الشعب بعد يوم من الاختطاف، ومن بين المختطفين الناجين من المجزرة ديلبر كياض، التي قالت: في الساعة 5 صباحاً كان أغلب الأهالي نائمين، وفجأة سمعنا أصوات الرصاص فخرج العديد من الأهالي ليعرفوا مايجري في الخارج،  ولدى خروجهم أطلقت المجاميع الارهابية النار على كل من صادفته واختبأ البعض في منازلهم، ولكن المجاميع الارهابية اقتحمت بعض المنازل وقتلت البعض في منازلهم وجمعت بعض الأهالي في أحد منازل الحي حتى وصل عدد المختطفين من أهالي حي الشهيد مورو الى 40 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال.
وأضافت: عندما دخلت تلك المجاميع إلى كوباني كانت يرتدون ملابس وحدات حماية الشعب والجيش الحر، وكانوا بدون لحية وبعضهم يتحدث باللغة العربية، والبعض باللغة الكوردية لذلك لم يعرف أهالي الحي في البداية أنهم ارهابيون.
وأشارت الى انه وعندما احتجزتهم المجاميع الارهابية سألتهم أين مقر وحدات حماية الشعب، وإذاعة مشته نور، والبوابة الحدودية بين شمالي كوردستان وكوباني، مؤكدةً أنهم وأثناء اختطافهم وإخراجهم من منازلهم مع عوائلهم كانت المجاميع الارهابية تقتل أمام أعينهم كل من تصادفه في شوارع الحي وتلقي القنابل اليدوية على المنازل الأمر الذي أدخل رعباً كبيراً في قلوب الأطفال والنساء، وأشاروا أن عدد الارهابيين كان 30.
من جانبه، قال رازو أحمد: بعد مرور بعض الوقت على اختطافنا، بدأت المجاميع الارهابية بتهديدنا بالقتل وجمعتنا في غرف صغيرة وقالت لهنا أنهم سيلقون عليهم القنابل، وفي تلك الأثناء حصلت اشتباكات في الحي ودخلت وحدات الحماية في اشتباك مع الارهابيين المنتشرين في كوباني، ثم نقلت المجاميع الارهابية المختطفين إلى منزل آخر في نفس الحي.
وأضاف: كان من بين المحتجزين الكثير من الأطفال الصغار الذي بقوا بدون طعام ولاشراب طيلة ذلك اليوم وبدأوا بالبكاء، بالإضافة إلى الخوف الذي كان يخيم على المكان وتصرفات داعش الهمجية وأصواتهم المخيفة التي دبت الخوف والذعر في قلوبنا وهم في كل لحظة كانوا يهددوننا بالقتل إن لم يتم اسكات الأطفال، وكانوا يقولون لنا: لاتتكلموا لانريد سماع اصواتكم، أنتم كفرة وسنذبحكم جميعكم.
نزير علي احد المختطفين، يقول: بعد فترة خرج الارهابيون من المنزل وأغلقوا الباب على المختطفين ووضعوا حارساً بالقرب من باب المنزل. وأخذت المجاميع الارهابية جميع الهواتف من المحتجزين ولكن المواطنة ديلبر خبأت هاتفها، واتصلت  في حوالي الساعة 10:00 صباحاً بمقاتلي وحدات حماية الشعب وأخبرتهم عن مكان احتجازهم، ولكن وحدات الحماية الشعب لم تتمكن من الوصول إلى المكان حتى اليوم الثاني في الساعة 11:00 حيث قامت وحدات حماية الشعب بحفر جدران المنازل لتتمكن من الوصول إليهم وإنقاذهم.
واكد نزير علي، ان الارهابيين كانوا متواجدين أمام المنزل ولكن لم يتمكنوا من رؤية الأهالي عندما أنقذتم وحدات حماية الشعب لأنهم خرجوا من الجدران التي حفرتها وحدات الحماية للوصول إليهم، وأوصلتهم إلى أماكن أمنة، ثم عادوا وقتلوا الارهابيين المتواجدين في ذلك المنزل.

PUKmedia وكالة هاوار

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket