مسيرة تركيا بعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي

الاراء 12:03 PM - 2015-06-18
مسيرة تركيا بعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي

مسيرة تركيا بعد فوز حزب الشعوب الديموقراطي

لم تكشف تركيا لحد الان عن فحوى دستور عام 1921 الذي شارك في اقراره في حينه اكثر من 72 من البرلمانيين الكرد، وجاء فيه ضمان الحقوق الخاصة بالكرد في كردستان الشمالية ومشاركة الكرد في السلطة والحكم الذاتي لهم في المناطق التي يشكلون فيها الاكثرية اي في كردستان الشمالية .

الا ان اتاتورك خالف عهده، واستمر من جاء بعده على نهجه واخفوا ما وعدوا به اثناء ضعفهم وانكروه حين استقوائهم وسارت الحال وتضرر الكرد وراحت ضحية تلك الثقة العمياء والعاطفة الزائدة لديهم وايمانهم بالرجولة الكثير من الدماء الزكية . اليوم وبعد حوالي قرن يعيد حزب الشعوب الديموقراطي مجد الكرد سياسيا بسلام، وينجح في امكانية اعادة الحق لاصحابه بجهود وخطوات عقلانية كما هو سائر عليه حتى الان . اين تتجه تركيا بعد الانتخابات الاخيرة وكيف تُشكل الحكومة وما الاحتمالات والسيناريوهات المتوقعة من قراءة نتائج ما برز من الانتخابات الاخيرة، هذا ما يشغل الجميع في هذه اللحظات وعلى الكرد ان يتعمقوا فيه لاتخاذ القرارات المصيرية . فان الجهات الاربعة التي يمكن ان تتشارك جميعها وبعضها لانبثاق الحكومة الجديدة هي حزب العدالة مع الحزب الجمهوري والحزب القومي والحزب الشعوب الديموقراطي، فبمعادلة مرئية يمكن حساب التوقعات او النتائج من التنسيق بين حزب العدالة واي من الاحزاب الاخرين الذي يمكنه ان ينجح ويبقى الاخرون في المعارضة، وهذا غير ممكن في اغلب الاحوال او في حال لم تتنازل الاطراف عن اهدافه الاستراتيجية، فحزب العدالة وقبل ان تصدر النتائج الرسمية للانتخابات طرح شروطه ومن ضمنها تغير النظام في الدستور الى الرئاسي وهذا لم يقبله اي من الاحزاب الاخرى وكما جاء في برامجهم الانتخابية. اما مشاركة الاحزب الثلاثة بعيدا عن حزب العدالة والتنمية بعيد عن الواقع، لانهم بعيدون جدا عن البعض من كافة النواحي ولا يمكن لحزب الشعوب الديموقراطي ان يشارك الحزب القومي التركي او الجمهوري مهما فرضت الظروف نفسها عليهم. اذا هناك زوبعة تنتظر تركيا شبيهة او اكثر تعقديا من حال العراق مابعد الانتخابات في هذه المرحلة . واحتمال الانتخابات المبكرة احدى الطرق المنقذة ربما ولكن في وسط فوضوي تتاثر به تركيا سياسيا واقتصاديا لامحال . ان اقصر الطرق تبدا بتنازل حزب العدالة والتنمية عن حلم اردوغان والبقاء على النظام البرلماني بعيدا عن حلم السلطنة العثمانية واعادة النظر في الكثير من توجهاته لخير تركيا وهذا بعيد عن المصالح الحزبية والشخصية التي لا يمكن ان لا يُحسب لها في ظل سيطرة النرجسية على القادة الترك وخاصة اردوغان بذاته، وان تمهل اردوغان يمكنه ان يؤجل ما في جعبته خلال هذه الدورة على الاقل ان اراد ان تخرج تركيا من الحالة التي وقعت فيها . لذا، ان اقصر الطرق هو الاعلان عن التعاون والتنسيق مع حزب الشعوب الديموقراطي بعد تنفيذ الشروط التي يمكن ان ان يفرضوه من التعامل مع الكرد والحزب العمال الكردستاني والسيد عبدالله اوجلان والاتفاق التاريخي الذي يمكنه ان يخرج الوضع من التعقيد الذي وقع فيه، وهذا ايضا بعيد المنال في ظل توجهات اردوغان الرئيس الحالي. اما ما يخص حزب الشعوب الديموقراطي وما نجح فيه، وفر امامه فرصا كثيرة يمكن استغلالها معتبرا من التاريخ قبل اي شيء، ويمكنه ان يفرض ما يهدف اليه ويضمن ما ينظر الى تحقيقه بطرق شتى والبراغماتية ليست بعيب لصالح شعب تجرع الضيم طوال العقود، والمفاوضات والتنسيق بخطوات دقيقة وعقلانية اول ما يمكن ان يفكر به حزب الشعوب الديموقراطي، ويجب التاكيد على الاولويات في كل خطوة .

 

عماد علي  / الحوار المتمدن

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket