إرادة ديمقراطية سلمية تركية

الاراء 08:47 AM - 2015-06-11
حسين فوزي

حسين فوزي

تعرضت خطط السيد اردوغان إلى انتكاسة واضحة بتراجع دعم الناخبين، بعد وصولها حد الطموح بتغيير نظام الحكم الذي جاء به إلى السلطة، فلم يعد اردوغان وحزبه “قابضين كلية”على السلطة، وبات متوقعاً “تسرب” جديد لاسرار الدولة، في ظل اكتساب المعارضة المزيد من القوة، فالـ42% لحزب العدالة يواجهها حزب الشعب الجمهوري 25% +11% لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي.

وتؤشر الكلمة التي القاها الزعيم الشاب لحزب الشعوب الديمقراطي السيد صلاح الدين ديميرتاش وعياً متميزاً يبني على الطروحات الكردستانية والكردية لعدد غير قليل من القيادات الكردية التاريخية، في مقدمتهم السيد جلال طالباني في العراق ورفاقه في النضال السلمي والمسلح في تركيا وإيران وسوريا.

والسمة الرئيسة الجديدة هي ارتفاع صوت كردي شاب بقوة كبيرة بجانب القيادات الكردستانية في العراق، وهو من الوعي حد إدراك ان “حلم” إقامة الدولة الكردية لا يمكن تحقيقه بدون الديمقراطية والتقدم في المنطقة كلها، بالأخص البلدان التي ضمنها كردستان. ومن اروع ما طرحه الزعيم الصاعد أن حزبه ليس حزباً “انعزالياً، إنما هو حزب كل الشعوب في تركيا”، بمعنى انه يؤمن بضرورة تعاون الجميع من اجل ضمان حقوق الموطنة لكل إنسان في تركيا على طريق تعميق مسيرة الديمقراطية الحقيقية، وهذا يعيد للبال بيان تأسيس الإتحاد الوطني الكردستاني في العراق.

والمؤكد ان مثل هذه الطروحات لا تلقى قبول بعض الأطراف التي تسعى إلى الاستحواذ على الزعامة حد انها حرضت جماهيرها الكردية على عدم التصويت لـ”هدبه”، وطالبت في لقاءات مع قيادات الأحزاب والقوى الكردية في تركيا الإصطفاف مع اردوغان(!؟!) وهي طروحات مفهوم ما يكمن وراءها من قلق إزاء ظهور المزيد من القيادات الكردية النافذة جماهيرياً وفكرياً ولها مناهج قريبة من القوى الإشتراكية الديمقراطية.

واخطر قضية طرحها ديميرتاش هي “خوف البعض من محاكمته لاصطفافه وتسليحه الإرهاب، بالأخص داعش”، وتساءل بسخرية “لماذا الخوف من عدم الإمساك بالسلطة، فهذه قضية قابلة للتداول، لكن الخوف من محاكمة مساندي داعش”، وهي إشارة لا تقبل الإلتباس بشأن مسؤولية تأزيم الوضع في العراق وقبلها سوريا.

والمؤكد ايضاً ان الجيش التركي المعروف بنهجه السلبي السابق في التعامل مع القوميات، ليس بمعزل عن المتغيرات الكونية، وهو بقبوله تولي حزب إسلامي للسلطة، لن يقبل بفعل إلتزامه بمدنية الدولة، بإقامة دول لداعش او القاعدة وغيرهما، بالتالي بات القبول بطروحات حزب الشعوب الديمقراطي واية قوى نامية اخرى سلمية، مقبولاً  للجيش، مقارنة بالسعي للاستحواذ على الدولة وإعادة تنظيمها بما يخدم طرفا واحدا على حساب المجتمع التركي بكل مكوناته. وهذا احد الأسباب التي دفعت بعض الأطراف الكردية خارج تركيا إلى الوقوف ضد حزب الشعوب لأنه يتمسك بالنظام النيابي لأنه في كل تجارب الشعوب الأقرب تعبيراً عن الديمقراطية.

 

حسين فوزي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket