من طليطلة الى ناوزةنك وبغداد.. والقافلة تسير

الاراء 09:46 AM - 2015-05-31
من طليطلة الى ناوزةنك وبغداد.. والقافلة تسير

من طليطلة الى ناوزةنك وبغداد.. والقافلة تسير

لمناسبة الذكرى الـ 40 لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني والذكرى الـ 39 للثورة المعاصرة
في سواد ليل حالك، وأيامه التي أدخلت البؤس والتشاؤم في نفوس الكرد الحيارى من أمرهم، كانت الطاحونة متوقفة أحجارها عن الدوران، و(الديرة) باتت مهجورة من ساكنيها. والجميع يدندن مع نفسه ويغمغم ويتمنى أن يكون كابوساً ويستفيق منه سريعاً، لكن وللأسف كانت النكسة حقيقة مرّة ومن أمر الحقائق التي مرت بها مسيرة الثورات الكردية المتكررة. كان الناس بانتظار فرج من السماوات، ورحمة من لدنه ولكن هيهات.
هذه الساعات لا ينسى ثقلها وعبؤها على نفوس من عاشوا تلك الحقبة الزمنية السوداء، كان كبرياء الكرد يهان لشيء أو للاشيء، واتشحت كردستان بالسواد.
آه..كم كانت أيامك حزينة ولياليك أكثر حزناً ياكردستان!!
أصبحت المسألة الكردية في مهب ريح خريفية، كما أضحى الرجال على حافة اليأس والقنوط..
ولكن الكرد يقعون ولكن لا يموتون ثوريا.. فلم تمضِ شهور حتى حمل رجال أكفاء وأشداء على أكتافهم نعش الهزيمة وتابوت النكسة ودفنوه في احدى مقابر التأريخ وأشعلوا مشاعل الثورة من جديد وعلى نمط تقدمي ذي شعارات واقعية بحيث تتلاءم مع الزمن والعصر، على أرض "الشام" وفي مقهى طليطلة..
زفت البشرى للأحرار جميعاً وأنتعشت النفوس في كردستان، فعادت البهجة والسرور الى شفاه الكادحين من الشباب والشيوخ نساءً ورجالاً، وأثبت الكرد من جديد بأنه لا يقبل النكوص، وشتان ما بين الهزيمة ولهيب  الثورة..
تفتحت الأبواب على مصاريعها للثورة، فالأمهات كن يدعون من الرحمن وعلى سجادة الصلاة لنصرة تلك العقول النيرة والأجساد الفولاذية التي خططت لولادة الثورة ومن رحم آخر. كي تكون الرؤوس في العلى ويمجد التأريخ الكرد من جديد،لأنهم لا ولن يقبلوا بما فرض على رؤوسهم. فسرعان ما فتحت الجبال أحضانها كالسابق، ولكن هذه المرة لأبطال الاتحاد الوطني الكردستاني، وكونت المفرزة المسلحة الأولى في أرض الحضارات والثقافات والشعراء-أرض شهرزور و حلبجة الشهيدة-التي كانت الحضن الدافئ للثورات والبيشمركة وفي المراحل كافة...
شلة صغيرة ما كان عددها يتجاوز عدد أصابع اليدين، أما صدى ثورتهم فكانت كالصاعقة التي دوى رنينها في الجبال والوديان والبراري، فوقفوا بوجه جيش ذي تسليح معاصر وتكنولوجيا متطورة، وهؤلاء ما كانت عدتهم الا بضع بنادق قديمة وصدئة من برنو وسمينوف وكلاشينكوف، كانت هذه البنادق ملكاً لهم خبأوها تحت الثرى اثناء الانهيار، أما زادهم فكان الإيمان والقوة والتحدي والصمود... فوقفوا بإيمانهم هذا وبملء ارادتهم التي كانت لا تلين بوجه التبعيث والترحيل والتهجير..
في ذكرى الـ(40) لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني، والذكرى الـ (39) لبدء الثورة المعاصرة للاتحاد الوطني الكردستاني، نمجد بفخر القادة الذين أغنوا البوم الشهداء بصورهم الحية، ومجداً للشهيد الأول  في الثورة الجديدة (فاتح الشيخ حيدر) الذي علمنا كيف نحيا وكيف نموت وكيف نعلِّم الأجيال معنى الشهادة؟
---------------------------
*طليطلة مقهى في دمشق حيث كتب فيه البيان التأسيسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في 1/5/1975 وناوزةنك منطقة جبلية نائية كانت فيها مقر قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني..

كاروان انور

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket