الرئيس معصوم: إغتيال الشهيد الصدر دلالة إضافية على همجية النظام البائد

العراق 06:23 PM - 2015-04-09
الرئيس معصوم: إغتيال الشهيد الصدر دلالة إضافية على همجية النظام البائد

الرئيس معصوم: إغتيال الشهيد الصدر دلالة إضافية على همجية النظام البائد

 شارك سيادة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم في الاحتفالية المركزية التي أقامها حزب الدعوة الإسلامية يوم الخميس 9-4-2015 في بغداد، بمناسبة ذكرى استشهاد آية الله العظمى سماحة السيد محمد باقر الصدر، دعا فيها إلى استلهام القيم السامية التي ضحى من أجلها الشهيد الصدر، واعتبر ان تزامن حلول هذه الذكرى مع ذكرى سقوط نظام الطغيان البائد يحمل درسا تاريخيا للكل في مقاومة الظلم والاستبداد.
وفي ما يلي نص كلمة سيادة رئيس الجمهورية:
أيها الحفل الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 اليوم نقف أمام هيبة وجلال وإلهام مثال بطولي نادر في تاريخنا المعاصر.. مضيء بالأحزان العميقة ومنفتح على الآمال بقوة الحياة والتحدي.
انه بذاته لدرس مثقل بالعبرِ تزامن يوم إستشهاد المفكر الاسلامي الكبير سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر على يد طاغية دموي مستبد توهّم نفسه خالدا أبد الدهر.. مع يوم سقوط نظام ذلك الطاغية الذي تهاوى عرشه بعد مرور ثلاثة وعشرين عاما على جريمته تلك، التي فضحت سلفاً طبيعته كمثال للدكتاتورية والظلم والتعسف.
 لقد ذهب نظام صدام حسين بعيداً بالانحطاط وإرتكاب الجريمة بتجرئه على  إغتيال سماحة الشهيد محمد باقر الصدر، وأخته السيدة الشهيدة بنت الهدى. لكنه كتب نهايته بنفسه بإرتكاب هذه الجريمة التي كانت، حلقة في سلسلة طويلة من جرائمه ضد الشعب العراقي، ليست حملات الأنفال وضرب مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي المحرم دوليا والمقابر الجماعية في الوسط والجنوب ونشر الرعب في كل مكان طالته يد أجهزة بطشه وتدمير آلاف القرى وتشريد ساكنيها في كوردستان والأهوار وشن الحرب على دول الجوار وغيرها من الأعمال النكراء.. ليست سوى نماذج صارخة على بشاعته ووحشيته.
 لكن جريمة إغتيال الشهيد السيد محمد باقر الصدر التي تحل ذكراها السنوية الخامسة والثلاثين اليوم، تحمل دلالة اضافية على  همجية وبؤس النظام الدموي البائد. ذلك أنها لم تستهدف التخلص من خصم سياسي او فئة متمردة أو خطر محدق او عدو لدود، إنما إستهدفت تصفية رمزٍ ديني وفكري ووطني في ذات الوقت، رمزٍ سلاحه العقيدة والكلمة وإعلاء حب العراق وشعبه بكل مكوناته دون تفريق أو تمييز.
بيد أن الطاغية الذي نجح في إغتيال الجسد الأعزل المكبّل بالأصفاد لشهيد متعالٍ أصلا على متاع الدنيا ومفاتنها، لم يستطع قتل الرؤى النيّرة لذلك المفكر الفلسفي والعالم الديني والرمز الوطني والانسان الكبير الذي لم يكن مجرد زعيم وقف صلباً أبيّ الروح بوجه الجلاد، بل كان أيضاً مشروعا لتحدي الظلم والطغيان ونشر قيم العدالة والمساواة والاخوّة والتقارب بين الأديان والمذاهب.
 واليوم نحن بحاجة ماسة الى إستلهام ذات المبادئ التي دعا الشهيد بنفسه الى  إعلائها في  مقولته الشهيرة: "إني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكوردي على السواء". فهو يناشد العراقيين جميعا على اختلاف اديانهم ومذاهبهم وقومياتهم العمل من أجل "بناء عراق حر كريم تغمره العدالة وتسوده كرامة الإنسان، ويشعر فيه المواطنون جميعاً على اختلاف قومياتهم ومذاهبهم بأنهم أخوة يساهمون جميعاً في قيادة بلدهم وبناء وطنهم".
كما ان ذكرى إستشهاد السيد الصدر تلهمنا اليوم عزيمة أكبر في التصدي والأنتصار القريب والتام على  تنظيم داعش الأرهابي الطامع في إعادة تسلط وطغيان بقايا اولئك القتلة القدامى، مرتكبي كل تلك الجرائم النكراء ومنها جريمة إغتيال الشهيد الصدر. ويكفي أن نرى ما ارتكبه إرهابيو داعش من أعمال إبادة جماعية ضد مكونات دينية مسالمة وتدمير لدور العبادة والنصب الأثرية والدينية ومعالم الحضارة القديمة ناهيكم عن سفك دماء المواطنين الأبرياء وأسر النساء وبيعهن كسبايا وكذلك سرقة وتهريب الآثار والثروات الطبيعية.
إلا أن أبناء شعبنا الابطال من القوات المسلحة والبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر يسطرون الانتصار تلو الآخر طاردين الارهابيين من كثير من المناطق، آخرها مدينة تكريت، وعازمين على تعزيز انتصاراتهم واستمرارها لتشمل جميع مناطق محافظتي الانبار ونينوى وإعادة فرض سلطة القانون وهيبة الدولة على كل أراضي البلاد، والمضي في طريق إنجاز مصالحة وطنية شاملة لجميع المكونات والقوى السياسية العراقية بإستثناء الإرهابيين، تهدف الى توحيد كل الجهود الوطنية المخلصة للإسهام في إخراج البلاد من أزمتها وإرساء أسس الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية التي تضمن التنمية المستدامة والعيش الكريم والتقدم الأجتماعي.
 كما ان علينا مواجهة معضلة انسانية مريرة يعاني منها أكثر من مليوني نازح من المواطنين العراقيين ما يلقي على عاتقنا مهمة التكاتف والسعي الى إنهاء هذه المحنة المؤلمة، عبر تمكينهم، وبدعم وتضامن أممي، من العودة الى ديارهم، ومعالجة العواقب الاجتماعية والضرر النفسي الذي حل بهم، ومساعدتهم في العودة الى حياتهم الطبيعية.
ولا يسعني في ختام هذه الكلمة الا التأكيد على ان ذكرى استشهاد سماحة السيد محمد باقر الصدر تلهمنا الأمل الدائم والثابت بإنتصار الافكار النيرة التي استشهد من اجلها والتي تجعله حيّا في وجدان الشعب العراقي بأكمله ونبراساَ تستضيء به الامم المضطهدة كافة.
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..”
PUKmedia بغداد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket