مام جلال - المرحلة المضيئة في ذاكرة الشعب العراقي

الاراء 01:58 PM - 2015-04-07
مام جلال -المرحلة المضيئة في ذاكرة الشعب العراقي

مام جلال -المرحلة المضيئة في ذاكرة الشعب العراقي

بعد مضي عشر سنوات على انتخاب مام جلال رئيسا لجمهورية العراق في السادس من نيسان عام 2005 في قصر المؤتمرات ببغداد – مازالت الذاكرة الجماهيرية تحتفظ بالكثير من المعاني الايجابية  بخصوص المرحلة  التي كان فيها رئيسا للعراق .
فرغم التحولات الكبرى التي  كان يمر بها العراق والضغوط السياسية استطاع مام جلال ابان حكمه مواصلة مسيرة النضال التي بدأها شخصياً ، من اجل حماية الديمقراطية وإعلاء القيم الإنسانية والوقوف ضد العنصرية والطائفية والتعصب بكل اشكاله ،  بل وذهب ابعد من ذلك عندما استطاع ان يسخر علاقاته الدولية لخدمة العراق والعراقيين  حيث شهد العراق انفراجات كثيرة على صعيد العلاقات الدولية ، اما في داخل العراق فقد اصبح مام جلال حلقة الوصل بين الكيانات السياسية واتبع سياسة التهدئة بين الاحزاب المتصارعة .
ان نهج الرئيس مام جلال في ادارة  البلاد كان يعتمد على الحفاظ على المصلحة العامة واغناء مفهوم الديمقراطية  الذي  يعتبر شرطا من شروط النهوض بالدولة  وتنمية القدرات الاقتصادية  والاجتماعية والثقافية ، وفي هذا الاتجاه  قدم الرئيس مام جلال دعما كبيرا  للمنظمات الديمقراطية والاجتماعية التي تسعى الى  نشر مباديء التعايش السلمي بين اعراق وطوائف المجتمع العراقي .
ويري المحللون أن  الرئيس مام جلال  نجح في توطيد العلاقات الكردية-العربية وتحسينها في العراق ، من حيث انه استطاع الموازنة بين منصب الرئاسة وانتمائه القومي  وتغليب مصلحة الوطن على انتمائه الحزبي ايضا ، كما استطاع  بالوقت ذاته الابقاء على قضية شعبه الكوردي حاضرةً على الساحة الدولية واثارة الرأي العام حول المآسي الكثيرة التي يعيشها الاكراد والتنبيه الى حقوقهم .
ان الرئيس مام جلال عندما تولى منصب الرئاسة كان العراق يمر بمرحله عسيرة من التقلبات السياسيه من حيث ان العراق كان منهكا اقتصاديا واجتماعيا بفعل سنوات الحروب الماضيه التي اثقلت  البلد وشردت الكثير من الشعب - ولكن مع الصلاحيات المحدودة لمام جلال كرئيس للعراق استطاع ان يحمي البلاد من الانزلاق الى الهاويه المظلمه كما منع دخول العراقيين في حرب اهلية كانت متوقعة وقد برزت شخصيته كاحد اهم الوسطاء بين الخصوم السياسيين من حيث انه فتح ابواب مكتبه لجميع فئات الشعب والاحزاب وحتى لممثلي احزاب المعارضة المسلحة وكان جميع العراقيين (يستأنسون الى رايه في حل المشاكل) .
لقد حاول مام جلال العمل على تصحيح مسيرة العراق السياسية وحماية الشعب من الاخطار والحروب واستطاع ان يحافظ على هوية العراق الديمقراطية والحيلولة دون هيمنة السلطة المركزية على الاستقلالية المحلية والإقليمية ، لكن سعادة الشعب العراقي لم تدم طويلا حيث ابتعد الرئيس مام جلال عن الساحة السياسية ولم يكمل مسيرته الاصلاحية حتى النهاية بسبب مرضه وكان غيابه عن السلطة السبب الرئيس الذي ادى الى انزلاق العراق في حروب دامية مرة ثانية ، فضلا عن الاخلال بالتوازن الديمقراطي الذي كان يتمتع به النظام السياسي في العراق.
محمد احمد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket