مستقبل الكورد واقليم كوردستان بحلقة نقاشية في ابو ظبي

المهجر‌‌‌‌ 03:35 PM - 2015-04-06
 مستقبل الكورد واقليم كوردستان بحلقة نقاشية في ابو ظبي

مستقبل الكورد واقليم كوردستان بحلقة نقاشية في ابو ظبي

أستضاف مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة صباح اليوم الاثنين 2015/4/6، بمقره بامارة ابو ظبي في دولة الامارات العربية المتحدة، الكاتب السياسي الكوردي العراقي ملا ياسين رؤوف رسول مسؤول مكتب الاتحاد الوطني الكوردستاني في مصر لعرض التصورات المنطقية والمستقبلية للشعب الكوردي في العراق وسورية وتركيا وايران ومستقبل اقليم كوردستان في ضوء المتغيرات الاقليمية والاوضاع الراهنة في المنطقة.
وقد حضر حلقة النقاش التي كانت بعنوان ( حول مستقبل الشعب الكوردي وفرص اقامة الدولة الكوردية في المستقبل المنظور ) العديد من المفكرين والخبراء والاكاديميين الاماراتيين والعراقيين والمصريين ومن دول عربية اخرى حيث تضمنت الحلقة ثلاث جلسات وخمسة محاور وهي : 
المحور الاول ـ  التوزيع الجغرافي للشعب الكوردي ووزنهم الديموغرافي في الدول الاربعة ( العراق – سورية ـ تركيا ـ ايران ) .
المحور الثاني ـ الوضع السياسي العسكري لكل من الدول الاربعة .
المحور الثالث ـ كيفية تعامل الكورد مع مشكلة داعش .
المحور الرابع ـ فرص وعوائق اقامة دولة كوردية موحدة .
المحور الخامس ـ مستقبل اقليم كوردستان في ضوء المتغيرات الاقليمية .
وفي مستهل الحلقة النقاشية القى ملا ياسين رؤوف  كلمة  فيما يلي نصها :
الحضور الكريم    السلام عليكم ورحمة الله
انا اسمي  ملا ياسين رؤف  ممثل الاتحاد الوطني الكوردستاني في القاهرة
اتشرف باللقاء بكم في هذه الندوة  التي جهزها ورتبها مركز المستقبل مشكورا  واتشرف ان اكون احد المتكلمين فيها  حول موضوع شائك حسب راي البعض وبسيط عند بعض اخر  ومشكلة عند البعض  وجزء من الحل عند الاخرين الا وهو موضوع كوردستان بشكل عام او موضوع اقليم كوردستان العراق بشكل خاص وما يجري فيها الان من حرب او تدخلات او تصريحات او صفقات سواء اقتصادية او سياسية او اي شيء اخر.
قبل الدخول في صلب الموضوع يجب ان تكلم عن بعض المفاهيم  المنتشرة او بعض المفاهيم الغير معروفة لدي بعض الناس.
اولا من هم الكورد ؟؟ الكورد احدى القوميات المسلمة الموجودة في الشرق الاوسط المتكون من اربع قوميات وهم العرب والفرس والترك والكورد هذه القومية تعيش على ارضها وتحت سمائها وبثقافاتها ودينها وديدنها وكل عاداتها وتقاليدها الدينية والعرقية والمذهبية وصاحبة لغتها العريقة العميقة الحية  والمتجددة يوميا والمتطورة والمختلفة من باقي اللغات الاخرى في المنطقة  وهي القومية الوحيدة التي خدمت الاسلام منذ دخولها فيه ومن غير مقابل وقدمت له الكثير من القادة والعلماء والائمة الاجلاء والادباء الكرام مثل صلاح الدين الايوبي في القادة العظماء واحمد شوقي من الشعراء ومحمد علي باشا من الزعماء وعباس محمود العقاد من الكتاب وقاسم امين من القضاة المدافعين عن المرأة.
حين اقول من غير مقابل اقصد ان القوميات الثلاث الاخري اسسو دولهم تحت راية الاسلام  في التاريخ سواء العربي ودولتيهم الاموية والعباسية او الترك ودولته العثمانلية او الفرس ودولتهم الصفوية القديمة والاسلامية الحديثة، لكن الكورد خدم الدين الحنيف فقط وقدم له من غير ان ياخذ شيءا منه غير مرضاة ربه الكريم وعدى ذلك الكورد من اقرب القوميات القريبة مذهبا وارضا ومعرفة من العرب من القوميتين الاخريين لكن نال ما نال من بعض اخوانه  العربي عبر التاريخ من الاضطهاد  والعذاب والاحتلال والقتل والكيميائي والتدمير.
مع انه مثل ما اسلفت يعيش على ارضه ووطنه جارا امنا وسالما لاخيه العربي واقصد هنا حين اقول عاش على ارضه اي انه لم يحتل ارض احد ولم يتعدى على احد ولايحسب نفسه اقلية على ارض شعب اخر او قومية اخرى، اذن لي الحق الان ان اقول انني لست اقلية ولا على ارض عربية ولا تركية ولافارسية.
كما كنا نسمع في الثقافات العنصرية البعثية القديمة وتاثرت بعض الثقافات العربية الاخرى بهذه المقولة  البغيضة حينما يقولون ان الكورد اقلية في الوطن العربي يجب حل مشكلتهم نحن لسنا مشكلة بل جزء من الحل للمشكلة العراقية بشكل عام ولسنا على ارض احد لكن في بدايات القرن الماضي ووقت الحرب العالمية الاولى وفوز دول التحالف على الالمان والامبراطورية العثمانية وعدوا الكرد كثير وفي مناسبات واتفاقات كثيرة بدولتهم المستقلة  وبعدها ومع الاسف لم يفوا بوعودهم هذه واهملوا الامال الكوردية ووزعوهم على الدول التي اسست حينها او انقسمت بلادها مثل تقسيم ولايات الامبراطورية العثمانية وتاسيس دولة العراق الجديدة التي نحن الان بصددها  وقبل ما يقارب من 100 عام وحسب الاتفاقية المشؤومة الموسومة باتفاقية سايكس بيكو وزعت ارض كوردستان وحسب الخريطة المرسومة وقتها على اربع دول وحسب مصالح الدول المنتصرة في الحرب وهي تركيا وعراق وسورية وايران.
والان ادخل في موضوع مايحدث في اقليم كوردستان، اولا اقليم كوردستان جزء مهم وستراتيجي من العراق والشعب الكوردي في هذا الاقليم شريك حقيقي في بناء دولة العراق وان كانت هذه الارض الكوردية التصقت بالعراق الجديد وقتها حسب الاتفاقية المشؤومة لكن و منذ ان اسست هذه الدولة اصبح الكورد جزءا فعالا وايجابيا من اجل بناء هذا العراق الى ان جاءت الجمهورية الجديدة ابان انقلاب عبدالكريم قاسم  واخذت منه هذه الشراكة وسمى العراق عراقا عربيا  من غير ان تحسب اي حساب لا للكورد ولا القوميات الاخرى مع انه الكورد هو الجزء المكمل لدولة العراق التي اسست على يد الانكليز ولو لا التصاق كوردستان الجنوبية بالعراق حينها لما قبل الملك فيصل بالعراق الجديد الذى اسسه الانكليز له لانه وبذكائه الحاد كان دائما يقول لا اقبل ان اكون ملكا سنيا على شعب شيعي دون ان يكون لي ظهير سني حينها لكي تتتساوى السنة بالشيعة في العراق او لكي لايختل الميزان بشكل كبير بين الشيعة والسنة باقلية سنية عربية مقابل اكثرية شيعية عربية التصقوا كوردستان الجنوبية بالعراق الجديد بشعبه السني الشافعي المذهب وبذلك استقطعوا جزءا من كوردستان الكبرى الى العراق والاجزاء الثلاث الباقية التصقت بايران وتركيا الكمالية وسورية التي اصبحت جزءا من تركة الامبراطورية العثمانية المنهارة واصبحت جزءا لفرنسا.
والان ونحن جزء من هذا العراق  الجديد نفتخر به ونعتبر نفسنا جزء او ركن من اركان هذه الدولة  ونعتبر نفسنا شريكا فعالا وبناءا من اجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية تعددية تشارك في بنائها كل المكونات الموجودة على ارضها،
واقليمنا  عبارة عن اقليم تابع للعراق سياديا وصاحب حكومتنا الاقليمية وبرلماننا المنتخبة دوريا بشكل ديموقراطي حر  وحكومتنا منبثقة من البرلمان بقاعدة عريضة ومشاركة فعالة من كل الاحزاب الفائزة في الانتخابات من الديموقراطيين واليساريين والاسلاميين  الكل مشارك حسب مقاعده البرلمانية  ولولا  الحرب المفروضة علينا منذ مدة انتم تعرفونها احسن مني لكنا الان جزء فعال واقليم اكثر تطورا وعمرانا وتحضرا وتمدنا من الان بكثيير  وحين فرضت علينا الحرب القذرة هذه  من قبل عصابة الشر وحملة الفكر التدميري الارهابي العالمي طلبنا العون من كل العالم ولم نتحفظ من اية يد مدت الينا من اجل حماية ارضنا وشعبنا من الارهاب القادم الينا وممن استجابت لطلبنا سواء من التحالف الدولي او دول الجيران نكن لهم الاحترام ونقدم لهم الشكر والتقدير وهنا يتحتم علي ان اذكر دولة الامارات ومساعداتها لنا من الناحية الصحية والادوية  ومستلزمات العلاج اللازم لوزارة صحة الاقليم والتي تقدر وبحسب احصائية وزارة الصحة في الاقليم اكثر مما قدم لنا من قبل حكومتنا الاتحادية في بغداد.
اقليم كوردستان الان  يواجه وبطول 1050 كلم  اشرس واسوء انواع العدو للانسانية والذي يهاجم علينا بكل الوسائل الوحشية المتاحة لديه وداخل الاقليم هناك اكثر من مليوني نازح عراقي من المناطق التي دمرتها هذه القوة الارهابية الشريرة ولاجيء سوري من اخواننا الكورد او العرب الهاربين من موطنهم وكثير من مسيحي وتركمان وايزديي الهاربين من بطش قوى الشر العالمي الموجودة في العراق وسورية،
مع انكم تعرفون ان الاقليم وبوارداته المحدودة وسكانه التي لاتتعدى الخمسة ملايين يعاني الان وبسبب سوء الفهم ومشاكل ما بيننا وبين الحكومة المركزية شحة في الميزانية وتوقف الواردات المالية والاستثمارات وتوقف الايدي العاملة الى ان وصل الامر الى عدم وجود الاموال الكافية لسد مستحقات الموظفين في الاقليم ومنذ ثلاثة اشهر  ومع ذلك نحن نعتبر نفسنا جزء مكمل للعراق المستقبل وشريك حقيقي في بناء هذه الدولة ان امكن وكل المكونات الموجودة والاحزاب الفعالة والاتجاهات السياسية في كوردستان مؤمن ايمانا راسخا  بان الكورد ليس جزءا من مشكلة العراق  بل هو جزء اساسي من الحل وان العراق لم ولن يتفتت ولن يقتسم بيد او بسبب الكورد لو حصل التقسيم او التفتيت للعراق لاسامح الله سيكون السبب فيه عدم توافق المذهبين الموجودين في العراق اي الشيعة والسنة وليس الكورد لاننا متوافقين مع الاثنين صحيح لدينا مشكلة الارض مع السنة في العراق في المناطق المتنازع عليها على طول حدود كوردستان وعندنا مشكلة السلطة مع الشيعة في بعض المسائل الانية لكن نؤمن ونصر على حل هذه المشاكل بالحوار البناء وحسب الدستور العراقي المقرر والموجود  والمعترف به من قبل الكل.
اما بالنسبة للعنوان الابرز للندوة والذي يقول ماذا يحدث في اقليم كوردستان ؟
اقول اقليم كوردستان اقليم حر وامن ومؤمن بالتعددية والراي الاخر واقليم صاعد و واعد وتتمنى الخير للكل ولا يطمع في احتلال او الاعتداء على احد ويحافظ على ارضه وشعبه  بكل ما اوتي من قوة ومتفاهم مع الكل ولديه علاقات طيبة وجدية مع الكل سواء ايران الشيعية الاسلامية او الغرب  او الدول العربية او تركيا وعدونا الرئيس هو الارهاب العالمي والمحصور في منطقتنا لسوء الحظ  ونحاول ونجاهد من اجل حلحلة مشاكلنا الداخلية مع الدولة الفيدرالية في بغداد بالطرق السلمية والحوار الجدي والبناء.
ويجب ان ننوه هنا الان الى مسالة في غاية الاهمية دوليا واقليميا  الا وهي،
ان المنطقة بشكل عام وبسبب الاحداث الجارية وبروز قوى الشر بهذا الزخم الكبير واحداث ما بعد  ما سمي بالربيع العربي والحروب الداخلية ان لم تكن حروب اهلية في الدول الاربع اي سورية واليمن وليبيا  والعراق اعتقدنا ان المنطقة تمر بحالة صعبة وتوقيت مفصلي تتغير فيها كثير من التوازنات والتقسيمات السابقة وتبرز قوى مختلفة التفكير  والايديولوجيا  وتظهر افكار تطالب بالديموقراطية والتحرر من قوى مستبدة وديكتاتوريات عفى عليها الزمن وكل القوميات الموجودة في المنطقة والتي كانت مهمشة او مضطهدة تطالب بالتحرر او الاسقلال من بطش مستبديهم او محتليهم،
وهناك اثنيات وطوائف وشعوب وقوميات سواء في الدول التي تأن الان تحت وطئة الارهاب او التي لاتزال بعيدة عن يد الارهاب تطالب بالحرية والخلاص من يد دولهم المستبدة مثل كورد تركيا وايران وسورية وما حصلوا عليها او مثل ما حصل في جنوب سودان او ما يحصل للعلويين في تركيا او ما يعمله الحوثيون في اليمن
لذلك اعتقد ان الاوان قد ان لكي يفكر الاكثرية في المنطقة في جعل الكورد اضافة ايجابية للتطور و التحالف والعيش الكريم والآمن للكل بدل ان يكون خصما صعب التعامل معه في ما ياتي مستقبلا
وخصوصا في وقت نرى كلنا ان اول من تصدى وبحزم بوجه الهجمة البربرية الارهابية في العراق وكذلك في سورية وبالذات في كوباني هي قوات البشمركة الكوردية وقوات حماية الشعب الكوردية في سورية وبداية اندحار داعش كانت على يد القوات الكوردية سواء في سورية او بعد احتلالهم بهذا الشكل المفاجيء للموصل،
واعتقد ايضا ان داعش وارهابهم سينتهي ولو بعد حين وما بعد داعش هنالك خرائط اخرى  وتقسيمات مختلفة تماما عما كانت موجودة سابقا للمنطقة ولو لا استطيع ان ارى تفاصيلها لكن ملامحها ظاهرة لكل متابع او محلل  لان الخريطة القديمة والتي اسست في بدايات القرن العشرين غير قابلة للحياة الآن حسب اعتقادي لان الدول التي انشأت حينها انشأ حسب مصالح الدول الكبرى والمنتصرة في الحرب وليست على اساس الشعوب والقوميات الموجودة  ولم تراعى فيها الامم والاثنيات الموجودة فيها  وكذلك الحكومات التي تعاقبت واحدة تلوى الاخرى كانوا لايؤمنون بوجود الاخر  مثل الدولة الاتاتوركية التركية كانت ولاتزال تعتبر تركيا دولة لشعب واحد وهو الترك فقط وليس لاحد اخر ان ينطق باسم اية قومية او اثنية اخرى  وكل ما هو مواطن في تركيا هو تركي فقط مع اننا كلنا نعرف ان تركيا متكونة من ترك وعرب وكورد وشركس وعلويين وشعوب وقوميات اخرى ونسبة الاتراك في تركيا لاتتعدى اكثر من 60 في المائة والبقية قوميات وشعوب اخرى  وايضا العراق فيها عرب وكورد وتركمان واشوريين والصابئة المندائية والمسيحيين لكن سمي العراق بعراق عربي فقط  وكذلك سورية فيها  عرب وكورد وتركمان وعلويين ومسيحيين لكن سميت بدولة سورية العربية دون الاعتراف بالبقية الموجودة على اراضيها،
لذلك اعتقد ان هذه المفاهيم  فيما بعد هزيمة واندحار داعش لايمكن اعادتها وتثبيتها مرة اخرى بل ستكون هناك تكتلات وتقسيمات جديدة لااعرف تفاصيلها كما اسلفت.
ثم تطرق ملا ياسين رؤوف رسول الى موضوعة المحور الاول ( التوزيع الجغرافي للشعب الكوردى و الوضع االسياسي و العسكري في كل من تركيا و العراق و ايران و سورية )  قائلا : ان الشعب الكوردي يعيش على ارضه و التي تقع ما بين الدول الاربع تركيا و العراق و ايران و سورية اي شرق  كوردستان ايران الفارسية و شمالها تركيا الاتاتوركية و غربها سورية العربية و جنوبها ماكانت تسمى بارض سواد العراق قبل الامبراطورية العثمانية، تعداد نسمة الشعب الكوردي تقارب 38 الى 40 مليون نسمة متوزعون على اربع دول متلاصقة و حسب التعدادات الغير رسمية عددهم فى تركيا يقارب ال 20 مليون و فى سورية اكثر من 3 ملايين و فى ايران ما يقارب 8الى 9 مليون اذا اخذنا (اللور) بنظر الاعتبار معهم و الباقي في العراق اضافة الى ما يقارب اكثر من مليون كوردي في روسيا غير الموجودين في الشتات مثل لبنان و ارمينيا و اوروبا و امريكا.
واشار ملا ياسين رؤوف رسول الى موضوعة المحور الثاني (الوضع السياسي العسكري لكل من الدول الاربعة ) فقال:
ايران
كورد ايران لايتمتعون باية حقوق سياسية و لا ثقافية و بحكم النظام القائم الموجود ذات طابع مذهبي و بعيدة عن الديمقراطية و الاعتراف بالاخر الكورد مهمشون و مضطهدون مرتين، مرة على القومية و مرة على مذهبهم السني. و هناك معارضة مسلحة منذ امد طويل اي منذ ثلاثينات القرن الماضي و بعد الحرب العالمية الثانية و ضعف نظام الملكي الموجود حصل الكورد هناك على جمهوريتهم الفتية و بمساعدة الاتحاد السوفيتي حينذاك تحت اسم جمهورية مهاباد و ذلك في سنة 1946 و اسسو حكمهم و نظامهم السياسي و كيانهم العسكري خلال سنة  لكن مع الاسف و بحكم الاتفاقات و التوافقات المخفية و المصالح القذرة للدول الكبرى و لمساعدة قوة و هيمنة شاه ايران كشرطي في الخليج العربي اقنعوا الاتحاد السوفيتي ان ترفع يدها عن مساعدة هذه الجمهورية الفتية و بذلك انهارت هذة الجمهورية بعد سنة من العمر و اعدم رئيسها في اكبر ساحة فى مدينة مهاباد امام الشعب الكوردي الموجود في المدينة و بعدها نستطيع ان نقول الثورة الكوردية في ايران اختفت عن الظاهر و الاعين طول مدة حكم( محمد رضا ) شاه الذى تعامل معهم بالحديد و النار و اعدم كثير من قادتهم و ادخل الكوادر العليا و المتوسطة  في غياهب السجون الى ان مات اكثرهم او شاخ و هو مسجون .
لكن و بعد سقوط الشاه و ظهور الثورة الايرانية كان الكورد من اكثر النشطاء  في بداية هذه الثورة و هذا الشعب و كانوا من خيرة قادة و مفجري الثورة في بدايتها لكن بعد ان قويت شوكة الجمهورية الاسلامية الشيعية في ايران اصبحت تعاملها ليست باحسن من معاملة الشاه السابق و هجم عليهم بكل ما اوتي من قوة و طردهم خارج اراضى الكوردية . و افتى الامام الخميني بقتلهم لانهم ضد الاسلام و ثورتها و اصبح الكورد و قادتهم السياسيين مهجرين في الشتات مرة اخرى.
اما الان فهم صاحب احزاب و منظمات ثورية ديمقراطية و يسارية و هم مسلحين و يحاربون النظام الايراني من حدودها المتاخمة للعراق مع ان بعضهم سكنوا في مقراتهم داخل اراضى كوردستان العراق فقط يحافظون على انفسهم باسلحتهم فى ثكناتهم مثل الحزب (الديمقراطي الكردستاني ) بفرعيه و حزب ( كومةلة ) اليسارية باقسامها الثلاثة لكن هناك مجموعة اخرى تحت اسم  (بزاك ) و هم اكثر فتيا و شبابا و اكثر قوة و سلاحا و لهم حضور مسلح قوى داخل الاراضي الكوردية في ايران و قريبون من حزب العمال الكوردستاني فى تركيا و الذى سنذكره مع الوضع السياسى الكوردى فى تركيا لو نظرنا الى النظام السياسي في ايران صحيح هناك اعضاء كورد في البرلمان الايراني لكن لا حول  لهم ولا قوة من الناحية السياسية و لا الادارية ولا حتى الاقتصادية و للكورد اعتراض على النظام الايراني بشكل شمولي و عام و كشعب الكورد ايضا لهم اعتراضهم لعدم اعطاءهم اية حقوق من اية ناحية .
اما في تركيا
والتي هي اكبر البقعة من الاراضي الكوردية و اكثرهم نسمة و تعداد فالثورة اندلعت منذ ان بدأ القمع و اضطهاد ضدهم من قبل الامبراطورية العثمانية واشتدت شرارة هذه الثورة في بداية بروز تركيا الفتية و ظهور اتاتورك و سقوط الامبراطورية و تاسيس الجمهورية التركية الجديدة و بدات الجمهورية و بقيادة اتاتورك باْبادة و قتل و تشريد الكورد و اضطهادهم بشتى الوسائل الى ان منع عنهم لغتهم و ثقافتهم و حتى ملابسهم و عاداتهم الشعبية البسيطة و سماهم اتاتورك و في الدستور التركي اتراك الجبل الذين بسبب عدم اختلاطهم بالناس المتمدنة اعوجت لسانهم و لغتهم و اصبحوا ما يسمون بالكورد. و منع منهم حتى الاسماء الكوردية و كثير من تكلموا بلغتهم علنا اعدموا من قبل النظام التركي الاتاتوركي و منذ بداية الثمانينات القرن الماضى بدات و ظهرت من جديد ثورة مسلحة فتية و جديدة ذات طابع يسارى ماركسي و ناضلوا بكل قوة و بطولة من اجل الحصول على حقوقهم و قدموا الكثير من الشهداء بايدي الجيش التركي و كبدوا الاتراك كثير من الخسائر البشرية و المادية الى ان اصبحوا رقما صعبا اقليميا و عالميا و تركيا الان  , و استطاع الاتراك القاء القبض على زعيمهم عبدالله اوجلان بمساعدة المخابرات الامريكية و الاسرائيلية سنة 1999 و حكموا عليه بالمؤبد  لكن و بعد مرور 15 سنة من سجنه اضطرت الحكومة التركية ان تفتح باب الحوار معه و هو محكوم و مسجون لايجاد حل للمشكلة الكوردية لانه الوحيد الذي بيده مفتاح حل هذه المشكلة و التي هي احد اهم المعوقات امام تطور و تقدم الدولة التركية برمتها و تحاول الدولة التركية بكل اركانها ايجاد حل لها لانها تذكرة عبور ها الى الاتحاد الاوروبي ان ارادت الدخول فيه،
ويجب ان لا ننسى ان للكورد الان في تركيا و بسبب انفتاح الديمقراطية الموجودة فيها هامش حرية للكورد المشاركة في الاحزاب السياسية و خوض الانتخابات و دخول البرلمان التركي لكن ليس تحت مسمى احزاب كوردية ولو ان هناك احزاب ذات طابع و اعضاء كوردى قح دخلوا البرلمان و باعداد تتعدى العشرات و ذات صلة بالزعيم المحكوم في تركيا وقواتهم المسلحة الكوردية المحظورة في تركيا ايضا لكن و لحد الان الدولة التركية و حسب الدستور الموجود لا تعترف بوجود اية قومية في تركيا الا الترك فقط و من الجدير بالذكر هنا ان هناك مفاوضات قوية بين الكورد و احزابهم و جناح احزابهم المسلحة كل مع بعض من جهة و الدولة التركية من جهة اخرى، الى ان وصلت لدرجة ان الوفود من النشطاء الكورد يزورون الزعيم اوجلان في السجن و ياخذون منه النصائح و التعليمات و حتى الرسائل الموجه الى قياداتهم السياسية و العسكرية للشعب الكوردي و يرشدهم الى ما هو لصالح الشعب الكوردي واخر الرسائل ما قرأتها  احدى القيادات السياسية الكردية في يوم عيد نوروز  الذي قبل ايام و التي كانت من قبل اوجلان وفيها اشارات للقيادات الكوردية في الجبل ان يفكروا في القاء السلاح فيما لو كانت الدولة التركية اعطت اشارات ايجابية لحل القضية حلا شاملا و عادلا.
ناْتى الى سورية
ان الشعب الكوردي في سورية لا يمتلك حتى الهوية و لا البطاقة التعريفية و لا الجنسية السورية حتى، و عشرات الاف من الاطفال الكورد محرومون حتى من دخول المدارس بسبب عدم و جود بطاقة او ما تسمى بالهوية الشخصية لان النظام البعثى السوري لا يعترف بوجودهم كبشر في سورية و لكن هم ايضا و اسوة باخوتهم في العراق و تركيا لم يدخروا جهدا فى اشعال ثورتهم من اجل الحصول على ابسط انواع حقوقهم الانسانية و لكي لا اطيل عليكم نتكلم عما هم عليه الان بعد اشعال الثورة السورية ضد النظام البعثي ظهور السلاح و القتل و تشتيت المعارضة السورية الى شتات وفرق متفرقة كما ترون الان استطاع الكورد ان يوحدوا صفوفهم اكثر من اي قوة معارضة اخرى و بعد ان ظهرت القوة الارهابية بشكل خطير و تحت مسميات داعش او جهة النصرة او ما شابهها،
من داخل المعارضة استطاع الكورد و بسبب عدم تفرقتهم ان يقووا شوكتهم و يحافظوا على منطقتهم من دمار النظام و تخريب الارهابيين واصبحت لهم كياناتهم الادارية فى مناطقهم و اراضيهم و اصبحت لهم قوة مسلحة حرفية و مدربة و مختلطة من الجنسين بحيث اصبحت هذة القوة لا تستهان بها و معترف بها دوليا و اقليميا و عربيا و خصوصا بعد ما كانت القوة الوحيدة التي استطاعت ان تقف بوجه اقوى ارهاب الذي استطاع ان يحتل مدن مثل الرقة السورية و دير الزور و الموصل العراقية في وقت قياسي لكن القوة الكوردية السورية استطاعت صدهم و بداية انتحارهم في مدينة كوباني التي اصبحت رمزا عالميا للمقاومة ودحر داعش ولكي لا انسى هنا يجب ان انوه الى ان مطالب الشعب الكوردي في سورية هي مطالب سورية ديمقراطية حرة لسورية كلها و هم يطالبون بدولة سورية للسوريين كلهم و بشكل ديمقراطي و متساوي و حسب الكثافة السكانية و المقاعد البرلمانية لكن و حسب علمي ان المعارضة السورية المنضوية تحت اسم الائتلاف السوري لايعترفون بوجودهم ولا يعيرون لهم الاهتمام الكافي و المستحق لهم مع ان الكورد والى الان من اكثر الحريصين على وحدة و سلامة اراضي سورية طالما هناك دولة ديمقراطية برلمانية تعطي كل ذي حق حقه.
نأتي الى العراق.. ان الشعب الكوردي في العراق باني و مؤسس الدولة العراقية جنبا الى جنب مع اخيه العربي بعد ان اصبح التقسيم لاراضيه امرا واقعا و اهملت مطالبه بتاسيس دولته ابان انتهاء الحرب العالمية الاولى و تقسيم تركة الامبراطورية العثمانية  طالب الكورد بمطالب شرعية و انسانية و عادلة له من القوى المنتصرة في الحرب الاولى لكن لم يسمع صوته و قسم ارضه الى اربعة اجزاء متقطعة وبين ثلاث قوميات اخرى و ربطوا مصالح تلك القوميات بضم اراضي الشعب الكوردي و احتلالها و اسكات صوته المطالب بحقوقه، صحيح و بعد محاولات و ثورات ضد الانكليز في العراق وتحت ضغوط شعبية وبهدف التوازن الشيعي السني في مملكة العراق الجديدة و الذي انشىء لكى يكون الملك فيصل ملكا عليه كتب في الدستور حينها ان العرب و الكورد شركاء في تاسيس دولة العراق ولكن بعد سقوط الملكية و اظهار الجمهورية التقدمية في العراق همش الكورد و طرد من الشراكة واصبح مواطنا في الدرجة الثانية الى ان وصل الحد ان يقتل و يقصف بالاسلحة الكيمياوية وشرد منه عشرات الاف منه بيد الطاغية صدام حسين ولكن و بعد اصرار الشعب الكوردي على نضاله ووجود ظروف مناسبة و متوافقة مع طموحاته واماله استطاع ان يحصل على جزء كبير من حقوقه سواء بعد طرد صدام من احتلال الكويت و اضعافه و تحرير كوردستان من دنسه سنة 1991  بعد الانتفاضة او بعد ان سقط صدام وحينها قيادات الكورد اول من ذهبوا و بسرعة الى بغداد وطلبوا من اخوانهم العرب تاسيس العراق الجديد على اساس ديمقراطي و برلماني و تعددي،
والان نحن من نطالب بتاسيس عراق جديد على اساس المواطنة و ليس المحاصصة بين كل المكونات الموجودة في العراق ونحاول جاهدين الحصول على هذه المحصلة النهائية للشعب العراقي بشكل عام ونتمنى ان يحصل في العراق كما فى كوردستانه وكما تعرفون هناك حكومة و برلمان منتخبة و هناك اكثرية و اقلية داخل البرلمان و هناك رئاسات ثلاثة و متوزعة حسب الاستحقاق البرلماني بين الاحزاب الفائزة في البرلمان و هناك قواة من احسن انواع القوات المسلحة تدريبا و انضباطا تحارب داعش في جبهة طولها ( الف و خمسين كيلومتر) داخل الاراضي العراقية وحين بدات الهجمة الداعشية علينا طلبنا المساعدة ودون خجل من كل دول العالم للخلاص من داعش و صدهم و حصل ان الدول ساعدتنا و قواتنا هي اول من تصدت لهم و بدات بطردهم في المناطق التي سيطروا عليها بشكل تدريجي باختصار شديد من الناحية السياسية و الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية الجزء العراقي احسن من الاجزاء الاخرى.
وتحدث ملا ياسين رؤوف رسول الى  موضوعة المحور الثالث (تعامل الكورد مع داعش )
فقال:
داعش قوة ارهابية عالمية وأفة على المنطقة الاسلامية قبل ان تكون افة للعراق او كوردستان و خطرها محدق على الاسلام كدين قبل ان يكون خطر على كل الشعوب الامم فى المنطقة وداعش تنظر الى الكورد نظرة الكفار او الخوارج على الاقل رغم انها لا تفرق بين بنى البشر كله مهما كان دينه او عرقه او نوعه او جنسه و مشروعها مشروع الموت للكل او اعتراف الكل بما هى يراه صحيحا و تعامل الشعب الكوردى مع داعش تعامل شعب مع مجموعة ارهابية و مجرمة و يجب الانتهاء منها باى ثمن كان و يرى ان حربه مع داعش حرب حياة او موت اى حرب وجود من عدمه و جرائم داعش ضد الكورد سواء فى العراق و سورية اكثر من جرائم النظام الصدامى من قبل و نحن نرى ان ما اقترفتها داعش من جرائم و قتل و تشريد و سبى للبنات جعلتها تبيض وجه اشرس دكتاتور فى التاريخ مثل صدام حسين او هتلر.
لذلك الشعب الكوردي ابدى استعداده للتحالف مع كل القوى و الدول و الجهات الوطنية و الانسانية و التقدمية و الاسلامية ضد هذا العدو المشترك و يرى فى داعش مشروع تخريب المنطقة برمتها و سبب ظهور هذه الافة الخطيرة على المنطقة و الاسلام و الانسانية خطا بعض الدول فى قرائتهم لبعض الاحداث و تعاملهم الخاطىء مع حملة الافكار التطرفية داخل مواطنى بلدهم و هذا التعامل الخاطىء بدا منذ احتلال الاتحاد السوفيتى لافغانستان فى القرن الماضى و هذه الافكار نمت و ترعرعت فى احضان الاحزاب الاسلامية و اخوان المسلمين و بعدها انفصلت عنهم و كونت نفسها و تنظيماتها المتطرفة داخل البلدان الاسلامية و من ثم استطاعت ان تجمع اعضاءها و تتكاثر داخل شريحة الشباب المسلمة فى البلدان الغربية اى نستطيع ان نقول راسهم و قياداتهم و معقلهم الرئيسى فى البلدان الاسلامية و اما فروعهم و اعضاءهم من مسلمى خارج العالم الاسلامى كما نرى.
واكد ملا ياسين رؤوف رسول الى  موضوعة المحور الرابع (  فرص اقامة الدولة الكوردية و العوائق التي امامها ) فقال:
ان الشعب الكوردي في كل الاجزاء المنقسمة مؤمن بانه سياتي يوم له فيه. دولته الكوردية المستقلة والموحدة و ذات سيادة على اراضيها و هذا حلم كل فرد كوردى سواء في تركيا او العراق او ايران او سورية. اما لاقامة هذه الدولة هناك اركان و معوقات فمن اركانها ماهى معوق صلب
1/ لكي تكون الدولة مستقلة و ذات سيادة على ارضها يجب جمع الاقسام الاربعة تحت راية واحدة و علم واحد و حكومة ائتلافية واحدة . فمجرد التفكير فى استقطاع الجزء الايرانى او التركى او العراقي او السوري كاف لتقوم القيامة في هذه الدولة او تلك و يمنع قطع جزء منها و معلوم للكل  ان ليست هنالك دولة تقبل بقطع جزء من اراضيها و برضاها .
2/ يجب على الكورد ايجاد طموحات  و مصالح للدول الكبرى و اصحاب القرارات الدولية بشان الامم و القوميات لكى يروا فى مصلحتهم اقامة هذه الدولة وانا ارى ان الدول الكبرى لم يصلوا الى قناعة ان لاقامة هذه الدولة مصلحة لهم على الاقل فى الوقت الحالى.
3/ ايجاد ارضية مناسبة للتطور و النمو الاجتماعى و التقدم الثقافى و التعليمى و الدينى و قبول الاخر و الديمقراطية الشعبية بين مكونات الشعب الكوردى لكى يستطيع ان يقنع العالم بانشاء دولته المستقلة و قابلة للحباة و تكون هذه الدولة اضافة ايجابية للتعايش السلمى فى المنطقة و ليست مصدر قلق و مشاكل للجوار.



PUKmedia ابراهيم محمد شريف/ القاهرة

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket