رئيس الجمهورية: التدخل العسكري في اليمن سيعقد المشكلة

العراق 07:46 PM - 2015-03-31
رئيس الجمهورية فؤاد معصوم

رئيس الجمهورية فؤاد معصوم

أكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم اليوم الثلاثاء (31/3/2015) على ضرورة توطيد علاقات العراق الخارجية ومكانته الدولية بما يعزز الدعم والتضامن العالمي معه في معركته الظافرة على الإرهاب مشيرا الى ان هذا الدعم يمثلل أولوية في عمل السفراء العراقيين في كافة دول العالم والهيئات الدولية والاقليمية كمهمة خاصة في المرحلة الراهنة إلى جانب المهمة الأساسية المتمثلة بتكريس صورة طيبة عن العراق في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السفراء الرابع المنعقد في مبنى وزارة الخارجية العراقية تحت شعار (الدبلوماسية العراقية.. انفتاح ايجابي وتصد للارهاب). وفيما يلي نص الكلمة:
"بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء..
الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب..
الأخ مدحت المحمود رئيس مجلس القضاء الأعلى..
معالي وزير الخارجية الدكتور ابراهيم الجعفري المحترم
أصحاب المعالي الوزراء..
أصحاب السعادة السفراء..
ألاخوات والأخوة الحضور..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يطيب لي أن أتحدث اليكم وأحيي مؤتمركم الرابع الذي ينعقد في ظروف استثنائية تمر بها بلادنا. واتمنى لكم النجاح في أعمال مؤتمركم، والتوصل إلى القرارات والتوصيات التي من شأنها ان توطد علاقات العراق ومكانته في الأسرة الدولية، وتعزز الدعم والتضامن العالمي معه في معركته الظافرة إن شاء الله على الإرهاب وخلاياه في الداخل وفي المحيط الخارجي .
ولعل هذا الدعم يحتل أولوية كمهمة خاصة في المرحلة الراهنة إلى جانب المهمة الأساسية، المتمثلة بإضاءة الصورة الايجابية عن العراق التي بدأت تتكرس لدى الأغلبية الساحقة من دول العالم، بعد كسر العزلة الدولية التي ظل بلدنا يعانيها طيلة عقود من الزمن، وتسببت له آثاراً وخيمة عانى المواطنون وكذلك الجاليات العراقية في الخارج منها، اذ أعيق سفرهم حتى لغرض العلاج أو التعلم أو التجارة أو العمل أو السياحة وغيرها من دواعي السفر.
إن مؤتمركم هذا ينعقد في ظرف تفاقم فيه الأرهاب، الذي ولد أصلاً في الخارج مستثمراً أخطاء ارتكبت وثغرات اهملت، اذ تمكن تنظيم داعش الأرهابي من إحتلال مدن، وممارسة أعمال إبادة جماعية ضد مكونات دينية عراقية. ولم تسلم من آثامه دور العبادة والنصب الأثرية والدينية ومعالم الحضارة القديمة ناهيكم عن جرائم قتل الموطنين الأبرياء وأسر النساء وبيعهن كسبايا وكذلك سرقة وتهريب الآثار ما يلقي على عاتقكم مهمة بذل مساعِ خاصة لتمكين العراق من أسترجاعها.
 لقد هب أبناء شعبنا الأبطال من القوات المسلحة والبيشمركة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر الى التصدي للأرهاب وتحرير مدن محتلة والمضي نحو تحرير ما تبقى في عمليات متواصلة حققت نجاحات مشهودة.
وفي الوقت نفسه فاننا عازمون في رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء ورئاسة مجلس النواب، وسائر مؤسسات الدولة وممثلي الشعب في كل البلاد، على المضي في طريق إنجاز مصالحة وطنية شاملة لجميع المكونات والقوى السياسية العراقية بإستثناء الإرهابين. ومن نافل القول إن هذه المصالحة ترمي إلى إشاعة السلم الأهلي والتسامح الاجتماعي، وتهدف الى توحيد كل الجهود الوطنية المخلصة للإسهام في إخراج البلاد من أزمتها وإرساء أسس الدولة المدنية الديمقراطية الأتحادية التي تضمن التنمية المستدامة والعيش الكريم والتقدم الأجتماعي.
إن بلادنا تواجه، أيضاً، معضلة مليوني نازح من المواطنين العراقيين ومئات الآلاف من اللاجئين السوريين في تسع محافظات تعاني من محدودية الامكانيات المادية وشحة الدعم الذي يصلها من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي.
وأنطلاقاً من هذا الواقع تنشأ الحاجة الى عقد مؤتمر دولي في العراق بمشاركة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الأسلامي ومنظمة الأمم المتحدة والأتحاد الأوربي والدول المانحة وروسيا والصين، هدفه حل مشكلة النازحين وإنهاء معاناتهم الأنسانية المريرة. وتحدثت يوم امس مع السيد الامين العام للامم المتحدة حول هذا الموضوع وطرحنا عليه هذه الفكرة وانشاء الله سنقدم مشروعا بذلك وسيكون لكم الاسهام في هذ المجال.
وعلى الصعيد العربي، تعززت علاقتنا مع الدول العربية في الفترة الأخيرة، وشاركنا في قمة شرم الشيخ، ونسعى الى ترسيخ نهج انفتاح العراق على محيطه العربي. وفي ذلك خطونا خطوات جيدة، مع التأكيد على استقلالية مواقفه في ظل الصراعات والتوازنات الموجودة في المنطقة والعالم، وكذلك مع الجارة ايران التي كانت من أول الداعمين لنا في مكافحة الارهاب ونعزز علاقتنا مع جارتنا الشمالية تركيا.
وبشأن المشاكل الراهنة القائمة في العالم العربي نؤكد من جديد أن تداعيات الوضع في اليمن تتطلب، من بين أمور أخرى، النظر الى حقيقة أن التدخل العسكري سيؤدي في ما نرى الى المزيد من تعقيد هذه المشكلة، وحيث اننا في العراق لسنا مع طرف في اليمن ضد طرف آخر، فإننا نناشد جميع الأطراف المعنية اللجوء الى الحوار السلمي والحل التفاوضي الذي يحفظ وحدة وسيادة اليمن ويجنب شعبه ويلات الحرب والنزاعات المسلحة.
وبخصوص الوضع في سوريا ندعو الى توحيد جهود الجميع من أجل حل سياسي يوقف الحرب الأهلية ويحقق خيار الشعب السوري الطامح الى السلم والديموقراطية والتقدم.
ونأمل، في الوقت ذاته، أن تتكلل مساعي الأشقاء الليبين في بناء دولة مستقرة يسودها السلام.
كما نجدد وقوفنا الى جانب الكفاح العادل للشعب العربي الفلسطيني وحقه المشروع في اقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس.
ونعبر عن دعمنا للكفاح العادل الذي تخوضه الشعوب العربية لدحر الارهاب وتحقيق الإنجازات في ميادين التنمية والتقدم الاجتماعي.
وعلى المستوى الدولي تتعزز علاقتنا مع الولايات المتحدة وسائر دول التحالف والاتحاد الأوربي وروسيا والصين، خصوصاً على صعيد مكافحة الأرهاب والحاق الهزيمة النهائية بقواه الغاشمة.
وإننا لنشدد، في هذا السياق، على مسؤولية بلادنا، مع الشركاء الاقليميين والدوليين، على أمن واستقرار وسلام المنطقة والعالم.
السيدات والسادة الحضور جميعاً :
أود أن اعبر عن الأمل الوطيد في أن تكونوا ممثلين للعراق المستقل الموحد، وأن تعملوا من أجل كل العراقيين بدون تمييز، والتمسك بالهوية الوطنية. ولا ينبغي أن يخطر على بال أي سفير أنه يمثل مكونه أو طائفته أو حزبه، بل هو سفير للعراق، ومعبر حقيقي وصادق عن تطلعات شعبه العادلة، وعن تنوعه الفكري والثقافي والحضاري.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .."

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket