ما بين أوجلان وأردوغان... مستقبل تركيا

الاراء 11:35 AM - 2015-02-19
ما بين أوجلان وأردوغان... مستقبل تركيا

ما بين أوجلان وأردوغان... مستقبل تركيا

مع الاقتراب من إرساء حل القضية الكردية أو نزع فتيل العنف الناجم عنها، يتفاقم تشابك المسائل وتعقدها. وما وراء هذا التفاقم غامض. فهل الاقتراب من الحل يزيد الأمور عسراً، أم أن اقتراب انتخابات السابع من حزيران (يونيو) هو ما يعقّد الأمور لأن كل طرف يسعى إلى الاستفادة من المفاوضات الجارية في نتائج الانتخابات... فترتفع نبرة التصريحات ويشوب التردد أولويات العمل. الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن أثناء رحلة عودته من المكسيك أنه ينتظر خطوة من أوجلان، هي إعلانه ترك السلاح نهائياً، ولم يصدر مثل هذا البيان.

وإثر هذه التصريحات، حملت هيئة البرلمانيين الأكراد من جبال قنديل إثر لقاء الجناح العسكري في «حزب العمال الكردستاني»، أخباراً سلبية عن «الإعلان الموعود بترك السلاح». فأردوغان يريد الإعلان قبل الجلوس رسمياً إلى طاولة المفاوضات مع أوجلان وحزبه، فيما يصر الجناح العسكري على بدء المفاوضات أولاً ثم إعلان رمي السلاح. وعلى رغم أن زعيم «الكردستاني»، عبدالله أوجلان يعيش منذ 16 سنة في سجن انفرادي في غرفة مساحتها 12 متراً مربعاً، يبدو كأنه أقوى القيادات السياسية المؤثرة في تركيا. ذات يوم أسر إليّ رئيس الوزراء الراحل بولنت أجاويت الذي تسلمت حكومته أوجلان من وكالة «سي آي أي» في كينيا قبل 16 عاماً، أنه لم يفهم، بعد مرور سنوات على هذه الحادثة، أسباب تسليم أميركا زعيم «الكردستاني»، وسأل «ماذا في وسع تركيا أن تفعل به»؟

قوة أوجلان داخل سجنه تفوق قوته خارج الأسوار. وكما في كل عام، تظاهر آلاف الأكراد وطالبوا بالإفراج عنه. وعلى رغم قوة الجناح العسكري في «الكردستاني»، أوجلان هو من يمسك بمقاليده من غير منازع. لكن هذا الجناح الذي اعترض على قانون الأمن الداخلي الذي تعمل الحكومة لإقراره في البرلمان ترك القرار لأوجلان لتقوية وضعه التفاوضي مع الحكومة. ولا شك، كذلك، في أن «الكردستاني» وأوجلان يبتزان الحكومة قبل الانتخابات لعلمهما بأثر قرار ترك السلاح في نتائج الانتخابات. أوجلان يريد أن يقبض الثمن مقدماً. لكن الحكومة وأردوغان كشفا أوراقهما مبكراً. فالرئيس التركي يراهن على الانتخابات من أجل تطبيق نظام رئاسي يعطيه صلاحيات واسعة. وهو مشروع لم يدعمه رسمياً رئيس الوزراء، داود أوغلو. وعلى خلاف رغبة أردوغان، شجع داود أوغلو رئيس الاستخبارات، هاكان فيدان، على الاستقالة وأخرجه من موقعه الحساس في التفاوض مع أوجلان. ويبدو أن هذا التشجيع هو أول خلاف معلن بين أركان الحكم (الرئيس ورئيس الوزراء، ويخلف أثره في مستقبل الرجلين السياسي). هذا الخلاف يحمل «الكردستاني» على التصلب في موقفه واللعب على هذه التناقضات والخلافات في المؤسسة الحاكمة. لكن تباين الآراء بين أردوغان وداود أوغلو إزاء استقالة فيدان لا يعوّل عليه ليكون بداية فراق بين الرجلين. وهو يشير إلى أن رئيس الوزراء يسعى إلى الاستقلال عن سياسة أردوغان أو أنه لا يدعم مشروعه الرئاسي على نحو ما كان متوقعاً. ولاحظ مراقبون كثر تغير تصرفات داود أوغلو بعد أن جمع أردوغان مجلس الوزراء في قصره في 19 الشهر الماضي، ورصدوا مؤشرات إلى مخالفة رئيس الحكومة رأي أردوغان في عدد من القضايا. وينتظر الرئيس من الحكومة خطوات جريئة من أجل حلحلة القضية الكردية وتنفيذ شروط أوجلان لكي يضم أصوات الأكراد إلى أصوات الحزب الحاكم ويضمن تغيير الدستور تعديل النظام السياسي إلى نظام رئاسي. وفي هذه الظروف، لا يمكن أن نستبق موقف داود أغلو إزاء هذه الخطوات القوية والمجازفة. بالتالي، فإن خطوة أوجلان المقبلة وبيانه الذي سيصدره من سجنه في الأيام المقبلة، سيؤديان دوراً تاريخياً يخلف أثره في تركيا ومستقبل أردوغان. لذا، تمس حاجة الرئيس إلى «صندوق أسراره»، هاكان فيدان، ليرسله إلى السجن لمقابلة أوجلان وضمان نتائج إيجابية. لكن الأخير استقال ولم يعد في منصبه، والسؤال اليوم هو: هل يعطي أوجلان أردوغان ما يريده هذا الأسبوع، وما المقابل؟

 

 مراد يتكن / كاتب، عن «راديكال» التركية / إعداد يوسف الشريف

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket