سعدي بيره: الرئيس طالباني كان يحل الخلافات بحنكته

لقاءات 09:36 AM - 2015-02-17
سعدي بيره

سعدي بيره

شدد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكوردستاني سعدي بيره، على أهمية دور الرئيس جلال طالباني، مؤكداً في حوار مع جريدة ايلاف الالكترونية، ان غياب الرئيس طالباني له اثر كبير، ليس على الاتحاد فحسب وانما على الاقليم والعراق عمومًا. كل المشكلات كانت موجودة سابقًا داخل الاتحاد الوطني وداخل الاقليم وبين الاقليم وبغداد، لكن الرئيس طالباني بدرايته وحنكته ولباقته المعروفة وتفهمه العميق لكل هذه القضايا كان دومًا يحلها، حتى اصبح بحق حاملًا للقب صمام أمان العراق، الذي اطلقه عليه المرجع الكبير آية الله علي السيستاني.

 

فيما يأتي نص الحوار:

 كيف تقيم العلاقة الحالية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني؟

العلاقة الراهنة متوازنة، في اطار الاتفاقية الاستراتيجية الموقعة من قبل قادة الحزبين مسعود بارزاني وجلال طالباني في اوائل 2005، لضرورة حياتية بالنسبة لظروف اقليم كردستان ومتطلبات ما بعد تحرر العراق، وهذا العمل المشترك هو الضمانة الوحيدة لحماية منجزات شعب كردستان التي حصل عليها والدفاع عنها.

صمام أمان العراق

ما أثر غياب الرئيس جلال طالباني على الاتحاد؟ ما موقف بارزاني من هذا الغياب والمشكلات داخل الاتحاد؟

غياب الرئيس طالباني له اثر كبير، ليس على الاتحاد فحسب وانما على الاقليم والعراق عمومًا. كل المشكلات كانت موجودة سابقًا داخل الاتحاد الوطني وداخل الاقليم وبين الاقليم وبغداد، لكن الرئيس طالباني بدرايته وحنكته ولباقته المعروفة وتفهمه العميق لكل هذه القضايا كان دومًا يحلها، حتى اصبح بحق حاملًا للقب صمام أمان العراق، الذي اطلقه عليه المرجع الكبير آية الله علي السيستاني.

ما رأيك بالقول إن وجود البيشمركة في كركوك سبب هيمنة كردية هناك همشت المكونات الاخرى؟

تعمل القيادة الكردية بالتنسيق مع جميع القوى العراقية بمختلف مكوناتها في اطار الدستور العراقي الدائم وايضًا فإن الجيش العراقي وقوات البيشمركة التي دخلت كركوك باسم حرس الاقليم الذي يحمي ما يقارب ثلث العراق، لذا فهما الطرفان الاساسيان لمنظومة الدفاع العراقي وفق الدستور، والجميع يعلم أن قوات البيشمركة دخلت كركوك بعد انهيار قوات الجيش العراقي للأسف، لصد هجمات الارهابيين. وقد نجحت في هذه المهمة الوطنية. وحاليًا، اصبح بقاء البيشمركة في تلك المناطق ضرورة حتمية، فضلًا عن كونها مطلبًا جماهيريًا ملحًا من قبل الكرد والعرب والتركمان على حد سواء.

مرهون بمطالب المواطنين

هل ترى ضرورة لتشكيل المكونات الاخرى في كركوك قوات خاصة بها لضمان حمايتها، مثل المكون التركماني؟

لم نسمع من شخصيات تركمانية تمثل الشعب التركماني في كركوك بطلب من هذا النوع، ومن المعلوم أن مجلس محافظة كركوك هو صاحب الرأي في هذا الشأن، وهو الذي ينظر في الأمر اذا تطلب ذلك، وليس بأوامر من شخص يأمر وينهي من اسطنبول.

 

لدى انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش، هل تنسحب البيشمركة من كركوك؟

بقاء قوات البيشمركة في كركوك مرهون بمطالب مواطني المحافظة. وبحسب علمي، ليس للعراق الآن وحدة عسكرية متكاملة جاهزة للدفاع عنه، ولم يبق امام المواطنين سوى الاحتماء بقوات البيشمركة التي اثبتت جدارتها في هذا المضمار.

 

ماذا بقي من العراق موحدًا؟

هل يمكن أن يقود مشروع الحرس الوطني إلى أزمة جديدة بين بغداد وأربيل؟

هذا المشروع يشمل المحافظات العراقية غير المنتظمة في اقليم، لكون قوات البيشمركة بحسب الدستور جزء من المنظومة الدفاعية العراقية لحماية الاقليم، اذ ليس هناك مبرر لتشكيل قوات اخرى موازية لهذه القوات المستمرة بواجباتها. والحديث عن مشاريع مختلفة في المنظومة الدفاعية مثل التي تتعلق بالحشد الشعبي للشيعة والحرس الوطني (قوى السنة) اذًا ماذا يبقى في العراق موحدًا؟

 

في حال تمسكت بغداد بشمول البيشمركة بقانون الحرس الوطني، كيف سيتم التعامل مع الموضوع؟

لا يشمل مشروع قانون الحرس الوطني والحشد الشعبي المحافظات المنتظمة في اقليم، وبالتالي لن يشمل كردستان. ولنا تحفظات كثيرة على اصل مسودة المشروع حتى بالنسبة للمحافظات الاخرى، لأن تشكيله غير دستوري.

 

هل لحزب العمال الكردستاني الحق في إعلان قضاء سنجار غرب محافظة نينوى إدارة مستقلة؟

لقضاء سنجار خصوصية لكونه مركزا للأيزيديين وتابعًا لحد الآن لمحافظة نينوى إداريًا، وهذا القضاء ضمن المناطق التي تشملها المادة الدستورية 140 اي المناطق المتنازع عليها بين اقليم كردستان العراق و الحكومة الفدرالية. بالنسبة لحزب العمال الكردستاني، فهو حزب غير عراقي ولم نسمع قطعًا من وسائل الاعلام التابعة لهذا الحزب او قيادته الرئيسية تشكيل ادارة خاصة في سنجار وجبل قنديل. فالحكايات مفبركة اعلاميًا وسياسيًا لتخريب العلاقة بين اقليم كردستان وحزب العمال وحزب (بيدة) في كردستان سوريا، وهذه الادعائات في مصلحة الارهابيين.

 

الحرب ضد داعش

 

كم هو عدد مقاتلي الاتحاد الوطني الكردستاني ضد داعش؟ ومتى تتوقع انتهاء الحرب ضد التنظيم؟  

لا يمكن تقسيم البيشمركة على احزاب مختلفة. لدينا وزارة خاصة للدفاع باسم وزارة البيشمركة، وتم توحيد 16 لواء من ألوية البيشمركة كجيش نظامي، فيما تعمل هذه الوزارة على توحيد البقية الباقية. أتصور أن تسمية البيشمركة بقوات الاحزاب هي محاولة لتصغير هيبة الاقليم، فلقوات البيشمركة قيادة ميدانية موحدة تشمل اختصاصات مختلفة مسؤولة عن ادارة الجبهات. اما في ما يتعلق بالقرارات السياسية، فإنها تعود إلى قيادة الاحزاب المجتمعة مع رئاسة اقليم وبرلمان كردستان.

 

تقول القيادات الكردية إن الحرب ضد داعش يمكن أن تطول مع احتمال شنه هجومًا على كركوك او اربيل كما حدث في وقت سابق. ما مقومات القضاء على التنظيم بالسرعة المفقودة حاليًا؟

تنظيمات داعش هي نتاج الأزمات الاقتصادية والمالية بالاضافة إلى الخلافات التاريخية العميقة في هذه المنطقة، ومنها الخلافات الشيعية السنية، العربية الاسرائيلية، والمسألة الكردية مع الحكومات المختلفة، بغياب الفهم المشترك وتعزيز الثقة بين الاطراف من الصعب جدًا انشاء مجتمعات واسعة الصدر وخلق المناخ الملائم للتسامح. نحن لدينا حاليًا في اقليم كردستان اكثر من 1,5 مليون لاجئ ونازح، وقسم من هذا العدد كان وجودهم في اقليم كردستان قبل احتلال الموصل بسبب المذهبية والصراعات الطائفية في العراق. اتصور أن تجفيف مصادر الارهاب يحتاج إلى تسوية كاملة لهذه المشاكل، التي يمكن حصرها بايصال مفاوضات خمسة زائد واحد إلى نتيجة ايجابية لتخفيف حدة التوتر مع ايران في لبنان والخليج والصومال وسوريا والمنطقة بشكل عام، ونجاح الحل السياسي في سوريا لإعطاء الفرصة للملايين من السوريين للعودة إلى ديارهم، والاعتراف بدولة فلسطين من جانب دولة اسرائيل، لحل مشكلة اللاجئين في الدول المختلفة وغزة، وتحقيق عملية السلام في تركيا بين الحكومة التركية والحركة الكردية في تركيا لضمان الهدوء والاستقرار في هذه المنطقة .

 

الدور الإيراني

 ما رأي الاتحاد بتواجد قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في جبهات القتال العراقية؟

بعد احداث العاشر من حزيران (يونيو) واحتلال الموصل من قبل داعش والهجوم على سنجار واربيل وكركوك، قامت قيادة الاقليم بالأتصال بجميع الدول المجاورة والمجتمع الدولي لدعم الاقليم لمحاربة الارهاب. كانت الاستجابة جيدة، ومن بين هذه الدول ايران، التي ساعدت قوات البيشمركة في مجال الاستخبارات والخبراء والفنيين.

 

يواجه الاقليم أزمات كثيرة، منها تأخر رواتب الموظفين وغلاء اسعار الوقود وكثرة انقطاع التيار الكهربائي وتأثير التوتر الامني على الشارع. هل ترى أن إقرار موازنة العراق العامة سيحسن الامور داخل الاقليم وخارجه؟

إيقاف حصة الاقليم من الموازنة العامة من قبل دولة نوري المالكي بداية العام الماضي هو سبب رئيسي لخلق هذه الازمة، حيث أن هناك محاولات لمعالجة هذه المشكلات بعد الانتخابات الاخيرة. الا أن هبوط أسعار النفط وهذه الجبهة الواسعة ضد الارهاب جعلت الاجواء غير مشجعة لحل هذه الازمات المالية بالسرعة المطلوبة، والآن حكومة الاقليم تعمل مع الحكومة الفدرالية لحل هذه المشاكل بشكل او اخر او على الاقل، بشكل يمكنها من القيام بالتزاماتها تجاه المواطنين. وفي النهاية، اؤكد انه لا خلافات جديدة بين اقليم كردستان وحكومة بغداد.

 

PUKmedia  عن ايلاف 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket