الرئيس معصوم يدعو لاعتبار الجرائم ضد الايزيديين والمسيحيين ابادة جماعية

العراق 01:04 PM - 2015-02-09
رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم

رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم

وجّه سيادة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس الأحد 8 شباط 2015 كلمة للمشاركين في أعمال المؤتمر المكرس لتوثيق الإبادة الجماعية للإيزيديين والمسيحيين الذي عقد في أربيل من قبل منظمات مدنية وناشطين وشارك فيه سياسيون وأكاديميون وشخصيات مختلفة.

وألقى الكلمة نيابة عن رئيس الجمهورية الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السيد خالد شواني.. وفي ما يلي نص الكلمة:

 

السيدات والسادة الحضور

السلام عليكم

أحييكم وأحيي ما بذلتم وتبذلون من جهد كريم، وأتمنى النجاح لأعمال مؤتمركم وما يتسم به من مسؤولية انسانية ازاء التهديد الخطير الذي تعرض وما زال يتعرض له العراقيون من المكونين الإيزيدي والمسيحي وبقية المكونات على أيدي العصابات الإجرامية الداعشية.

وارتباطاً بحقيقة أن المؤتمر ينعقد تحت شعار يهتم بمستقبل الإيزيديين والمسيحيين في اثر الابادة الجماعية التي تعرضوا لها والتطهير العرقي الذي مارسه المجرمون الارهابيون، فإنه من الجدير بالاعتبار أن يجري الانطلاق من حقيقة أكيدة تتجلى في أن المستقبل والحياة للإنسان وإن مصير القتلة هو الموت والاندحار إلى مهاوي التاريخ وصفحاته السود.

الإيزيديون والمسيحيون هم، كما حال سواهم من المكونات الوطنية العراقية العريقة، أبناء هذه الأرض وهذا البلد، وهم من بُناةِ حضاراتها ومدنيتها، كما هم مساهمون حقيقيون في صنع وإدامة الحياة التي واجهت التهديد مرات كثيرة من قبل طغاة وظلاميين وقتلة، ليؤكد التاريخ لنا أن هؤلاء الظلاميين والقتلة والطغاة يمضون ويندحرون، ولا يمكث على هذه الأرض سوى إنسانها وبانيها ومعمّر الحياة فيها.

ستندحر داعش حتماً وأن تحرير شنكال بات اقرب من اي وقت مضى.  وسننتصر جميعاً من أجل العراق ومن أجل كرامة الإنسانية حيثما تكون.

سيكون واحدا من مستلزمات النصر الناجز والنهائي على هذه العصابات الاجرامية في جميع مناطق بلدنا العزيز هو أن نعمل معاً في كل الميادين من أجل هذا النصر، ولعل جهدا دؤوبا ومخلصا كالذي ننتظره من مؤتمركم للإسهام الجاد في محاربة داعش والقاعدة يرتبط بما نأمله من تسليط للضوء على الجرائم المرتكبة، وعلى حقيقة دوافع ونتائج هذا الاجرام على النحو الذي يمكننا من استخدام مختلف السبل والوسائل لإيصال الحقائق إلى العالم عبر مؤسساته الدولية وسواها من فعاليات ومنظمات وجمعيات وطنية واقليمية وعالمية.

إن حربنا مع داعش حرب متعددة الوجوه والوسائل ولا تقف عند حدود المواجهة المسلحة فقط.

لدينا أبطال من مختلف التشكيلات المقاتلة يواصلون الآن انتصاراتهم على الأرض، ويقدمون الدماء الغالية ثمناً لهذه الانتصارات.. وستكون مسؤولية المثقفين والناشطين المدنيين الوفاء لهذه الدماء الطاهرة وتدعيم النصر العسكري بانتصارات مطلوبة وضرورية على جبهات الفكر والعمل المدني المنظم الذي يوثق الجرائم من جهة ويفضح دواعي الجريمة ووسائلها من جهة أخرى كم يعمل على مؤازرة المآثر البطولية التي يجترحها المقاتلون من أجل تحرير الأرض وحفظ كرامة الانسان.

إن ما تعرض له الإيزيديون والمسيحيون، شأنهم شأن باقي العراقيين من المكونات الأخرى، من قبل داعش والقاعدة يشكل جرائم مهولة لا تقل في فظاعاتها بل تفوق في معظم الاحيان ما فعله النازيون من إبادات وجرائم هتك الأعراض وانتهاك الكرامات وتدمير الحياة والاعتداء على التراث. فقد ادى غزو داعش لمنطقة شنكال واهلها المسالمين الى استشهاد ما يقرب من 35000 مواطن ايزيدي والالاف من المسيحين من حدود محافظة نينوى وهذا يعتبر جريمة ابادة جماعية بكل المعايير الانسانية والاخلاقة والقانونية . لذلك قمنا، ومنذ البداية، بالاتصال بالامم المتحدة والاتحاد الاوربي والمنظمات المعنية الاخرى ، للتدخل والقيام بدورها للتخفيف من هول الكارثة التي حدثت. ان كشف وادانة الجرائم ومعاقبة مقترفيها يحتاج الى الكثير من الجهد المنظم على اكثر من مستوى، ولا بد ان تسهم فيه سلطات الدولة بمختلف مؤسساتها، وكذلك المجتمع بمختلف قواه السياسية والاجتماعية في عمل يجسد روح التضامن، ويجري التخطيط له وتنفيذه بروح مهنية وبشعور عال بالمسؤولية الوطنية والانسانية. ولعل من الاهمية بمكان هنا ان نشير الى ضرورة الافادة من الخبرات الدولية المكتسبة من تجارب سابقة حصلت في اكثر من مكان وما اثمرت عنه الجهود الانسانية في هذا الصدد، سعياً لاختصار الجهد ولتنظيم العمل وللوصول الى افضل النتائج التي تخدم قضياتنا جميعاً.

وفي هذا السياق ندعوا المجتمع الدولي الى الاعتراف بحقيقة ان الجرائم المرتكبة ضد الايزيديين والمسيحيين هي جرائم ابادة جماعية ونناشدهم الاستمرار في تقديم العون والمساعدة للنازحين والعمل الجاد على تحرير المختطفين والسعي مع الجهات المختصة الى تاهيلهم نفسيا واجتماعيا وهذا واجبنا جميعاً.

مرة اخرى أحيي جهودكم وأتمنى لكم الموفقية والنجاح في عملكم.

كما اعبر عن صادق تمنياتي في ان يلتئم شمل جميع عوائل الايزيديين والمسيحين وبقية النازحين العراقيين، وأن تعود آمنة مطمئنة إلى مدنها وقراها، وقد تحررت من دنس المجرمين الارهابيين في القريب العاجل.

ودمتم بخير.

 

PUKmedia  بغداد 

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket