الاقتصاد الداعشي

الاراء 12:14 AM - 2015-02-09
الاقتصاد الداعشي

الاقتصاد الداعشي

قبل عدة سنوات وخلال لقاء تلفزيوني مع مواطن عربي.. ساله المذيع لماذا لا تتجاهل الإساءة من الشخص الآخر بدل الإنتقام.. اجاب بالحرف الواحد.. انا لست بمسيحي لادير له خدي الايسر.. انا مسلم من ضربني على خدي ساكيل له لطمات على كل وجهه وجسمه.

الرد كاف ليؤكد بان جزءا كبيرا من ثقافتنا ’بني على الثار والإنتقام.. بمثل العمل وربما باشد منه.. في ثقافتنا ينعدم السماح والتسامح.. وتجاهل الإساءة.. العين بالعين والسن بالسن.. وعليه جاء رد الازهر وإستنكاره للوحشية التي تعاملت بها الدولة الإسلامية المزعومة في قتل الطيار الاردني.. بتصريح او دعاء.. شيخ الازهر احمد الطيب بعد الإستنكار (…) لهذا العمل الإرهابي الخسيس الذي يستوجب العقوبة التي اوردها القرآن الكريم “ان يقتلو او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف”.

واهاب الازهر “بالمجمتع الدولي التصدي لهذا التنظيم الإرهابي الذي يرتكب هذه الاعمال الوحشية البربرية التي لا ترضي الله ولا رسوله..

اولآ.. لماذا سكت الازهر عن ذبح الرهائن الاجانب.. وهل قتل الاجانب يرضي الله ورسوله؟ لماذا تكلم في عملية حرق الإنسان الطيار..وهل كان رفضه للجريمه بحد ذاتها ام رفضا للحرق لانه لا يتماشى مع الدين..وهل هناك فرق في الجرائم المروعه سواء كانت بالذبح ام بالحرق؟

ثانيا..للأسف ذهب الازهر بعيدا حيث لم يكتف بقتل الدواعش بل دعا إلى صلبهم او تقطيع ايديهم وارجلهم من خلاف؟ وهي عقوبة وحشية اكثر قسوة ومعاناة حتى من الحرق او الذبح لانها تعني الموت البطيء في عذاب قد يستمر لايام..

ثالثا... لماذا يهيب بالمجتمع الدولي للتصدي لهذا الإرهاب.. بينما الجريمة ’ترتكب في داخل كل الدول الإسلامية.. بإسم الإسلام.. وحينما دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (بخجل وربما خوف) لإعادة صياغة المفاهيم الدينية.. وتجديد الخطاب الديني.. بإسلام عصري متسامح ’يعلي القيم الإنسانية هوجم من الازهر..

جبهة علماء الازهر قالت: خطاب السيسي سيدخل مصر فى حرب اهلية وان ما قاله السيسي لا يستبعد معنى تعزيز الردة في المجتمع وتشجيع موجات الالحاد التي تتزايد في مصر والعالم العربي.

وقال شيخ الازهر: اخيرا اؤكد للمصريين والمسلمين جميعا ان الازهر بكلياته ومعاهده وهيئاته العلمية انما يعلمكم ايها المسلمون عقائد دينكم كما اراده الله خالصة نقية من تحريف الجاهلية وتضليل المجرمين وياخذ بايديكم الى طريق مستقيم مجمع عليه وينجيكم من كل فكر ضال منحرف غير مختلف عليه.. 

وفي كلتا الحالتين.. اتساءل.. هل صلبهم او تقطيع ايديهم وارجلهم من خلاف.. كثار لبشاعة جريمة داعش.. هي حقا إرادة الله؟ وهل من المصلحة فتحها امام العالم.. وهل يجب الترويج لها.. وهل هي من العقيدة..؟ وهل هناك ما هو اهم من الإيمان بالله وحده.. على انه إله جميع البشر.. وليس حكرا على اي دين... وانه الغفور الرحيم بعباده... وان الحرب على داعش تصب في مصلحة الجميع بما فيهم المسلمين!

إن مثل هذه التصريحات هي التي تعزز الردة والإلحاد في المجتمعات العربية..لانها تتنافى مع القيم العليا لاي دين! وتتنافى مع القيم الإنسانية.. وتقتل إنسانية الفرد!! 

إن ما قاله الرئيس قبل اسبوعين.. يصب تماما في مصلحة كل المنطقة العربية.. لواد كل تبرير لعملية قتل الطيار.. وقتل اي إنسان مؤمن ام لا.. مسلم ام مسيحي.. ام يعتنق اي من الاديان الاخرى...

الملك الاردني لم يتماه مع المناخ المتعطش للإنتقام حين قرر ضرب داعش عسكريا.. لانه وبعمق يتفهم خطر داعش على الاردن كمملكة.... ولكن الطريقة الوحيدة لحماية المنطقة العربية.. هي الإصلاح الداخلي على كل الاصعدة. متلازم مع ضرب داعش في عقر دارها.. برغم ما تؤلمني نتائج مثل هذه العمليات العسكرية.. إلا انه واحيانا يجب المعالجة بالبتر.. او الكي.

ماحصل مع الاردنيين.. هو صدمة كبيرة وإحباط من تنظيم ربما وجدوا فيه خلاصهم.. ولكن هذه الصدمة وهذا الحماس يجب ان لا يهدا و يجب ان ’يترجم لدعم قطع دابر داعش وايدلوجيتها.... من خلال الحرب العسكرية مع الدول العربية الاخرى ومع غطاء جوي من التحالف... ولكن ايضا مع الإصلاحات.

رسالتها الترهيبية اليوم.. كما جاء في خبر إيلاف “” داعش يخطط لخطف سياح خليجيين من بيروت وعمان وشرم الشيخ كي يعاقب عبرهم الدول التي تساند التحالف الدولي “””

يجب ان تستثمرها الدول العربية لخلق وعي عام بما تهدد به داعش.. وهو اكبر من مجرد خطف السياح.. بل هو قطع ارزاق لشريحة كبيرة تعتاش من السياحة العربية.. تماما كما فعل الإسلاميون في مصر حين ارهبوا السياح الغربيين.. الذين كانوا يمثلون لقمة عيش لنسبة كبيرة من المصريين.

هدف داعش إرساء نظام لا ينتمي للقرن.. إرساء نظام ’يكفر ويقتل كل من يقف في طريقة لاسلمة العالم.. هدف داعش عزل المنطقة العربي.. وقتل إقتصادها.. وقتل الإنسان العربي.. المسلم والمسيحي... وقتل الإنسانية في قلوب الجميع.... 

 

احلام اكرم / ايلاف

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket