باريس وكوباني.. توأما الحرب ضد الظلام

الاراء 09:33 AM - 2015-01-18
باريس وكوباني.. توأما الحرب ضد الظلام

باريس وكوباني.. توأما الحرب ضد الظلام

حصل ما كان منتظرا فالارهاب الداعشي - القاعدي ها قد تمدد مجددا نحو القارة العجوز أو بلاد الفرنجة والصليبين بحسب الرطانة البائسة اياها وليطال تحديدا باريس عاصمة النور والحريات اثر اقدام ارهابيين تابعين لتنظيمي القاعدة وداعش على اقتحام مقر مجلة نقدية ساخرة راح ضحيتها 12 من الصحافيين ورسامي الكاريكاتير العاملين فيها وعدد من رجال الشرطة واحتجاز مدنيين كرهائن قتل منهم 4 في اشارة واضحة الى هوية المنفذين من حملة الأفكار الظلامية المتزمتة أعداء الحياة وحرية الرأي والتعبير والابداع.

وهكذا فقد غزا ارهاب الجيل الصاعد للحركات “الجهادية”: داعش وجبهة النصرة قلب أوربا والخطر لم يعد يقتصر على المنطقة بل أصبح عابرا للقارات بعد أن تمخض ما سمي الربيع العربي عن خريف داعشي - قاعدي وتم وأد أحلام التحول الديمقراطي ووضع شعوب المنطقة ومجتمعاتها بين فكي كماشة قاتلة قوامها اما النظم الاستبدادية القائمة أو البديل الاسلامي السياسي بطبعاته الاخوانية والسلفية والقاعدية...

وقد كان لافتا من بين جملة المواقف التضامنية مع فرنسا حول العالم موقف الادارة الذاتية الديموقراطية في روج آفا – غرب كردستان ( كردستان سوريا) على عكس الأوساط العروبية والاسلاموية خاصة في المعارضة السورية الوجه الآخر لعملة الاستبداد البعثي التي سارعت الى محاولة تبرير الهجمات الارهابية على فرنسا عبر الاشارة مجددا الى الاسطوانات المشروخة المعهودة في ربوعنا من أن هذه الأعمال ردات فعل وربطها بمظلومية العرب والمسلمين السرمدية اياها في حين أنها ارتكابات ارهابية كاملة الأركان ولا يمكن تبريرها بأي حال كما تسعى التنظيرات الرائجة في عوالم العرب والمسلمين الساعية الى اعطاء الذرائع لارهاب القاعدة ومتفرعاتها .

وبالعودة الى الموقف المتقدم للادارة الذاتية في الوقوف مع فرنسا حيث كان الحضور الكردي بارزا في المظاهرة المليونية الباريسية ضد الارهاب ولا غرو في ذلك حيث أن روج آفا منذ  أكثر من ثلاثة أعوام تتعرض الى حملة ارهابية مبرمجة من قبل تلك الجماعات على اختلافها كداعش وجبهة النصرة وغيرها من تفريخات القاعدة فباريس غدت بعد هذه العمليات الارهابية توأم كوباني وسري كانيه وغيرها من مدن روج آفا التي لطالما قاومت وتقاوم ارهاب داعش والقاعدة وشكلت الخندق الأول في الحرب الكونية ضد الارهاب الدولي ورأس حربة مقاومة هذا السرطان الذي طالت شروره اليوم باريس ما يستدعي استنفارا دوليا ضد هذا الخطر الذي يهدد العالم أجمع وتشكل روج آفا ساحة الحرب الرئيسية ضد جحافل الارهاب والظلام الداعشية - القاعدية حيث وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة التي تدافع عن القيم الكونية الحضارية في الحرية والسلام والتعايش وحق المرأة منذ أشهر وأشهر وأثبتت نجاحها في دحر هذه العصابات التي ما فتئت تسعى الى احتلال روج آفا واجهاض تجربتها الديمقراطية في كانتوناتها الثلاث (الجزيرة وكوباني وعفرين ) كونها تمثل نموذجا حضاريا يصلح كخارطة طريق ووصفة حل لاخراج سوريا من المستنقع الدموي الذي تغرق فيه وبناء دولة ديمقراطية تعددية لا مركزية .

فهذه الوحدات تواصل حربها المقدسة ضد هؤلاء الارهابيين دفاعا عن العالم برمته والجرائم الارهابية الأخيرة في باريس تمثل ناقوس خطر للعالم أجمع يشير الى أن هذا الارهاب الداعشي - القاعدي المنفلت بات يهدد الحضارة البشرية برمتها والحرب ضد هذا الخطر يجب أن لا تقتصر بطبيعة الحال على الجانب العسكري والأمني بل هي حرب شاملة ومركبة فكرية وقيمية بالدرجة الأساس وها هنا فان دعم تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا بوصفها نموذجا مضادا للفاشية الداعشية من قبل المجتمع الدولي وفي مقدمه فرنسا والاتحاد الأوربي يشكل ضرورة ملحة لانجاح المجهود الدولي للقضاء على هذه الآفة الارهابية فأمن باريس وبقية عواصم العالم يتحصن بالدرجة الأولى عبر اعتماد خطة مواجهة استراتيجية دولية تكفل احتضان تجربة الادارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا وتبنيها بوصفها الترياق وطريق الحل للقضاء على الارهاب وللتحول الديمقراطي البنيوي في سوريا والمنطقة عامة وبوصف روج آفا اليوم ساحة الحرب الرئيسية ضد الارهاب الدولي والمنطقة الوحيدة في سوريا التي تقدم مخرجا ثالثا على أنقاض خياري : اما فالج الاستبداد أو سرطان الظلام العدميين .

على أمل أن تشكل هذه المجازر المرتكبة في فرنسا فاتحة التنبه أكثر قاكثر لخطر الجماعات السلفية الارهابية حول العالم فالمعركة دفاعا عن الانسان والحياة والحضارة ضد الارهاب والظلام والتخلف واحدة من باريس الى كوباني وليس بلا دلالة هنا أن رئيس تحرير المجلة المستهدفة ستيفان شاربونييه والذي فقد حياته في الهجوم الارهابي كتب قبل بضعة أسابيع تضامنا مع مقاومة روج آفا ضد داعش وأخواتها وبالحرف : “لست كرديا ولا أجيد الكردية ولا أعرف شيئا عن التاريخ الكردي لكنني أشعر اليوم كما لو أن الهاما أتاني فجأة ... بت أتناول الطعام ككردي وأفكر كرديا وأتحدث الكردية واترنم بالأغاني الكردية ... أشعر اليوم أني كردي فالكرد في سوريا محاصرون من كافة الجهات لكنهم رغم ذلك يحاربون قوى الظلام ويدافعون عن أرضهم وحياتهم ويقفون لوحدهم في وجه تنظيم داعش وهم بذلك يدافعون عنا أيضا ويقومون بحمايتنا من خطر أكثر الجماعات وحشية في العالم” .

 

شيرزاد اليزيدي / الاتحاد البغدادية 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket