معهد واشنطن: تركيا لن تتعاون في الحرب على داعش

العالم 10:38 AM - 2015-01-17
طائرة من قوات التحالف

طائرة من قوات التحالف

رصد تقرير لمعهد واشنطن الغموض الذي يكتنف الموقف التركي إزاء الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
فقد أكد "إد ستافورد"، الدبلوماسي الأمريكي السابق في سفارة واشنطن بأنقرة، أن قرار تركيا سواء أكان لصالح أو ضد محاربة داعش سيكون سياسيا ولاشك. وأشار إلى أنه لا يمكن لأحد التقليل من مدى صعوبة إقناع القيادة العسكرية التركية بالزج بقواتها في حرب لصالح الكورد في كوباني أو لحماية العرب السوريين.
وأكد التقرير أنه في جميع المباحثات حول أسباب عدم دعم تركيا للتحالف الدولي ضد داعش، لم يشر أحد إلى دور الجيش في تشكيل سياسة الحكومة. وهو ما يعكس توجهات حزب العدالة والتنمية الحاكم وحرصه على الجيش عن عملية صياغة السياسات منذ عام 2002، وفي المقابل صعود منظمة الاستخبارات الوطنية لتنفيذ سياسة سوريا. إلا أن ستافورد أكد على وجود أسباب أخرى لعدم رغبة الجيش التركي في محاربة داعش، والبعض منها يعود تاريخه إلى عقود طويلة ماضية وأكثر تجذرا من الاستياءمن الاستبعاد السياسي للقيادة العسكرية. وهذا الموقف أيضا يسيطر على الطبقة السياسية الداعمة للنخبة الحاكمة.
ففي عام 2007، أطلق حزب العدالة والتنمية مجموعة من المحاكمات ضد الجيش، حيث أكدت النيابة العامة والشرطة قوات الحكومة بأن الجيش وحلفائه العلمانيين كانوا قد خططوا لانقلاب شنيع يهدف إلى تقويض الحكم المدني. وعلى الرغم من أن النيابة العامة لم يكن في مقدورها تقديم تفسير كامل ومقنع حول المؤامرة المزعومة في القضايا المعروضة أمام المحاكم والتي أطلق عليها اسم "المطرقة الثقيلة" أو "ايرجينيكون" الحكومة، ومع ذلك سجن عدد كبير من الشخصيات المعارضة العلمانية ومئات من ضباط الجيش بين عامي 2007 و 201، بما في ذلك ربع القيادات العسكرية في البلاد. وفي أغسطس 2011، استقال كبار ضباط الجيش بشكل جماعي، مما يشير إلى قبول ضمني لانتصار حزب العدالة والتنمية.
وعلى الرغم من الإفراج عن ما يقرب من جميع المشتبه بهم في محاولة لاسترضاء القوات المسلحة، ولكن لازالت هناك مشاعر ضغينة تكنها القيادة العسكرية تجاه صناع السياسة تمثلت في رفض تقديم أي مشورة للحكومة حول العديد من القضايا العسكرية.
كما أن القادة العسكريين أيضا يشعرون بالاستياء من قرار استبعادهم من قرار الحكومة إزاء تحقيق السلام مع حزب العمال الكوردستاني، بعد حروب طويلة أسفرت عن مقتل الآلاف من الجنود الأتراك. ففي عام 2011، دخل رئيس الوزراء انذاك رجب طيب اردوغان في محادثات سلام مع الكورد على أمل أن يساعد حزب العمال الكوردستاني في تحسين العلاقات مع حكومة إقليم كوردستان ويمكن أن تساعد في جعل الأكراد حليف إقليمي قيم. وهو ما قد يسهم أيضا في دعم الاستقرار في البلاد. ولكن هذا لم يؤثر على موقف الجيش المعادي للكورد.
أما فيما يتعلق بتقديم يد العون للعرب، فعلى الرغم من أن الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو طالما تحدثوا عن الانسجام الطبيعي بين كل المسلمين السنة في المنطقة، إلا الميراث العثماني خلف حالة من عدم الثقة العميقة بين السنة الأتراك والعرب. فإن العديد من الأتراك، ولا سيما بدعم من النخب العسكرية، ينظرون إلى التاريخ وتعاون العرب مع الغرب - خلال الحرب العالمية الأولى- على سبيل المثال، النخب العربية المتحالفة مع البريطانيين تمردت ضد اسطنبول.
أما فيما يتعلق بدعم أمريكا في حروبها الخارجية، فإن الغضب الشعبي إزاء الخسائر البشرية التركية في الحرب الكورية دفع الجيش التركي إلى تجنب المشاركة في الحرب الأفغانية وهو أيضا ما سيدفعهم لتجنب أي حروب مستقبلية.
PUKmedia وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket