الحرب العالمية
الاراء 05:13 AM - 2015-01-14الحرب العالمية
كان بوب ماكلان مراسل شبكة «سي بي إس»، أول صحافي يدخل الكويت بعد تحريرها: «بيوت كثيرة صودرت. الفنادق على طول الشاطئ أُحرقت. الشوارع مليئة بالخنادق. ومدينة الكويت تبدو مثل بيروت من قبل». كان المراسلون الأجانب في الماضي يستعيرون التشبيهات من حرب كوريا أو فيتنام. لكن لم يعودوا مضطرين للذهاب بعيدا، لا في المسافة ولا في الذاكرة. النماذج في المنطقة تتكدس بلا توقف.
كل حرب أسوأ من الأخرى. فيما يقول قائد القوات الحليفة شوارتزكوف إن «عشرات الآلاف من الجنود العراقيين» قتلوا في حرب الكويت، يقول المراسلون إن الجيش العراقي المنسحب، ترك في مصافي الأحمدي أسوأ كارثة نفطية في التاريخ. عندما تجمع الحروب العربية القاتلة والانتحارية والخاسرة يتجمع لديك ما يوازي حربا عالمية أخرى. فعندما ضربت بغداد، بعد رفض صدام حسين الانسحاب، «كانت الضربة أقوى مما أصاب هيروشيما وناغازاكي معا». غير أن «القائد الأعلى للقوات العراقية المسلحة، لم يسطّر في ملجئه قرب فندق الرشيد بيان وقف النار» إلا بعد سلسلة من الهزائم المريعة. رجل خاض حربا برية وهو لا يملك سلاحا جويا يصور له تحركات أعدائه، وحلفاؤه السوفيات، الذين يصورون كل شيء مرتين في النهار، لم يُكرموه بصورة واحدة مما لديهم.
بعد 1967 كتب العسكريون المصريون، آلاف الصفحات عما حدث. لم يصدر كتاب لعسكري عراقي عن حرب إيران والكويت لكي يقارن بعشرات المؤلفات التي وضعها الأمريكيون. لا تعرف شيئا عن حقيقة وحجم الخسائر البشرية والمادية في الحربين. لا أرقام لدينا من النظام السوري وإنما من المعارضة. وحدها تقارير الشرطة اللبنانية كانت تحصي ما تستطيع من موتى الأيام، من دون وقت كاف لإحصاء المصابين. الرقم الذي عرضته الجزائر عن «حرب الإنقاذ» كان واضحا أنه أقل بكثير من معدلات الحقيقة.
لكن الإنسان العربي والحجم العربي والمال العربي خسائر لا تستحق التدوين. لن يستطيع أي حساب بشري أن يقرر حجم خسائر حروب العراق بالبشر والحديد. ولا هناك كتب أو ملاحم أو روايات تتسع لوصف ما تعرض له العرب في نصف القرن الذي مضى.
حروب البشر لها من يدوِّنها. صراخ الناس له من يسمعه. العرب يفجّرون في الشوارع أو على الجبهات، وأقصى ما يحلمون به تقارير الشرطة. قاد الزعيم العربي شعبه نحو الموت والدمار والخسارة في كل مكان، لأنه لم يصغ إلاّ إلى صوت نفسه وصداها. لم يستمع إلى الدبلوماسيين في السياسة، ولا إلى العسكريين في القتال، ولا إلى الأنين في ساحات الموت والخراب. كل صوت واعٍ وحكيم كان يخاف أن يُتَّهم بالجبن والخيانة. لذلك، رأينا جيوشا لا تُهزم فقط بل تُهان أيضا. الرمال مليئة بأحزان رجال لا علاقة لهم بالمقابر الهائلة والاستسلامات الجماعية، وآلاف أسرى الحرب الذين تركوا إلا من رغيف وقبضة أرز. أو ما شابه.
سمير عطا الله / صحيفة (الشرق الاوسط) اللندنية
المزيد من الأخبار
-
فوز مرشح الاتحاد الوطني بمنصب مدير عام الاستثمار في صلاح الدين
04:31 PM - 2024-04-23 -
السليمانية تشهد مراسيم توزيع جائزة بله الذهبية
09:37 AM - 2024-04-23 -
بغداد وأنقرة تهدفان الى رفع حجم التبادل التجاري بينهما
10:34 PM - 2024-04-22 -
القنصلية الامريكية: ندعم حرية الاعلام
05:50 PM - 2024-04-22
شاهد المزيد
وفد من الحكومة الاتحادية يشارك في مراسيم احياء ذكرى قصف مدينة قلعة دزه
10:35 AM - 2024-04-24
في الذكرى الـ50 لقصف مدينة قلعة دزه
09:35 AM - 2024-04-24
بحضور الرئيس بافل.. منح جائزة (بله) الذهبية لـ 10 شخصيات كوردستانية
06:47 PM - 2024-04-23
العلاقة بين الاقليم وبغداد وملف النفط.. من أهم محاور مباحثات السوداني في واشنطن
03:32 PM - 2024-04-23
الأكثر قراءة
-
قوباد طالباني: طلبت من الرئيس التركي إعادة النظر بقرار الحظر على مطار السليمانية
کوردستان 11:32 AM - 2024-04-23 -
بحضور الرئيس بافل.. منح جائزة (بله) الذهبية لـ 10 شخصيات كوردستانية
کوردستان 06:47 PM - 2024-04-23 -
العلاقة بين الاقليم وبغداد وملف النفط.. من أهم محاور مباحثات السوداني في واشنطن
العراق 03:32 PM - 2024-04-23 -
فوز مرشح الاتحاد الوطني بمنصب مدير عام الاستثمار في صلاح الدين
العراق 04:31 PM - 2024-04-23 -
في الذكرى الـ50 لقصف مدينة قلعة دزه
کوردستان 09:35 AM - 2024-04-24 -
وفد من الحكومة الاتحادية يشارك في مراسيم احياء ذكرى قصف مدينة قلعة دزه
کوردستان 10:35 AM - 2024-04-24 -
كردستان وصحافة الكم لا النوع
الآراء 05:06 PM - 2024-04-23 -
الولايات المتحدة: اوضاع الحريات وحقوق الانسان في تراجع مستمر
کوردستان 12:38 PM - 2024-04-24