لا يستحق الإسلام وفرنسا هذا

الاراء 09:36 PM - 2015-01-13
حسين فوزي

حسين فوزي

يدرك اي منصف معني بمسيرة الإنسانية وارتقائها المكانة الجليلة والقيم السامية التي تمثلها رسالة الإسلام والمبشر بها سيدنا محمد، إلى حد أن هناك طائفة يهودية تعيش في إسرائيل ترفض الأعتراف بها وتؤمن بأن حقوقها لا يضمنها سوى المسلمين. والسلطات الإسرائيلية من جانبها “تحترم” نبوءة هذه الطائفة،التي ترى في عرفات وخلفائه ولاية امرهم.

والإسلام انتشر بالحجة في دحض حجج الوثنيين،وانتصر بـ”الدعوة” للعدالة في مخاطبته المسحوقين من فقراء مكة وعبيدها وجواريها وحرائرها ممن مقتن مجون النظام القائم.

وفي ظل تصاعد الموقف الفرنسي، ورئاسة السيد أولاند خصوصاً، في الممارسة العملية بالإعتراف بالدولة الفلسطينية وإدانة الممارسات الإسرائيلية، والدعوة إلى تجفيف منابع الإرهاب بمنهجية شاملة وليس السلاح وحده، جاءت مذبحة “شارلي أندو” طعنة في ظهر فرنسا، وتأجيجاً لدعوات تكريه الإسلام والمسلمين، وخلط الأوراق إلى حد “تجرؤ” رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو على دعوة اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل، علماً أن الكثير من يهود مصر والعراق الموسرين لم يهاجروا إليها في هجرات الأربعينات ومطلع الخمسينات، بل اختاروا اوربا.

وهكذا في مقاربة بسيطة فأن المخطط الإرهابي الصهيوني لتهجير مئات الاف العراقيين والمصريين إلى إسرائيل، ياخذ حالياً منحاً جديداً قد لا يكون من الفعالية بـ”اقناع” يهود فرنسا واوربا بالهجرة إلى “ارض الميعاد”، لكن المؤكد انه يؤدي إلى الحد من قوة الحركة الأوربية الواسعة إلى انصاف الشعب الفلسطيني وتفهم معاناة بقية العرب، وهو ايضاً يربك الساحة السياسية الأوربية ويرغمها على التوجه نحو امور اخرى غير التعبئة الكبيرة التي نشهدها لصالح العرب.

وبقدر ما كانت رسائل الرئيسين معصوم والسيسي قوية في رفض ممارسة العنف في التعامل مع الرأي واحترام أمن الشعوب عموماً، فأن المؤسف افتقادنا لأصوات جهات وزن ثقيل: جوامع ودور افتاء النجف والزيتونة والأزهر وأبو حنيفة، فنحن احوج ما نكون إلى تصدر هذه الجامعات الفكرية الإسلامية للحرب على الإرهاب بوسائل الفكر الإسلامي الحنيف دين التسامح والعدل.

ولابد من الإشارة الى مبادرة الرئيس السيسي في الدعوة إلى “ثورة إسلامية”، بمعنى العودة إلى الأصول في توضيح جوهر الدين وليس تسعير التعصب والتطرف ليكونا قاعدة الجرائم الإرهابية.

ومن المؤكد ان ما دعا له الرئيس المصري يمكن له اتخاذ فعاليات مشتركة عراقية مصرية تشمل بقية الأشقاء العرب والمسلمين من خلال مباحثات رئيس الوزراء حالياً السيد حيدر العبادي في القاهرة، لدحر الظلاميين الذين يحوَّلون الدعوة للدين إلى إكراه وقتل وسبي.

إن ما جرى في باريس محاولة خفية لتشويه الإسلام بحجة الدفاع عن المبشر بالإسلام، مطلوب تصدي المحافل الدينية لإدانته والعمل على قطع دابره، ليس فقط تعبيراً عن احترامنا لفرنسا حاملة راية “الحرية والعدالة والمساواة” بكل ابعادها الاجتماعية المعاصرة، بل لأننا نؤمن بان مشعل الثقافة العالمية يستحق الكثير من الاحترام وهو حليف لنا وليس خصماً للإسلام أو شعوبنا.

 

حسين فوزي / الاتحاد البغدادية 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket