المتحف الوطني في السليمانية .. شاهد حي على جرائم البعث

المتحف الوطني في السليمانية

سياسيات النظام المباد وثقافة المعتقلات
إتسمت الفترة التي تسلم فيها المقبور صدام حسين مقاليد الحكم في العراق وعلى مدى عقود، بالوحشية والدموية التي كانت تمارس ضد ابناء جلدته، فكانت الزنزانات انذاك تغص بالمعتقلين الذين يتلقون شتى انواع التعذيب وحتى الاغتصاب قبل أن يتم اعدامهم دون محاكمات ودون تسليم جثامينهم الى اهاليهم، لتظهر بعد العام 2003 المقابر الجماعية وتكشف وحشية ذلك النظام وتعديه على جميع الاعراف السماوية .
الامن الاحمر في السليمانية " أمنة سوركا "  نشأته وتأسيسه
في سبعينات القرن الماضي بعد تولي المقبور صدام نظام الحكم في العراق تم التخطيط لتشييد مبنى للامن في السليمانية، لم يكن حينها ليعلم انه سيكون شاهدا حيا على جرائمه، حيث وقع النظام المقبور في العام 1979 من القرن المنصرم عقدا مع مهندسين ومصممين من المانيا الشرقية لتشيد مبنى للامن تم أنجازه على 3 مراحل،
 أهالي السليمانية اطلقوا على ذلك المبنى بـ " أمنة سوركا " ومعناها بالعربية " الامن الاحمر " نسبة الى اللون الاحمر الذي كان يغطي الجدران داخل المبنى، ويتكون المبنى انذاك من  أمن الاقتصاد والامن السياسي وامن المطبوعات والمبنى يتالف من زنازين عديدة وغرف التحقيق، وغرف يتم خلالها تعذيب النزلاء من دون رحمة او مراعاة لحقوق الانسان، اذ تمارس ابشع وسائل التعذب النفسي والجسدي والتي تعكس دموية النظام المباد وسياساته الهوجاء حتى مع ابناء شعبه العزل.
المتحف الوطني في السليمانية " كي لا ننسى "..
زانين الامس وغرف التعذيب، صارت اليوم مركزا ثقافيا، ومعلما سياحيا للسليمانية لتثبت ان لغة الانسانية والثقافة واصرار الشعوب على البقاء اقوى بكثير من لغة الدم التي وان طال امدها لعقود الا انها ذهبت ادراج الرياح، انتهت بسقوط النظام وجلاوزته تاركين وراءهم وصمات العار والخذلان في الدنيا وجزائهم على جرائمهم سيلاقونه عند خالقهم على ما ارتكبوه من مجازر تقشعر لذكرها الابدان.
و منذ العام 1997 " أمنة سوركا " بفضل جهود الجهات الحكومية والنخب المثقفة في اقليم كوردستان، صار متحفا يضم العديد من الاقسام منها قسم السينما والذي يعرض الوثائقيات خلال المهرجانات وقاعات معارض وكافيتيريات ويحتضن المبنى اسبوعيا العديد من النشاطات الثقافية.
وبعد العام 2003 تم تزويد المتحف بالدبابات والمدافع التي كان يسخدمها النظام المباد في ضرب كل من يعارض سياسته، لاسيما وانه كان لا يميز بين جار او صديق.
الدعم اللوجستي والمادي للمتحف الوطني
يقول مدير المتحف اكو غريب لـ PUKmedia   :" أن سكرتارية رئيس الجمهورية مام جلال هي الجهة الوحيدة التي تقدم الدعم للمتحف وبصورة متواصلة فيما عدا ذلك فان هناك تقصيرا واضحا من قبل الجهات المعنية بالثقافة تجاه معلم سياحي وثقافي كهذا المتحف ".
زوار المحتف الوطني " كي لا ننسى "
يتوافد المئات من الزوار يوميا على مبنى المتحف، اذ يقول مدير المتحف : " يوميا نستقبل 500 زائرا كمعدل، ليتعرفوا على اقسامه ومايضم من شواهد تاريخية عاصرها الكورد ابان نظام البعث المقبور، وياتي الناس من مختلف الشرائح والاعمار من اهالي السليمانية والاقليم والمحافظات العراقية الاخرى من السائحين كما تزوره الوفود الاجنبية القادمة الى الاقليم، لاسيما وان المتحف يفتح ابوبه من التاسعة صباحا وحتى المساء، فيما يشهد اقامة العديد من النشاطات والامسيات الثقافية والمهرجانات بشكل اسبوعي ونصف اسبوعي ايضا ". 
PUKmedia  زينب ربيع