18 عاماً على سقوط الصنم

العراق 11:37 AM - 2021-04-09
يوم سقوط ديكتاتورية

يوم سقوط ديكتاتورية

تمر علينا، اليوم الجمعة 9/4/2021، الذكرى الثامنة عشرة لتحرير العراق من النظام البعثي الديكتاتوري المقبور، حيث دخلت القوات المتعددة الجنسيات مدينة بغداد في مثل هذا اليوم في العام 2003، وقامت بتطهير المدينة وجميع مدن العراق الاخرى من براثن البعث الصدامي الكافر المحتل الذي احتل العراق لأكثر من ثلاث عقود بانقلاب عسكري.

ولاينسى العراقيون صورة ابو تحسين الذي ضرب صورة الطاغية المقبورة بالنعال، معلناً انتهاء حقبة البعث الكافر بالنعال إلى غير رجعة.

وبدأت عملية تحرير العراق في 20 مارس 2003، من قبل القوات المتعددة الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وشكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية نسبة %98 من هذه القوات.

ومن الأسباب التي دفعت القوات المتعددة الجنسيات لتنفيذ هذه العمليات هي: 

1- إستمرار حكومة الديكتاتور المقبور صدام حسين في عدم تطبيقها لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالسماح للجان التفتيش عن الأسلحة بمزاولة أعمالها في العراق.

2- إستمرار حكومة الديكتاتور المقبور صدام حسين بتصنيع وإمتلاك "أسلحة دمار شامل" وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قراراً للأمم المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "أسلحة الدمار الشامل".

3- إمتلاك حكومة الديكتاتور المقبور صدام حسين علاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات "إرهابية" أخرى تشكل خطراً على أمن وإستقرار العالم.

4- نشر الأفكار الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.

في 20 مارس 2003 بدأت العمليات العسكرية، وأعتمدت قيادات الجيش الأمريكي على عنصر المفاجئة، فكان التوقع السائد هو أن تسبق الحملة البرية حملة جوية كما حدث في حرب الخليج الثانية، فكان عنصر المفاجئة هنا هو البدء بالحملتين في آن واحد وبصورة سريعة جداً أطلقت عليها تسمية "الصدمة والترويع".

وتوغلت الدبابات الأمريكية في الصحراء العراقية متجاوزة المدن الرئيسية في طريقها تجنباً منها لحرب المدن، في 27 مارس 2003 أبطأت العواصف الرملية التقدم السريع للقوات الأمريكية وواجهت القوات الأمريكية مقاومة شرسة من الجيش العراقي السابق بالقرب من منطقة الكفل الواقعة بالقرب من النجف والكوفة.

وحاصرت القوات البريطانية مدينة البصرة لأسبوعين قبل أن تستطيع إقتحامها، وأستطاعت القوات البريطانية إقتحام المدينة بعد معركة عنيفة بالدبابات، وتمت السيطرة على البصرة في 27 مارس بعد تدمير 14 دبابة عراقية، في 9 أبريل إنهارت القوات العراقية في مدينة العمارة.

وبعد ثلاثة أسابيع من بداية الحملة بدأت القوات الأمريكية تحركها نحو بغداد، كان التوقع الأولي أن تقوم القوات المدرعة الأمريكية بحصار بغداد وتقوم بحرب شوارع في بغداد بإسناد من القوة الجوية الأمريكية.

في 5 أبريل 2003 قامت مجموعة من المدرعات الأمريكية وعددها 29 دبابة و14 مدرعة نوع برادلي بشن هجوم على مطار بغداد الدولي وقوبلت هذه القوة بمقاومة شديدة من قبل وحدات الجيش العراقي السابق التي كانت تدافع عن المطار.

وفي 7 أبريل 2003، قامت قوة مدرعة أخرى بشن هجوم على القصر الجمهوري وإستطاعت من تثبيت موطأ قدم لها في القصر وبعد ساعات من هذا حدث إنهيار كامل لمقاومة الجيش العراقي.

في 9 أبريل 2003 أعلنت القوات الأمريكية بسط سيطرتها على معظم المناطق ونقلت وكالات الأنباء مشاهد لحشد صغير يحاولون الأطاحة بتمثال للديكتاتور المقبور صدام حسين وسط ساحة أمام فندق الشيراتون.

وشهدت ساحة الفردوس منذ صباح التاسع من نيسان 2003 تجمع بعض السكان حتى صاروا بالعشرات مع إختفاء أي أثر لمظاهر السلطات العراقية في الشارع أو حوالي الفندقين حتى بدأت الدبابات الأمريكية بالوصول إلى ساحة الفردوس من عدة إتجاهات وطوقتها بالكامل عند الساعة الرابعة من عصر ذلك اليوم.

ودخلت ساحة الفردوس التاريخ في التاسع من نيسان كشاهد على تحرير بغداد بسقوط تمثال المقبور صدام حسين والاعلان عن انتهاء حكمه وحكم حزبه الفاشي.

منذ تأسيس الدولة العراقية بعد الحرب العالمية الاولى، السياسات والفكر السياسي لقيادات العراق ونظريات التعامل مع المسألة القومية الكوردية وكوردستان العراق كان عاملا اساسيا لكل ازمات العراق الاخرى، وبالتأكيد فالاستمرار على هذا النمط من التفكير في العقد الثاني من حكم ما بعد صدام حسين، سيكون هناك خيارات اخرى للشعب الكوردي، حيث لايمكن للقيادة الكوردية والاحزاب السياسية والجماهير الكوردية الوقوف مكتوفة الايدي حيال سياسة ومخاطر الانسحاب امام القضية الكوردية، وخاصة بعد حصول التغييرات في اوضاع العالم والمنطقة واللعبة الجيوستراتيجية لدول المنطقة ولن يكون العالم باتجاه التضحية بالشعب الكردي ، اضافة الى ذلك فالكورد اليوم عضو فعال على الساحة الشرق اوسطية. وهذه القناعات لم تأت من الغرور، وانما نتاج لواقع الحال وقراءة للصراعات والاتجاهات الصحيحة لحركة التأريخ في المنطقة .

 في الذكرى الثامنة عشرة لرحيل الدكتاتور في العراق، نذكر الجميع بانه لايمكن للعراقيين ولا للكوردستانيين ان يسمحوا بعودة الدكتاتورية تحت أية ذريعة كانت أو تحت أي شكل أو قناع، ويجب القول هنا بانه لو حصل اجماع على تأسيس سلطة شبه دكتاتورية تحت أية ذريعة او اسم في العراق فان شعب كوردستان لوحده يرفض هذا السيناريو ولن يترك قدره مرة اخرى في مهب الريح وسوف يقرر مصيره بنفسه.

 

PUKmedia

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket