ذكرى رحيل المفكر والاديب والمناضل الكبير ابراهيم أحمد

ادب و فن 10:29 AM - 2021-04-08
ذكرى رحيل المفكر والاديب والمناضل الكبير ابراهيم أحمد

ذكرى رحيل المفكر والاديب والمناضل الكبير ابراهيم أحمد

يصادف، اليوم 8 نيسان، ذكرى رحيل المفكر والاديب والمناضل الكوردي الكبير الاستاذ ابراهيم احمد، الذي توفي بعد اكثر من نصف قرن من النضال من اجل ترسيخ الحقوق المشروعة لشعب كوردستان.

رحل الاستاذ الكبير ابراهيم احمد في يوم 8 نيسان العام 2000 في مدينة لندن تاركا خلفه تركة كبيرة من النتاجات الادبية والثقافية الكبيرة.

وكان الاستاذ الكبير ابراهيم احمد منبراً من منابر الفكر والأبداع، فهو اضافة الى كونه رائداً من رواد القصة والرواية فأنه كان شاعراً وصحفياً بارزاً، وسياسياً مناضلاً ومدافعاً بارزاً عن حقوق الشعب الكوردي فهو إبن السليمانية البار ولد سنة 1914، هذه المدينة العريقة التي أنجبت السياسيين والمثقفين والشعراء، وهي اليوم تستذكر ومعها كل المناضلين والمثقفين والادباء المسيرة النضالية والادبية للقائد ابراهيم احمد. 

ان الاستاذ ابراهيم احمد عدا كونه سياسياً متألقاً فأنه رائد القصة الكوردية الحديثة ومن ألمع الصحفيين في كوردستان حيث اصدر مجلة (كلاويز) خلال الفترة من 1939-1949 من القرن الماضي، وكانت المجلة في منتهى الروعة. 

كان مناضلاً غيوراً على مصالح شعبه حيث كان ابراهيم احمد احد قادة انتفاضة 6 أيلول 1930 ضمن مجموعة من المناضلين الذين انتفضوا ضد المعاهدة العراقية- البريطانية. وكان ابراهيم احمد رائداً للقصة الكوردية والنثر الكوردي الحديث، اضافة الى إنه اول من كتب الرواية الفنية الحديثة، فقد كتب رواية (مخاض شعب) العام 1956 وتم طبعها فيما بعد، وقد ترجمت الى العربية والانكليزية والفارسية وقد تم تحويلها الى فيلم سينمائي ناجح عرض في مدن كوردستان وفي بغداد ايضاً وكذلك في المهرجان الدولية، ابراهيم احمد شخصية ثقافية مهمة في تاريخ الشعب الكوردي اضافة الى انه شخصية سياسية متألقة، وكان من اوائل السياسيين الذين اعتقلوا في العهد الملكي وذلك لنشاطه السياسي الدؤوب الى جانب الأدب استمر في كتاباته السياسية حيث كان يكتب الافتتاحيات في صحيفة (خه بات) التي كان يرأس تحريرها إبان حكم عبدالكريم قاسم. 

عندما نتحدث عن الحركة السياسية الكوردية والأدب الكوردي بمختلف فروعه لابد ان نستذكر ابراهيم احمد وحول سنوات غربته في المنفى. 

عاش الراحل سنواته الأخيرة في (لندن) وكان يصدر في أوائل الثمانينات مجلة بأسم (جريكة) أي (صيحة كوردستان)، حيث كان يطبع وينظم المجلة بنفسه ويتم ذلك كله في بيته ومن ثم يرسلها الى معارفه واصدقائه بالبريد وعلى نفقته الخاصة، كان متواضعاً في كل شيء. 

ابراهيم احمد من رواد القصة والرواية الكوردية، وهو من أبرز مثقفي عصره ضمن الحركة الثقافية الكوردية والعراقية ايضاً، شارك في الثورة الكوردية عام 1961 حتى آخر أيامها عام 1957. 

وهو صاحب اعظم واجمل مجلة كوردية وهي مجلة (كلاويز) التي كانت صدرت في نهاية الثلاثينات الى نهاية الأربعينات وكانت توزع وتصل الى معظم مناطق العراق وكوردستان وحتى الى طهران ودمشق، وكان لها دوراً كبيراً في نشر الثقافة وتطوير المجتمع الكوردي، وكانت هي حجر الأساس في اقامة وتطوير الحركة الثقافية في كوردستان وخصوصاً تطوير الصحافة الكوردية. كما كان لها دور كبير ومؤثر في تطوير اللغة الكوردية وصقلها وابعاد المفردات الاجنبية الدخيلة عليها، وبسبب حبه للصحافة أصر على دراسة القانون لكونه كان شرطاً من شروط منصب صاحب الامتياز ان يكون متخرجاً من كلية الحقوق، وفي مجال الأدب له دور كبير وبارز، حيث كان رائداً من رواد الشعر الحر والنثر الأدبي وكان مبدعاً في هذا المجال، كذلك كان دوره متميزاً في مجال الترجمة حيث قام بترجمة العديد من النصوص الأدبية وخاصة الشعرية منها من اللغة الانكليزية الى اللغة الكوردية. كان ابراهيم احمد ولايزال رمزاً من رموز الحركة السياسية والثقافية حيث يعتبر ركناً اساسياً من اركان الابداع الادبي، إنه الغائب الحاضر في ضمائرنا ووجداننا ولازلنا ننهل من عطائه الثر الى يومنا هذا حاضراً ومستقبلاً. 

يعتبر الأستاذ ابراهيم أحمد المحامي من خيرة المناضلين الكورد الذين خاضوا غمار نضال دائب من أجل قضية شعبه، كان الأستاذ ابراهيم احمد في مقدمة حق من انبرى للدفاع عن الكادحين الذين كانوا يتعرضون الى أبشع صنوف الأضطهاد الطبقي من قبل الأقطاع المتسلطين على رقاب الفلاحين. 

ولعل تضحيته بوظيفته كحاكم من أجل إصدار مجلة كوردية تعتبر أقصى درجات التفاني من أجل قضية كانت لديه أكبر من وظيفة حكومية، بالأضافة الى نضالاته المستمرة ضمن حركة التحرر الكوردية في صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني كعضو قيادي ثم سكرتير للحزب. 

توفي إبراهيم أحمد في الـ 8 من نيسان عام 2000، في لندن وخلال مراسيم مهيبة نظمت له وصل جثمانه إلى مدينة السليمانية حيث وري الثرى. 

 

PUKmedia ارشيف

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket