هل يمكن ممارسة الجنس في الفضاء؟

تكنولوجیا 02:44 PM - 2021-03-19
هل يمكن ممارسة الجنس في الفضاء؟

هل يمكن ممارسة الجنس في الفضاء؟

لا تمنع قوانين الفضاء ممارسة الجنس بين الرواد، إلا أن الجاذبية هي القانون الوحيد الذي يحول دونه. ناسا تدرس اليوم إمكانية تسهيل ممارسة روادها الجنس في مهماتهم الفضائية، فهل تستطيع تخطي العقبات؟.

كانت الأمنية الأولى لرائد الفضاء الألماني ألكسند غيرست، بعدما أمضى شهورًا في الفضاء، هي أن يستحم. وفعلًا، نال "أسترو أليكس"، كما يلقبه الألمان، أول حمّام منعش له في منزله، بعد 6 أشهر من الإقامة في محطة الفضاء الدولية "مير".

 

انعدام وزن

ليس الاستحمام سوى واحدة من الصعوبات التي يواجهها رواد الفضاء في أثناء الرحلات الفضائية، على محطة الفضاء الدولية "أ س س" التي أعقبت "مير".

أكبر الصعوبات حتى الآن هي ممارسة الجنس بين رواد الفضاء، سواءً في المركبات الفضائية الضيقة، أو في الغرف الأوسع داخل محطة الفضاء الدولية، علمًا أنه لا يوجد في قوانين الرحلات الفضائية ما يمنع رواد الفضاء من ممارسة الحب.

لكن قانون الجاذبية، أو بعبارة دقيقة حالة انعدام الوزن، هي العائق الرئيس حتى الآن. تمنع قوانين، أو أعراف، محطة الفضاء الدولية "أ س س" تفضيل إنسان على آخر فقط، لكنها لا تمنع التقارب العاطفي بين الرواد.

تقول مجلة "دير شبيغل" الألمانية إن وكالة الفضاء الأميركية تجري الدراسات والتجارب من أجل تسهيل الممارسة الجنسية في الفضاء. يتعدى الغرض بالطبع إشباع الحاجات العاطفية الشخصية لرواد الفضاء، لأنه يتعلق بمستقبل استكشاف الفضاء والقيام بالرحلات بعيدة المدى والسكن والتكاثر على الكواكب الأخرى.

 

دم أقل

في السنوات الخمسين الماضية، تعدى عدد رجال الفضاء 500 رائد فضاء من مختلف الجنسيات، لكن تاريخ الغزو الفضائي لم يسجل حصول أية عملية جنسية بين رواد الفضاء وهم في المركبات أو في المحطة الدولية. كما لم يعرف تاريخ الفضاء حتى الآن زيجات "فضائية"، بحسب ما كتبت "دير شبيغل".

ذكر رائد الفضاء كريس هادفيلد أنه كان رائد فضاء طوال 21 عامًا، وأنه يؤكد بشكل مطلق أن أي عملية جنسية لم تحصل بين رواد الفضاء.

إن انتشار الدم في العضو التناسلي الذكري مهم جدًا في عملية الانتصاب، لكن هذا الانتشار لا يجري بشكل طبيعي في حالة انعدام الوزن. يقول رائد الفضاء جون ميليس إن الانتصاب عملية صعبة جدًا في مرحلة انعدام الوزن، لأن الدم يتجمع في رأس العضو التناسلي فقط، ولا ينتشر جيدًا في جذعه.

الأمر نفسه ينطبق على رائدات الفضاء أيضًا، لأن الدم لا يصل إلى المهبل. كما لا تصل السوائل إلى المهبل أيضًا، ويبقى العضو التناسلي الأنثوي جافًا. يجري بالطبع فرز السوائل في العضو التناسلي، إلا أن هذه السوائل تتجمع قرب منبعها بسبب انعدام الجاذبية.

هذا ما يحصل عند الجنسين، حين يعمل رواد الفضاء ويعرقون، فالعرق ينتشر على الجسم، ويلتصق به، ولا يسقط إلى الأرض، وهذه حالة مزعجة جدًا.

 

أوضاع صعبة

تسبب حالة انعدام الوزن الطيران والتشقلب بلا توقف، وعجز الرجل والمرأة عن اتخاذ الوضع الملائم لممارسة العملية الجنسية يجعل من العملية الجنسية عملية شبه مستحيلة.

يقول الرائد جون ميليس إن أوضاعًا غريبة، مثل أوضاع "كاماسوترا"، متعذرة أيضًا. يضيف إن أية عملية دفع أو سحب ضئيلة في حالة انعدام ترسل الشخص الآخر أمتارًا بعيدة. وهذا يجعل عملية دفع وتجاذب بين شخصين شبه مستحيلة.

فضلًا عن ذلك، المراحيض هي المكان المغلق الوحيد في مركبات الفضاء، لكنه ليس ملائمًا لممارسة الجنس أبدًا. فعملية التغوط معقدة في حد ذاتها، وتعتمد على ربط رائد الفضاء بإحكام على المرحاض كي لا يرتفع الغائط إلى الأعلى في المركبة الفضائية. لا يتمكن رائد الفضاء من استخدام هذا المرحاض بالشكل الصحيح في الفضاء إلا بعد تدريبات أرضية طويلة ومتعبة.

عملية النوم نفسها معقدة. يستخدم رواد الفضاء أكياس نوم يدخلون فيها، ثم يربطون أنفسهم بأسرة مثبتة بالجدران كي لا يطيروا في أثناء نومهم. كما إن رائد الفضاء مهدد بفقدان عضلاته بسبب قلة الحركة وحالة انعدام الوزن، ولا عملية جنسية ناجحة ممكنة بلا عضلات. لذلك، يمارس الرواد الرياضة على الدراجة الثابتة وغيرها من الآلات الرياضية كي يحافظوا على قواهم.

 

مساعدة صديق؟

بينما تبحث "ناسا" عن حل لمشكلة ممارسة الجنس في حالة انعدام الوزن، يشحذ رواد الفضاء أنفسهم الأفكار حول ذلك. يجد رائد الفضاء الألماني السابق أولريش هانز فالتر، أحد ألمانيين قادا فريق رواد الفضاء في مركبة كولومبيا 1993، الحل في ممارسة الجنس كالدلافين. فالدلفين يجامع أنثاه بدعم من دلفين ثالث يلعب دور المثبت. وهذه عملية جنس جماعية لا يرغب فيها رجل وامرأة يجمعهما الحب.

الإيطالية فانا بونتا عاشت مرة حالة انعدام الوزن، تتحدث عن بدلة فضاء ضيقة لاثنين مخصصة لممارسة الجنس في الفضاء.

إلى ذلك، يطرح البدء برحلات طويلة الأمد لغزو الفضاء، أو العيش على سطح كوكب آخر، السؤال الآتي: "هل الذكور قادرون في مرحلة انعدام الوزن، أو في الفضاء عمومًا، على منح حيوانات منوية طبيعية؟".

أجرت ناسا تجارب عدة في هذا الموضوع على ضفادع وزواحف أخرى، لكنها لم تجر تجارب على البشر. وهي تخصص الآن مشروع "ميكرو 11" في مركز كينيدي للبحث في تأثير الفضاء على الحيامن. وسيرسلون منى مجمدة إلى الفضاء، ليجري هناك تحفيزها كيميائيًا من أجل دراسة تأثير الفضاء عليها.

 

PUKmedia / عن ايلاف 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket