زهراء مبتورة الساق: عندما تقطعت قلوب الهندوس بخذلان الطب العراقي

لقاءات 05:18 PM - 2021-03-16
.

.

كم هو أمر صعب عندما يكون من ضمن جدولة أعمالك الصحفية لقاء مع هذا الكم الهائل من الوجع والآهات التي تكتنف صاحب اللقاء، لم يكن الأمر سهلاً عليَّ كإنسان يتغللني شعور بإنسانية مجردة من الماديات، لن يحتم عليّ أن أسيس هذا الحوار المليء بالقهر والانكسار لصالح نفسي ومهنتي. 

أنها قصة رصيدها الدموع التي لم تفارق عيني وأنا أطرح عليها السؤالات التي لم يتحملها قلبي. 

أنها قصة مكنونة بطعم المُرّ، أنها قصة تختزل في طيّاتها مصائر من اللوعة والعنفوان، وأي عنفوان؟!

زهراء بنت الكاظمية والبالغة من العمر 29 سنة الحاصلة على شهادة الماجستير في اللغة العربية وأمّ لطفلة تحمل من الجمال ما تتوق له الأنفس، لم تكن زهراء تلك الفتاة الجميلة والبريئة والمقبلة على حياة يملئها التفاؤل ويسودها التفكير بمستقبل يشع نجاحات وانتصارات أن تضع في حساباتها قدرا مثل هذا الذي تعيشه خصوصا أنها تعيش وسط مجتمع غالبيته يفتقد لأبسط مقومات الرحمة والشفقة، مجتمع لا يرحم من يسقط ولا يصفق لمن ينتصر في كفاح طويل وكبير، لكن تلك المرأة أسقطتهم جميعهم بصبرها وكفاحها وبقوتها الفائقة، أسقطتهم وكشفت أقنعتهم المزيفة وازدواجية تعاملهم، كل شيء كان لزهراء على ما يرام بيتها الصغير الذي يضم طفلتها المحبوبة جمانة وزوجها الكبير القلب عظيم النفس عدي الذي تحدثت عنه زهراء وكأنه ملاك يطير في سماء الحب والجمال 

لكن فجأة داهم السرطان جسد زهراء وهذا لم يكن في الحسبان، داهم السرطان قدم تلك الفتاة التي لم تطمح في حياتها سوى الحفاظ على بيتها وحب زوجها عدي لها، لكن المفاجأة الكبرى أن عدي قد صدم توقعات زهراء بحب أعظم وأكبر مما كانت عليه يا له من رجل!!. هل بالفعل هناك رجال مثل عدي؟!

 

* زهراء المرأة الحديدية كما هي في قصتها لكن من تكون؟

زهراء جواد عبد الكاظم، ابلغ من العمر 29 عاما، ولادتي بغداد /الكاظمية، تحصيلي الدراسي / ماجستير اللغة العربية، عنوان رسالتي (شرح ألفية أبن مالك بين السيوطي والمكناسي دراسة موازنة) ، تخرجت من الجامعة المستنصرية، عملي الان مدرسة في تربية الكرخ الثالثة، هواياتي كثيرة اهمها القراءة.

 

 * رأيناك إمرأة قوية تتحدى المرض بكل عنفوان هل الاحساس الخارجي لديك نفسه ما تشعرين به في اعماق روحك حدثينا قليلا؟

 في بداية الأمر عندما بترت ساقي أصبحت انطوائية اخجل عند خروجي وجلوسي على كرسي متحرك بساق واحدة لم يكن هناك قوة ولا ثقة لمواجهة تلك التساؤلات والنظرات الفاحصة ....

اما الان فقد تغير ذلك الشعور والاحساس تماما ما أشعر به داخليا هو ذاته الشعور الخارجي ...

قررت مواجهة ذلك الجسد المبتور بداخلي... لم يعد هناك خجل من جلوسي على ذلك الكرسي الحديدي ... وتحدي الضعف الذي استولى عليّ .. اصبحت اقوى بكثير عما كنت عليه سابقا.

 

* من خلال روي قصتك رأيناك انك مررت بقصص وحكايات مع الاطباء هل بالفعل مهنة الطب مهنة إنسانية أم تنظير لا أكثر، هل خذلك عالم الطب؟

 نعم تبقى مهنة الطب انسانية ومقدسة لكن لا تتوفر هذه الخصيصة بنظري عند جميعهم ....

دائما مايحتاج مريض السرطان (الأمل- الاطاقة الايجابية) ليتغلب على مرضه اتذكر احدهم قال: هذه الساق لم تعد تنفع ...وقال ان فلان لم يرفع من الورم إلا القليل عمليته فاشلة .... ويجب بتر الساق في اسرع وقت ....

نعم انه مرض خبيث ولا تهاون فيه ولا مجاملة ...

لكن بإمكان الطبيب ان يخبر احد افراد العائلة ...

نعم خذلني عالم الطب بالعراق، خذلني الطبيب واجهزة الفحص ايضا بل حتى الاشعاع حرق ساقي لا اكثر .. بل هم انفسهم الاطباء لا يعترفون ببعض الاجهزة الطبية هذا ما قاله لي الطبيب الفلاني... عن الجهاز الفلاني  وبالفعل ذهب للهند ووجدت العكس .... ووجدت الانسانية هناك ايضا وسمعت الكثير من مرضى السرطان في مشفى الامل ومدينة الطب قالوا بالحرف زهراء هنا يلعبون بيج لعب انفذي بروحج الكثير من الأخطاء حدثت قالت لي احداهن قالوا الورم ينتشر في رأسك ارعبوني ذهبت لدولة اخرى ....أي ورم ! شيء بسيط وعالجته.

 

*  لقد رأينا كيف أنك تمارسين حياتك اليومية بساق واحدة، هل هذآ الامر يزعجك في ممارسة الظروف  أو يتعبك وهو يؤثر على سياق الحياة الزوجية كيف تعيشين اليوم؟

معاناة الطرف الصناعي عديدة تزداد بالصيف عن الشتاء لكن يعتمد ذلك على قوة الجسد والوزن والعضلات ..... ومدى ملائمة وزن الطرف للشخص .. نوع البتر فوق الركبة او تحتها،  انا بتري فوق الركبة الطرف الايسر ... اكيد صاحب البتر الثنائي يتمنى نوع بتري وصاحب البتر الحوضي ايضا ..

وانا اتمنى لو بتر ساقي يكون تحت الركبة .. 

هناك كرسي متحرك في البيت عند التعب استعين به ...

نعم بالتأكيد يؤثر على سير اعمالي ..فلا استطع حمل الاشياء ذا وزن ثقيل ...

لكني اقوم بكافة الأعمال المنزلية مع الاستعانة ب عدي عند الحاجة ...

والحمد لله انا لها بعضهم يقول لي ماشاء الله كأنما انت بساقين لا بواحدة

 

*  انت وزوجك مستقلين في بيت خاص لكم؟ ومن يقوم بمهام المنزل، هل لديك اطفال؟

 نعم لدينا بيت خاص، انا من اقوم بمهام المنزل مع الاستعانة ب عدي بحمل وعمل الاشياء والاعمال الثقيلة ..

لدي ملكة واحدة (جمانة) قوتي مع عدي، "بس هي مرات كلاص مي متقبل اجيب تكولي عندج طرف وكرسي وروحي". 

 

*  هل تقرأين، ماهو برنامجك اليومي في ظل ظرفك الخاص؟

 احب اقرأ كتب عن التنمية البشرية كتب اجتماعية لعلي الوردي كتب التنمية البشرية اقرأها دائما لاجانب اي تكون مترجمة.

 

 *كيف يتعامل معك زوجك عدي وأنتِ في ظرفك الخاص هذا؟

 ما اعرف اذا كنت ستصدقني او لا، لم تحدث اي مشكلة بيني وبين عدي اطلاقا منذ زواجي وإلى الآن عدي ولا يوم خطأ في حقي او قال لي اي كلام يجرح بل كان المضمد لجراحي لم يرفع يده بتاتا يشهد الله.

 والله سبحانه بعث القوة والعزيمة لي ب عدي ...

انا ب عدي اكتمل حقيقة هو عكازي وساقي المفقودة عليه اتكأ واستند ...

سألته قبل قليل قلت له اما زلت تحبني :- بكل تأكيد واكثر 

عدي من اشتدت عليه المصيبة ضاع حقيقة لا يعلم اين يلتجأ لينقذني رأيت دموعه وحرقة قلبه عليه، حقيقة لم اشاهدها عند والدي والله ....

ذكرت دور عدي لان لي كذا صديقة تطلقت بسبب مرض السرطان منهن من استأصلت ثداها او رحمها واصبحت لا تنجب.

 

*  كيف كانت رحلتك الى الهند؟ 

الرحمة عند الهندوس لا وجود لها هنا اطلاقا رأيت قلوبهم تحترق عليّ ينصدمون عندما يعلمون انا المصابة وانه لا حل غير البتر رأيتهم يبكون ويأدون صلاتهم قبل عملية البتر لانهم قالو سنعيد زراعة الورم عسى ولعل يكن ايجابي. 

هم انفسهم الهنود قالوا لا نثق بنتائج وتقارير العراق لذلك تم اعادة وعمل جميع الفحوصات.

 

PUKmedia/ محمد تحسين الحياني

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket