هل يُحرج المسنّ الأميركي ترامب بالتّصالح مع الفصائل الشيعية.. أهلُ الحقّ ترد

تقاریر‌‌ 03:22 PM - 2021-01-26
.

.

فتح وصول الرئيس الأميركي جو بايدن شهية الآراء المتشابهة والمتناقضة حول مستقبل الصراع الدائر بين الفصائل المسلحة مع القوات الأميركية على الأرض العراقية، واحتمالية أن يدخل الإثنان بمرحلة جديدة تعاكس السابقة في شدّتها أو حدّتها على الأقل، بعد أن أوصل ترامب علاقتهما إلى بر غير آمن، وما هي إمكانية أو موقف الرئيس الجديد من هذا الصّراع، وكيف سيتعامل معه برفقة فريقه الجديد؟. 

 

إتصالٌ جديد وعدم التفاؤل

المعلومات الواردة من واشنطن تشير إلى إجراء إتصالٍ من إدارة بايدن مع طهران لإسترجاع المعاهدة النووية إلى الواجهة، إلا أنّ ما قد يُصدم الرئيس الجديد هو التطوّر الأخير في المنطقة، أبرزها التّصالح الخليجي وتطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل- حسب المحلل السياسي إنتفاض قنبر- ويضيف: مقتل سليماني والمهندس أضعف إيران وإمكانياتها وقدراتها في المنطقة لاسيما فيما يتعلّق بإبتزاز المنطقة ومبادرات الإرهاب.

 

يُعزّز قنبر -ذات الخلفية الأميركية المتشدّدة- توقعه بذهاب بايدن بإتجاه التخفيف مع إيران والتواصل مع الجهات النافذة فيها لعقد معاهدة جديدة ان تشكيلته الحكوميّة متكوّنة من الأشخاص الذين كانوا في الجيش المشارك في التصالح مع طهران بعهد الرئيس الأسبق باراك أوباما. جازماً عدم سهولة المهمّة بالنّسبة لبايدن مع اختلاف موازين القوى والأحداث في المنطقة لاسيما بعد أن أوصل ترامب العلاقة بين الطرفين الى نفقٍ مسدود.

 

تاريخ بايدن يُشير إلى أنّه ليس من حمائم أو متعطشاً للسلام بل هو من صقور الحزب الديمقراطي الأميركي، وشارك بالتّصويت على قانون ما يسمى بـ"تحرير العراق" سنة 1998 والحرب عليه في 2003 ودعمه مواقف مشابهة في مواطن كثيرة مثل إنشاء الأقاليم وهذا ما يؤكده قنبر الذي يختلف تماماً مع ما صوّره الإعلام بأنّه شخصٌ ضعيف. لكنّهُ يراهُ أيضاً أنّه سياسي محلّي يهتم بالسياسات المحلّية الداخلية وبما يحصل في واشنطن، ولا ينفي في نفس الوقت أن يكون لتغيّر العُمر وفريق العمل تأثيرٌ على مجريات الأحداث.

 

لا يتفائل قنبر كثيراً بتغيير السياسة الأميركية مع الفصائل المسلحة بالعراق بوصول بايدن وهو من الجيل القديم الّذي يؤمن بالإدارة الفردية على عكس أوباما الذي تعاملت إدارته مع الميليشيات ضد تنظيم داعش الإرهابي إلا أن ترامب الذي عُرف أيضاً بالقيادة الفردية أكثر من الجماعية قطع التّصالح التامّ بين الطرفين بإقدامه على قتل سليماني والمهندس إضافةً إلى تراكم العقوبات الإقتصادية الأميركية الشديدة التي أقهرت طهران وجعلت إقتصادها شبه منتهية.

 

التّصالح يضرّ العراق

وفي ردّه على سؤال لـPUKmedia فيما إذا كانت السياسة الخارجية الأميركية تتأثر بمجيء ورحيل الأشخاص وإلى أيّ مدى تخضع للمؤسسات الديمقراطية من عدمها، يؤكد قنبر أنّ تغيير الرئيس يُغيّر السياسة الخارجية لواشنطن وهو المخطط الأوّل لهذه السياسة والمُنفذ والمدير لها وليس كما يتصوّر البعض أنها تعود لوزير الخارجية أو الأمن القومي.

ويرى قنبر الذي يتهم النظام الإيراني بالوقوف وراء خراب العراق وسرقة ثرواته أنّ تحسّن العلاقة بين واشنطن وطهران لايخدم العراقيين عموماً.

 

 

وبالإنتقال إلى الجانب الآخر، يبدو أنّ جراح الفصائل المسلحة الموالية لإيران تزدادُ عمقاً يومٌ بعد آخر متأثرةً بإغتيال سليماني والمهندس بقصف جويٍ أميركي مطلع عام 2020 وهذا ما يدفعها إلى عدم الصفح عن واشنطن ما لم تأخذ لهما بالثأر. ويقول الشيخ سعد السعدي وهو من أبرز قيادات عصائب أهل الحق التي يتزعمها رجل الدين الشيعي قيس الخزعلي أن موقفهم لن يتغيّر برحيل ترامب أو مجيء بايدن، فأميركا ستبقى "عدوةٌ لنا". على حدّ قوله.

 

اعتادت أميركا أن تخترق السيادة العراقية وأن لا تبدي اهتماماً للدم العراقي، فالكثير من أبطال الحشد وقعوا قتلى لصواريخ الطيران الأميركي، فكيف يمكن للفصائل أن تفتح صفحة جديدة معها. هكذا يقول السعدي لـPUKmedia. ويضيف: موقفنا لن يتغيّر بشأن التواجد الأجنبي على الأراضي العراقية وتحديداً القوات الأميركية، وسنستمر بالمطالبة على خروجها تنفيذاً لقرار مجلس النواب العراقي والمطالب الشعبية والجماهيرية.

 

PUKmedia/ صلاح حسن بابان

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket