منى منصور: العبرة بالعمل الجيد فهو الذي يفرض نفسه

لقاءات 11:28 PM - 2021-01-23
منى منصور: العبرة بالعمل الجيد فهو الذي يفرض نفسه

منى منصور: العبرة بالعمل الجيد فهو الذي يفرض نفسه

منى منصور روائية وقاصة مصرية، بدأت بكتابة الرواية والقصة منذ نعومة أظافرها ومازالت مستمرة لحد الآن فهي عضو في أتحاد كتاب مصر وأيضا في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، لها مجموعة من الأصدارات الأدبية منها رواية (حلم أبي وتابوت الماء) وأيضا (آخر ما تبقى لي ودموع قطر الندى) مجموعة قصصية، حازت على المركز الأول في مسابقة القصة لأتحاد كتاب الأسكندرية.

PUKmedia أجرى حوارا مع الروائية منى منصور لتتحدث عن بداياتها ومسيرتها في عالم الرواية والادب.

 

PUKmedia: كيف كانت البداية ومن وقف بجانبك مشجعا؟ وما تأثير ذلك على حياتك الأدبية؟

منى منصور: شأن بعض الأدباء كانت البداية في ساحة مولانا الشعر عشقي الأول ، ثم تبلور اتجاهي الأدبي نحو عالم السرد بداية بالقصة القصيرة ، وكان أول من شجعني عبدالله هاشم مؤسس ندوة الأثنين الأدبية بالإسكندرية ، وكان بالطبع له تأثير إيجابي على مشروعي الأدبي بصدور باكورة أعمالي وهي مجموعة قصصية بعنوان (آخر ماتبقى لي )الصادرة ضمن اصدارات ندوة الأثنين.

 

PUKmedia: انت قاصة وروائية في آن واحد اي من هذه الصفات تحب ان تكون الأولى حين التعريف بك؟

منى منصور: القصة كانت بداية لي ولكن الرواية أصبحت متنفسي لذا فأن صفة الروائية اصبحت تفرض نفسها وتتقدم على صفتي الأدبية.

 

PUKmedia: ما هي مشاكل المبدع العربي؟ وما الذي يؤدي إلى عرقلة العملية الإبداعية والتأثير السلبي عليها؟

منى منصور: مشاكل المبدع العربي هناك شقين يمكن تناوله على النحو التالي:

محمل شخصي: قد يكون الخوف من النقد خاصة بالنسبة للمرأة المبدعة فالخطاب الذكوري والثقافة الأبوية يكون لهما دور حاكم في تناول اطروحة السرد أو في اختيار تقنية التناول (خاصة في كتابة السيرة ذاتية)،  وعلى المستوى الأكثر شمولية هناك مشكلة النشر والتعامل مع شروط دور النشر المجحفة ، هذا بالطبع له تأثير سلبي على نفسية المبدع ويعرقل العملية الإبداعية، رغم توافر دور نشر تتبع وارة الثقافة لكن الكثير منها يستغرق وقتا طويلا كي يظهر العمل إلى النور.

 

PUKmedia: كتبت القصة القصيرة والقصيرة جدا والبحث والنقد الأدبي، أي من هذه الفنون اكثر قربا منك؟واقرب إلى تمثيلك ولماذا ؟

منى منصور: لكل فن من هذه الفنون مساحة في ذاتي وان اختلفت في اولوياتها ، القصة القصيرة تستوعب فكرة ملحة تفرض ذاتها لتتبلور في هذا الجنس الأدبي ، بحيث يمكنني اختزالها وتكثيفها وطرحها بما يتماشى مع تكنيك القصة القصيرة وكذلك الحال مع القصة القصيرة جدا (مع الاحتفاظ بخصائصها أيضا) أما الرواية فالامر يختلف كثيرا فهي قد تتناول قضية تؤرقني تحتاج لسرد اكثر اسهابا ولا طريق لتصويرها بشكل آخر ، قد تكون تتناول جزءا من التاريخ كروايتي تابوت الماء، أو قضية إجتماعية لها ابعاد يتعذر طرحها بإيجاز فلا يعول على مردودها ولذا تكون الرواية هي الأختيار الأمثل والوحيد المتاح أما النقد فهو ادب مواز للإبداع ، يحتاج لنظرة فاحصة تتطلب الرجوع لاساسيات ومنهج ما يتم تناوله حاليا أجد اقرب تلك الفنون لنفسي هي الرواية والنقد الأدبي ربما الرواية لاني اجد بداخلي ما اريد البوح به، تتسع له امكانيات الرواية، أما النقد فقد استهواني كمجال للبحث والدراسة.

 

PUKmedia: ما هي الأسماء التي اضاءت مخيلتك وتأثرت بها ومازلتي تقرأين لها إلى اليوم؟

منى منصور: الاسماء التي فرضت نفسها أولها صديقي يوسف السباعي من جعل روحي تحلق في سماء الكتابة منذ نعومة اظفاري بل من اجله احترفتها ، وبالطبع اهديته إحدى روايتي وان لم تزل تحت الطبع، محمد عبدالحليم عبدالله ، نجيب محفوظ ، مكسيم جوركي ، محمد الغربي عمران هو من جعلني اعشق الكتابة عن التاريخ حين استشعرت انها رسالة سامية للأديب ان يحفر تاريخ بلاده في اذهان القراء ممن لا يعرفون هذا التاريخ، خطوت خطوة آولى في هذا المضمار وكتبت روايتي (تابوت الماء) وإن شاء الله سأكمل هذا الطريق بكل إصرار. 

 

PUKmedia: ما هي الشروط التي يجب ان تتوافر في العمل الأدبي كي تقدم على ترجمته إلى لغة أخرى؟هل لعامل الصداقة ام الاعجاب بالعمل وفنيته أم توافر العاملين معا؟

منى منصور: كي اترجم العمل يجب ان يكون له فكر بناء وان يكون مصدر إمتاع سواء في طريقة طرحه، اللغة جيدة ، توافر الحبكة اللازمة ، بعيدا عن التسطح والتقعر، مستوف كل الشروط الفنية كي يكون نموذجا مشرفا للأدب المصري، بطبيعة الحال اذا توافر عمل جيد للصديق سيكون هو اختيار اول ، فالعبرة بالعمل الجيد الذي يفرض نفسه ، فعدد كبير من الأعمال الأدبية التي قمت بعمل دراسة نقدية لها لم اكن على معرفة شخصية. بأصحابها قبلا ، العمل هو من يتكلم عن نفسه وجودته هي من تفرض ذاتها.

 

PUKmedia: ماذا يعني الالتزام الأدبي لديك؟وهل يشكل ذلك اعتداء على القيمة الفنية؟

منى منصور: الالتزام الأدبي تعبير متشعب المعان، فهناك التزام الأديب نحو فلسفته كذلك يجب ان يكون محايدا لا يضلل القارئ، وهناك ايضا التزام نحو جنس العمل الأدبي الذي هو بصدده والحفاظ على تقنيته المتعارف عليها، رغم ان نظريات الحداثة (وما بعدها) نادت بتحرر الكاتب من الكثير من هذه التقنيات، وهناك ايضا التزام نحو الواقع، أو الوقوع في جمالية اللغة (الشعرية والشاعرية) ايضا اللجوء للفانتازيا والتحرر من سطوة الواقع إشكالية كبيرة ولكن في جميع الأحوال يجب ان يكون العمل الأدبي مصدر إمتاع للقارئ.

 

PUKmedia: هل تفكرين بالقارئ اثناء كتابتك وأي نوع من القراء يشغلك؟

منى منصور: القارئ هو اول اهتماماتي حين اكتب فالكاتب لا يكتب لنفسه فهو صاحب رسالة قبل أي شئ  وان كنت بالطبع اكتب ذاتي وتوجهاتي التي اومن بها ولكن ما يخص القارئ فيما اكتبه ان اكتب فكري بلغة تبعد عن اللغة المهجورة وايضا اللغة الركيكة فتكون لغتي اصيلة تثرى لغة القارئ وتمنحه متع التلقي ايضا لا استطيع ان اضع نمطا واحدا للقارئ الذي يستطيع قراءة اعمالي فالطبيعي ان اسعى ليكون كتابي متاحا للجميع في فهمه ولغته وان تباين فكر القارئ وتذوقه للعمل.

 

PUKmedia: نلاحظ ان الناس قد تخلوا عن الكتاب الآن وفي العقود القليلة الماضية، ما هي الأسباب برايك عن هذا التخلي؟

منى منصور: الناس تخلت عن الكتاب وهذه حقيقة لا يمكن انكارها فالعولمة وتقنيات التكنولوجيا جعلت المعلومة متاحة بلا ادنى مجهود فضاعت متعة القراءة، ولكن من اعتاد على رفقة الكتاب لن يعوضه عن تلك المعلومة المرسلة في كبسولة مؤقتة التأثير والمردود.

 

PUKmedia / حاورها: عمر اواره

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket