الشاعرة نبال أحمد: معاكسة الشيء القديم بالحديث

ادب و فن 10:34 PM - 2021-01-19

الشاعرة نبال أحمد ديبة شاعرة سورية من مواليد 1958 محافظة اللاذقية، دخلت عالم الشعر منذ نعومة أظافرها ومازالت مستمرة في تقديم الأجمل والأحسن لعشاق الشعر والأدب، تكتب الشعر بكافة أشكاله القديم الموزون والحديث النثري، لها العديد من القصائد والمقالات الأدبية المنشورة في الصحف والمجلات والمواقع الألكترونية العربية، التقينا بها وكان هذا الحوار:

 

_ أريد أن أسألك عن البدايات أو المكونات الأساسية التي حدت بك إلى الإبداع الأدبي عامة ...؟

* كنت أركن إلى زاويتي المفضلة في بيتي  أمسك دفتري بيدي. تستفزني محبرتي ،وترتفع حرارة قلمي يدعوني لأن أكتب أي شيء يجول بخاطري .عندما كنت صغيرة في السن كنت أطالع  كثيرا" أقرأ ماتقع عليه عيني من كتب ومجلات وصحف كبرتُ وكَبُرتْ أحلامي معي وبت أكتب خربشات على اوراقي ومن ثم ألملمها  ثانية واحفظها في دفتري . ومن ثم بُت اطالع كتبا" لكتاب كبار كنجيب محفوظ ، ويوسف السباعي ، وميخائيل نعيمة ، ومي ذيادة، وجبران خليل جبران  وأخيرا" لنزار قباني شاعر المرأة والحب .نعم بت أكتب بعض الهمسات الدافئة  وبعض القصص الصغيرة ،  ومن ثم بدأت اكتب بعض الخواطر والقصائد الصغيرة.الى ان كبرت  وبدأت موهبتي تظهر وبت اتعلم كتابة اشياء اكبر وأجمل   وكان ذلك بفضل مساعدة  بعض الأصدقاء لي .وبت انشر بعض حروفي من خلال صفحتي بعد أن ظهر الفيس .فلاقت حروفي ترحيبا" وإعجاباً من قبل بعض الصحف والمجلات  كالفيصل الدولية والدستور العراقي الجديد  ومجلة فن الفنون  ومجلة كفرية  وبعض الملتقيات التي اشارك بالنشر فيها وهي كثيرة وهنا بالمناسبة اشكر  صحيفة الدستور العراقي الجديد والدكتور الكاظمي رئيس تحرير الجريدة والدكتورة الراقية شهلاء الكاظمي على النشر الجميل والدعم المتواصل .كما اشكر الاستاذ الكبير لخضر خلفاوي لدعمه نصوصي ونشرها بشكل متواصل في صحيفة الفيصل الدولية

_ما مدى التطور والتحولات التي طرأت على بناء القصيدة العربية الجديدة ؟

* كان النصف الثاني من القرن التاسع عشر إيذانا"بظهور تيارات فكرية، ومذاهب أدبية، تعددت مشاربها، وتنوعت مشاريعها الفكرية .تباينت بذلك أشكالها التعبيرية ، وصياغاتها الفنية  وفق أسس شعرية. رأي فيها : القدرة على حمل تجارب العصر الجديدة التي لا تقوى الأشكال الجديدة على حملها ، مما أدى ببعض الشعراء إلى الإعلان عن ضرورة استحداث أشكال جديدة .

_هل انت متفائلة بواقع الشعر العربي المعاصر ..؟

* نعم الشعر العربي المعاصر يتطور بشكل كبير بسبب الإنتشار الهائل على وسائل التواصل الإجتماعي .ومن هنا أصبح من الضرورة على الشاعر المعاصر  ، أن يجدد في طرق صياغة تعبيره ، وفكرته الفنية تماشياً مع مستجدات العصر .فكان التمرد والتحرر من القيود  والأشكال القديمة هما أول مداخل العهد الجديد في التطور.

_كيف ترين واقع النقد عندنا، والموجه إلى أعمالك الشعرية خاصة .؟

* هنا يكون أو يقف على التفكير النقدي للناقد وحول ما صورة ونقده ومضمونه كبقية صياغة نقده ومبتغاه ، والجواب الذي يريد أن يصل إليه حسب وجهة نظر الكاتب  وفكره ، وهو يأتي استجابة لتساؤلات طرحها الناقد  .وهو موضوع يتعلق ببروز سلبية الكتابة والصياغة ، وماذا يهدف  ويريد ؟وكيفية قراءة الرسالة الموجهة إلى المتلقي في كيفية فهمها خاصة إذا كانت تحمل رموزاً أو غير مفهومة  من خلال ما قدمه من أعمال أدبية وفكرية  للمجتمع .فهنا يكون حسب ما قرأ وفهم  .فالنقد : هو إما نقد ناقد مضطرب الأدوات ، أو مقصود يحمل صورة التشويه  للمقابل ، او فعلا" هناك شيء يستحق التعقيب عليه .وهذا النوع تعوزه الرؤية الجادة والعميقة. وإما هو نقد تلفيقي مساوم لا يصدر عن موقف  وتعوزه خاصية الأمانة  والشجاعةالفكرية واحياناً يكون هكذا نقد صادر عن رؤية غير مكتملة الفهم ، او هناك كَسل ذهني .فأنا شخصيا"لم يصادفني هكذا نوع في حياتي ، وحتى  وإن كان فاتقبل ذلك بروح رياضية إن كان هناك استحقاق لهذا التوجيه أو ..النقد .فأجيب بتوضيح الفكرة والمغزى .وهذه عملية حرة ديمقراطية في التواصل وعملية نقاشية بحتة .وبشكل عام للأسف وفي هذه الأيام هناك الكثير من المجاملات في عالم الفيس بوك .

_ماهي أصعب قصيدة واجهتك في عالمك الشعري ..؟

* لم يكن هناك صعوبة واجهتني كحالة خاصة  ولله الحمد ولكن بشكل عام  أنا اتأنى كثيراً عندما أكتب قصيدة للوطن .

فالقصيدة الوطنية تشعرني بالمسؤولية فيجب ان تنتقى الحروف بدقة  وبإحساس عالي شفاف  ومشاعر جياشة فياضة .

وإنتقاء حروف وكلمات تليق بهذا الوطن الذي نعيش فيه ونأكل من خيراته .وهنا لابد أن اوجه تحية ومحبة لوطني الغالي سوريا.

_كيف تُشكل القصيدة لديكِ ...انفعال، عزلة، إنكسار، أم لحظات صفاء ..؟

* الحقيقة كل هذه الامور واجبة  ومن وجهة نظري شخصيا .فالقصائد تكتب بكل الأوقات . في السلم والحرب. وهذه مانطلق عليها بالقصائد الحماسية بحالة الحرب أو النكسات التي تواجهنا كأفراد عامة الشعوب. فالكاتب أو الشاعر والرسام وكل أديب ومفكر يكتب بما تستفزه  مشاعره وأحاسيسه ، والرسام كذلك يرسم بما تجسد الطبيعة للخالق كجمالها الاخاذ او رسومه شخصيات تشكل له انعطاف في حياته الفنية  او تجسيد لحاله .كذلك هو كاتب القصيدة يكتب بكل صورها .كأن تكون للوطن ....وللحبيبة  ولكل شيء فليس للكتابة وقت أو حالة معينة .المهم هناك نتاج فكري أدبي يأتي  صورة كان وكُتب .فالحياة تلعب دورا" هاما"  والمجتمع كذلك ليعطي لنا هذه الصورة الجميلة .

_ ماهي الخصائص الفنية لأسلوب الشاعر ...؟

* لكل شاعر وجهة نظر بما ينتج من نتاجات فكرية وأدبية مقدمة لنا كمجتمع نتداول هذه الأعمال .فالجميع يعمل بوجهة نظره الخاصة والرؤية التي يعيشها ، وماهي الإختيارات التي ستشكل له خاصية للعمل عليها .وهي اختيار الالفاظ والتعابير بألوان زاهية  وبديعة  دون الإهمال من المعنى .وهناك مميزات عدة منها التألق في الأسلوب بلاغةً ومعجماً .و اعتماد الإقتباس والتضمين بكثرة الإشباع أو تشبعه بالثقافة العربية الإسلامية وتاريخه الحافل. وتوظيف الصور البيانية  والمحسنات الجميلة له أسلوبه أو مدرسته .و الوحدة والموضوعية فلكل كاتب نهج خاص به يعمل عليه أو حسب مدرسته الفكرية التي يتطلع إليها .ومنها أسلوب ابن خلدون والبويصري. اعتمد فيها على الرقي والدقة ...والجمال في الأعمال والسرديات كافة  .

_ ما رأيك بحال الساحة اليوم  .؟وهل الشعر الحقيقي هو السائد فيها ..؟

* الساحة اليوم تعج بالكتاب والشعراء ، وهذا شيء طبيعي مع هامش واسع من حرية الكتابة على الفيس بوك. وهذا إيجابيا" من ناحية  وسلبيا" من ناحية أخرى  مما جعل الحابل يختلط بالنابل ، ولكن مع الايام لن يبقى إلا الشعر الحقيقي .

_ماذا تقولين عن شعراء يمدحون في كل زمان ومكان؟ 

* نعم هناك العديد من الشعراء ممن يكتب بضمير حي يُجسد فيه وجهة نظره للشيء عن نية صافية .وفي العموم هناك في الشعر قديماً .المدح والذم والهجاء والرثاء .وكان سائداً في العصور الإسلامية شاعر يهجو ، وشاعر يرثي ، وشاعر يمدح ، وشاعر يجسد الحقيقة ويصور لنا البطولات التاريخية ، ويمدح ويمجد بسيف الدولة .وفي عصرنا الحالي هناك من هذه الصور في العمل الفكري والأدبي .ولكن على الفيس للأسف هناك الكثير من المجاملات  في هذا الامر .

_نسمع الكثير عن الحداثة فما هو مفهومك عنها .؟

* الحداثة هي تحديث وتجديد  ماهو قديم وهو مصطلح يبرز في المجال الثقافي والفكري التاريخي ليدل على مرحلة التطور التي طُبقت في اوربا بشكل خاص في مرحلة القصيدة الحديثة بشكل مبسط  .وعلى مر التاريخ هناك عدة عصور مررنا بها  كانت اتسمت بها الحداثة منها ماقبل التاريخ - التاريخ القديم - العصور الوسطى- العصر الحديث - والعصر مابعد الحديث .فالحداثة : معاكسة الشيء القديم بالشيء الحديث ، والذي يعطي صورة جديدة عن الشيء القديم ، وهي الإنتقال من حالة إلى أخرى  نحو الأحسن ، وارتبطت بالتطور العلمي  والفكري بكل صوره وعلومه .وقد بدات مع شعراء القرن الماضي كنازك الملائكة وأخرين  وتعني الخروج عن المألوف والقواعد التي حددها الاقدمون للشعرمن صدر وعجز وروي وقافية .وهناك صور لها عدة خصائص  منها .ساهمت في تطور العديد من المجالات الأقتصادية والصناعية .و ظهور التكنولوجيا الحديثة المتطورة في شتى المجالات في الحياة وساعدت على توفير الوقت  واختزاله عن طريق المكننة الجديدة لكل وسائلهما وحتى في وسائل الإتصالات والتطور الذي حدث فيها .و تغيرفي الأفكار السائدة عند الناس وإعتبار الأمور التراثية هي أشياء قديمة أصبحت من الماضي بغض النظر عما تحمله من جمالية حسية غيرت من الصورة النمطية للمجتمعات  وتطور المؤسسات العلمية  في استخدام مناهج متطورة في العلوم كافةً .

_ كلمة أخيرة؟

* تشرفت بكم في هذه المقابلة. اتمنى أن اكون خفيفة الظل عليكم واشكر كم على هذا اللقاء الرائع. واشكر كل  الأصدقاء الذين سيتابعونه.

 

 

 

PUKmedia عمر آواره