30 عاما على عاصفة الصحراء.. حرب كلعبة فيديو

تقاریر‌‌ 04:36 PM - 2021-01-17
30 عاما على عاصفة الصحراء.. حرب كلعبة فيديو

30 عاما على عاصفة الصحراء.. حرب كلعبة فيديو

مثل هذا اليوم قبل  قبل  30 عاما  تشكل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لاخراج العراق من الكويت بعد ضمها في 2 آب 1990.

اطلق على الحرب التي كانت تشبه لعبة فيديو شاهد تفاصيلها العالم، عدة اسماء، عمليات تحرير الكويت، عاصفة الصحراء او حرب الخليج الثانية وايضا تمييزا لها عن حرب العراق وإيران التي كانت قد انتهت قبل سنتين من وقوع الغزو.

كان العقل المخطط للعمليات آنذاك الجنرال "كولن باول" الذي اعتمد مبدأً قتاليا بات يعرف بمبدأ كولن باول ، حيث وظّف الطيران والصواريخ بعيدة المدى لتجريد العراق من إمكاناته الاستراتيجية والقتالية على مدى 43 يوما بدأت في فجر السادس عشر من يناير كانون الثاني عام 1991، وأعقبها هجوم القوات البرية التي فاق عددها 500 ألف عسكري من ثلاثين دولة أنهت بسهولة الاحتلال العراقي للإمارة الغنية بالنفط وسميت بالحرب النظيفة.

كان الهجوم الجوي على نطاق غير مسبوق، شارك فيه جزء من القواعد الأميركية في السعودية وحاملات الطائرات المتمركزة في خليج عمان، إلا أن هذا العالم كان بالنسبة للمشاهدين حرب فيديو، يرون فيه مشهدا غير واقعي من النقاط الخضراء التي تنفجر على شاشة سوداء.

بدأت القصة قبل 5 أشهر من ذلك اليوم في الثاني من آب 1990 عندما غزا العراق دولة الكويت، على خلفية رفضها إلغاء ديون مستحقة عليه، ورفع أسعار النفط، متهما إياها بعدم احترام حصتها الإنتاجية.

حينها أدانت الأمم المتحدة الغزو، وبدأت بفرض حظر على العراق منذ السادس من آب، قبل أن يصوت مجلس الأمن في 29 تشرين الثاني على القرار رقم 678 الذي يشرع استخدام القوة ضد العراق، ويحدد مهلة تنتهي في 15 كانون الثاني 1991 عند منتصف الليل.

وقبل الواحدة من صباح يوم 17 كانون الثاني بقليل، بدأ الهجوم الجوي بقيادة الولايات المتحدة، وبذلك انطلقت عملية "درع الصحراء" الهادفة إلى حماية السعودية، قبل أن تتحول إلى "عاصفة الصحراء" بمشاركة ما يقرب من ألفي طائرة مقاتلة، كأكبر غارة جوية في التاريخ، وفقا لخبراء بريطانيين.

وأطلق من السفن الأميركية أكثر من 100 من صواريخ توماهوك التي تستخدم لأول مرة في الحرب، ونفذت 1300 طلعة جوية خلال 24 ساعة الأولى، كما كان مخططا، وتحرك جيش يضم أكثر من 900 ألف رجل، بينهم 540 ألف أميركي و15 ألف فرنسي، وذلك في مواجهة جيش قوامه نحو 500 ألف جندي و240 طائرة مقاتلة.

وفي غضون 42 يوما، وبعد 5 أسابيع من القصف الدقيق، بدأ هجوم بري، هُزم على إثره الجيش العراقي غير المنظم في غضون 4 أيام فقط، من 23 إلى 28 شباط، في معركة استمرت 100 ساعة فقط. 

 

آثار الغزو

أفادت تقارير اقتصادية عربية صدرت في عام 1992 بأن الخسائر المادية التي لحقت بالاقتصاد العربي نتيجة غزو العراق للكويت بلغت نحو 620 مليار، دون حساب الآثار البعيدة المدى. وتأتي الكويت والعراق في مقدمة المتضررين من ذلك الغزو الذي وجه المقبور صدام حسين "رسالة اعتذار" عنه إلى "الشعب في الكويت" يوم 7 كانون الأول 2002.

أ- خسائر الكويت: تسبب الغزو العراقي في خسائر بشرية ومادية فادحة للكويت، وحسب الأرقام الرسمية الكويتية فإن الغزو أدى إلى مقتل 570 شخصا ونحو 605 من "الأسرى والمفقودين"، وخلف خسائر وأضرارا هائلة تمثلت في إشعال 752 بئرا نفطية مما أنتج كوارث بيئية جسيمة وأوقف إنتاج النفط مدة طويلة.

وقالت "الهيئة العامة لتقدير التعويضات" بالكويت -في إحصائية لها عام 1995- إن الخسائر الثابتة للكويت من الغزو العراقي بلغت 92 مليار دولار، إضافة إلى تدمير البنية التحتية في البلاد والمؤسسات والمنشآت الحكومية ومصادرة وثائق الدولة وأرشيفها الوطني.

ب- خسائر العراق: تعرض العراق -خلال مدة الحرب البالغة 40 يوما- للقصف بأكثر من مائة ألف طن من المتفجرات، ما أدى إلى سقوط ما بين سبعين ومئة ألف قتيل في صفوف الجيش العراقي (مقابل 505 جنود من قوات التحالف، 472 منهم أميركيون)، وجرح قرابة 300 ألف جندي، وأسر ثلاثين ألفا آخرين.

وإضافة إلى ذلك خسر العراق من مقدراته العسكرية: أربعة آلاف دبابة، و3100 قطعة مدفعية، و240 طائرة (وأودع قبيل اندلاع الحرب 144 طائرة أمانة لدى إيران)، و1856 عربة لنقل القوات. وتم تدمير دفاعاته الجوية ومراكز اتصالاته وقواعد إطلاق صواريخه ومراكز أبحاثه العسكرية وسفنه الحربية في الخليج.

وجمّد مجلس الأمن الدولي مبالغ كبيرة من الأرصدة العراقية في البنوك العالمية لدفع التعويضات للمتضررين نتيجة الغزو (نحو مئة دولة ومنظمة دولية في مقدمتها الكويت) المقدرة بـ52 مليار دولار، وفرض اقتطاع نسبة 5% من عوائد بغداد النفطية لدفع هذه التعويضات.

لكن أشد آثار الحرب تدميرا للعراق تجلت في مضاعفات الحصار الذي فُرض عليه بمجموعة من قرارات استصدر مجلس الأمن الدولي (خاصة القرارات 661 و665 و670) التي حولت نظام العقوبات إلى حصار شامل وقاسٍ دام أكثر من 12 عاما نتيجة تعنت المقبور صدام  وانانيته المفرطة في دوام سلطته للابد.

 

 

PUKmedia عن وكالات

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket