دار المسنين في اربيل... دار لمن لا مأوى له

تقاریر‌‌ 01:05 PM - 2021-01-13
دار المسنين في اربيل... دار لمن لا مأوى له

دار المسنين في اربيل... دار لمن لا مأوى له

تُعَدّ فئة المُسِنّين جُزءاً لا يتجزّأ من مجتمعنا الإنسانيّ, تذكرنا هذه الفئة الكادحة بقول شهير  وهو (بالأمس كنت طبيبا واليوم عليل )، إذ إنّ تقدُّم الإنسان في السنّ أمر طبيعيّ،  بسبب مسيرة حياته المليئة بحلوّها ومرّها, ولهذه الفئة فضل كبير علينا جميعا, لكن بسبب متغييرات الزمن وانشغال الاولاد وركضهم وراء أمورهم الشخصية اصبحت هذه الشريحة من الماضي البعيد من أذهانهم.

PUKmedia زار مجمع المسنين في مدينة اربيل والتقى مدير الدار ،كامران توفيق الذي تحدث قائلا "أود ان اشير الى بداية تأسيس هذا الدار في عام 1979 , وأما في عام 2009 قررت حكومة الاقليم ان تضيف قسما آخر لهذا المجمع اي اصبح قسمين، القسم الاول للمسنين السالمين من الناحية الجسدية, واما القسم الثاني خصص للمسنين العجزة من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي عام 2011 تم تشييد هذه البناية لكي يتم دمج هذين القسمين معا.

وأضاف "يستطيع المجمع ان يستوعب حوالي (100) مقيم  في القسمين، وفئة العجزة هم بحاجة الى العناية والمتابعة المستمرة صحيا ونفسيا من قبل العاملين في المجمع, واما قسم المسنين السالمين اي يستطيعون ان يخدموا أنفسهم بانفسهم الى حد ما، وعادة عدد مقيمي هذا الدار غير ثابت اي يطرأ عليه تغييرات بسبب استقبال المسنين الجدد من كلا الجنسين واحيانا منهم من يعود الى كنف اسرته لانه ضل طريق بيته بسبب تقدمهم في العمر او اصابتهم بمرض الزهايمر.

وحول شروط قبول المسنين او المسنات في هذا الدار، قال مدير المجمع: في عام 2013 تم اجراء تعديل في  نظام قبول المسنين لانه يعود لسنة 1985 وكان بحاجة الى اجراء بعض التغييرات فيها حيث تم اضافة وحذف بعض الفقرات من النظام القديم , احدى الفقرات التي تم تعديلها وضع كلمة (دار المسنين) مكان كلمة (خانة) , لان نظام هذا الدار مطابقة مع نظام البيت الطبيعي , ويختلف مع نظم باقي دوائر الحكومة , ويوجد لدينا عدد من الباحثين الاجتماعيين يقومون باداء واجباتهم بشكل مرض مع المسنين والمسنات ,هدفنا هو خلق جو ايجابي ومريح لهم وكذلك يعملون من اجل بقائهم وتواصلهم مع اهاليهم , وعلى سبيل المثال سبق وان كان عندنا مسن بقي هنا لمدة ست سنوات حيث تمكننا من إعادته الى حضن اسرته من جديد , ونحن دائما نصنع جسرا للتواصل ما بين المقيمين واهلهم.

واضاف العدد الحالي هو (62) مقيما من كلا الجنسين, وسبب قلة هذا العدد في هذا العام  يعود لتفشي فايروس كورونا في كوردستان والعالم لم نستطع استقبال احد الا في حالات استثنائية للذين تركوا على الشوارع حيث كنا نقوم بالاجراءات اللازمة من الناحية الصحية ,  وثم ندخله الى الدار بعد ان نتاكد من سلامته من هذا الفايروس بحسب الفحوصات الطبية.

واشار الى ان الدار تستقبل المسنين من عمر 60 عاما فما فوق للرجال و 55 عاما وما فوق للنساء، وان يكون سليما من الامراض المعدية والنفسية الحادة.

وحول المشاكل التي تعيق عمل ادارة شؤون دار المسنين، قال مدير الدار "نحن كسائر دوائر الحكومة نتأثر بالازمة المالية الحالية , ولكن هذا لم يؤثر على تقديم خدماتنا لمقيمي دارنا وذلك استطعنا ان نتأقلم مع الوضع الراهن, لان الحكومة والوزارة تعلمان جيدا نحن دائرة خدمية نقدم الخدمات بشكل مستمر لهؤلاء المقيمين هنا, واشكر كافة العاملين في هذا الدار لاخلاصهم في عملهم والتزامهم الاخلاقي والانساني الى جانب التزامهم الوظيفي, لاننا فقط منذ ان ظهرت جائحة كورونا لم نستطع ان ننظم المحاضرات او المناسبات والاعياد للمسنين , والا فنحن وفرنا لهم كل وسائل الراحة والترفيه بالاضافة الى الخدمات الطبية التي تقدم لجميع المقيمين خاصة ممن لهم حالات مرضية معينة وتوجد لدينا كوادر طبية تعمل ليلا ونهارا من اجل ضمان صحتهم وحياتهم  لانهم هم اهلنا واحبابنا فكل واحد منهم نعتبرهم كنوز للمعرفة حيث ربوا اولادهم وبناتهم باحسن تربية لكن بعض  الظروف حكمت فيما بينهم ادت الى افتراقهم  عن بعضهم البعض, واستفدنا من نصائحهم وقصصهم الحلوة عن حياتهم التي عاشوها بين اهلهم , واستمر في حديثه لنا قائلا: نحن نشكر دائرة صحة اربيل وطواقمها الطبية لتواصلهم معنا ومعالجة المسنين والمسنات حيث كانت لدينا حالتين إصابة  بفايروس كورونا تم معالجتهما وعادا الى دارنا سالمين، وكذلك أود ان اشكر كافة الخيريين والمؤسسات التي تقدم لنا مساعدات واحتياجات الدار.

وحول دور الاعلام وقيامها بتثقيف المجتمع وخاصة الذين لا يخدمون ابائهم وامهاتهم ويتركوهم في الشوارع ؟ قال مدير الدار "بالطبع كان لوسائل الاعلام دور كبير جدا لتوعية المجتمع وحثهم على احترام حقوق والديهم , وكذلك قامت بتشجيع الخيرين بتقديم جميع انواع المساعدات الى مقيمي هذا الدار, ومن هنا اشكر كافة الوسائل الاعلام التي زارتنا واتمنى لهم كل الخير والموفقية.

 

PUKmedia / روند عبدالكريم / اربيل 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket