ولد في القدس واستشهد في بغداد

کوردستان 10:06 AM - 2020-05-16
اعضاء و قادة حكومة مهاباد

اعضاء و قادة حكومة مهاباد

أحد اقارب والدي كان يسكن في مدينة السليمانيه في كوردستان العراق. اخذوه إلى فلسطين في الحرب العالميه الأولى ١٩١٤ - ١٩١٧ المعروفة بالسفربلك اي النفير العام حيث كان ياخذ الاتراك كل من بلغ عمرة ١٥ عاما إلى الخدمة الاجباريه. 

الكثير من هؤلاء الجنود استشهدوا او وقعوا في الأسر وقريبنا حالفه الحظ بأن يقع في أسر القوات البريطانية في فلسطين حيث زجوه في معسكرات الاعتقال ذو الاشغال الشاقة وتعلم فيها مهنة كسر الصخور وتعديلها.

بعد قضاء خمسة سنوات أفرجت السلطات البريطانية عن محمود وقرر الاستقرار في القدس. 

في القدس التقى بأسرة فلسطينيه من أصول قفقاسيه وتبين لاحقا بانهم كورد قفقاسيا الروسيه. اشتغل معهم في مهنة البناء بالحجر الطبيعي وتزوج بنت الاسطه وكانت اسمها قرال خان (لاحقا استبدل اسمها بنديمه). 

محمود ونديمه انجبوا ولدا في القدس سموه محمد ولاحقا لقبوه بمحمد القدسي. عام ١٩٢٥ قررت الأسرة الرجوع لأرض الوطن واستقرت في مدينة السليمانيه في كوردستان العراق.

محمد كبر ودخل الکلیة العسكريه في بغداد وصار نقيبا في معسكر رواندوز وتزوج فيها ولكن الحظ لم يحالفه حيث توفيت زوجته مع طفلهما الوحيد. 

الضابط محمد قدسي رفض الانخراط في حرب البريطانيين ضد ثورة بارزان الكورديه فقرر بأن يلتحق بالثوار عام ١٩٤٥ وبقى مع الثوار حتى اعلان جمهورية كوردستان في مهاباد عام ١٩٤٦.

قرر محمد قدسي الإنضمام إلى الثوار والدفاع عن جمهورية كردستان في إيران. في عام ١٩٤٧ سحب ستالين جيشه من جمهورية كردستان وسقطت الجمهوريه حيث هاجمت قوات الشاه على مدن كوردستان إيران واستطاع شاه إيران إعدام قيادي الجمهوريه الفتيه في مدينة مهاباد الكورديه. 

ألقي القبض على الضابط محمد قدسي ورفاقة العسكريين  الثلاث فقررت حكومة بغداد والسلطات البريطانية اعدامهم علما بأن القدسي تزوج مرة ثانيه من كورديه في مهاباد ثلاثة أشهر قبل أعدامه.  

والده ذهب للدفاع عن فلسطين وتم اسرة من قبل القوات البريطانية في القدس والابن ذهب للدفاع عن جمهورية كوردستان في إيران وتم أعدامه مع رفاقة الضباط الثلاث عزت عبد العزيز و مصطفى خوشناو وخيرالله عبد الكريم في بغداد في ١٩ حزيران عام ١٩٤٧ . 

مر ٧٣ عاما على إعدام محمد القدسي على يد حكومة بغداد ابان الانتداب البريطاني واسوار القدس ذرفت دموعها لمولودها الكوردي وارتفعت سنابل سهول قره داغ في ربيعها الاخضر لتنادي بلابلها بأن تغني انشودة الحياة الابدية للاجيال الكوردية القادمة.  

 

وريا قره داغي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket