كورونا واشرس رجالات الدولة لدينا

الاراء 12:56 PM - 2020-03-27
فائق إيزدي

فائق إيزدي

لم تتوان حكومة اقليم كوردستان في إتخاذ الاجراءات الضرورية لمواجهة خطر فايروس كورونا سبقت تسجيل أي حالة في الإقليم حيث اتخذت جملة قرارات مع ظهور الفايروس في الجارة ايران، تمثلت في اجراء الفحوصات اللازمة على المنافذ الحدودية الى ان اغلقت الحدود امام حركة المسافرين وابقت على الحركة التجارية فقط، فضلا عن تعطيل الدراسة وجملة من الاجراءات الأخرى. 

في أزمة كورونا وبعد ان وصل الفايروس الى الاقليم وتم تسجيل أول حالة في كركوك يوم 25 شباط 2020، وتبعها تسجيل 4 حالات في السليمانية في الاول من آذار، ولتستمر حالات الاصابة الى ان سجلت السليمانية أول حالة وفاة لمصاب بالفايروس في 4 آذار، ومنذ ذلك الحين بدأت الاجهزة المعنية في الاقليم بالعمل بوتيرة تصاعدية لمواجهة الفايروس وعدم التهاون مع الخطر القادم. 

في السليمانية برزت الاجراءات حيث كانت على مستوى عال من المسؤولية والتي تحملتها المحافظة ومديرية الصحة العامة والقائممقامية، وهو ما جعلها وحسب تصنيف لمنظمة الصحة العالمية (WHO) واحدة من احسن الاجراءات المتخذة على مستوى العالم. 

هذا الانجاز الكوردستاني جاء بتظافر جهودة ادارة السليمانية ومواطنيها، وبرزت شخصيات مسؤولة في المدينة بعملها الدؤوب وجهودها الجبارة في الحرب ضد الفايروس ومن هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر، مدير صحة السليمانية الدكتور صباح هورامي، وقائممقام قضاء السليمانية آوات محمد. 

ما ميز الرجلين هو تحملهما المسؤولية بروح عالية حيث لم يتهاونا عن العمل ومواصلة الليل بالنهار، من خلال جملة قرارات ادارية علمية حازمة، ودور بارز في توعية المواطنين عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والأهم من ذلك تمتعهما بالمصارحة في إعلان الحقائق كما هي ودون إخفاء أي معلومة عن المواطن فيما يتعلق بالوضع العام في ظل انتشار الفايروس. 

اليوم عدد الحالات المصابة في الاقليم تجاوز الـ 100 حالة فيما تم تسجيل وفاة حالتين في السليمانية وشفاء العشرات من المصابين، ولا يزال الرجلان مستمرين في مهامهما على أكمل وجه دون كلل او ملل. 

بإعتقادي هناك موقفان للرجلين يمكن تثمينهما عاليا ويعتبران من الخصال القيمة التي قل ما تتوفر في المسؤولين في هذا الزمن، أولهما لقائممقام السليمانية آوات محمد والذي بكى خلال لقاء مع مراسل تلفزيوني بعد أن سرد حكاية مواطن يعمل باليومية ولم يعد يستطيع العمل بعد اعلان حظر التجوال في مدن الاقليم. 

المواطن وبحسب قائممقام السليمانية اشتكى من أنه يقوم يوميا بجمع الكراتين الفارغة من امام المحلات والاسواق لبيعها ومع فرض حظر التجوال يؤكد انه فقد دخله اليومي البسيط من هذا العمل، فقام القائممقام بارسال فريق من القائممقامية للتواصل مع الرجل والتأكد من وضعه، فكان الوضع كما أخبر به المواطن القائممقام الذي بكى خلال اللقاء بالمراسل حين سرده لحكاية هذا المواطن، وطالب الأخذ بعين الاعتبار حال المتعففين في المجتمع ودعمهم. 

ان هذا الموقف النبيل لا ينبع الا من مسؤول يتمتع بقدر عال من الاخلاق النبيلة التي تجعله يشعر بمعاناة المواطنين في ظل فرض حظر التجوال وتأخر حكومة الاقليم في صرف الرواتب الشهرية للموظفين بسبب الحظر ومواجهة كورونا. 

تأخر صرف الرواتب أحد المسائل التي أظهر فيها مدير صحة السليمانية الدكتور صباح هورامي موقفا انسانيا من خلال اعلانه يوم 26 آذار، ان الإجراءات لا تعيق صرف الرواتب وان كانت الحكومة ترغب بصرف الرواتب فإن مديرية الصحة مستعدة لتوفير الاجراءات الصحية اللازمة لتأمين عملية صرف الرواتب بالشكل الذي لا يضر بالاجراءات المتخذة لمواجهة كورونا. 

بعد بيان مدير صحة السليمانية بسويعات أدركت حكومة الاقليم حجم المسؤولية التي تقع على عاتقها وضرورة ان تقوم بصرف الرواتب خاصة وانه لم يعد هناك اي مبرر لتأجيلها، وأعلنت جدولا لصرف رواتب موظفي بقية الوزارات حيث ستتنهي عملية الصرف يوم 9 نيسان، وليكون باعتقادي بيان مدير صحة السليمانية دافع قوي لتحفيز الحكومة على القيام بمهامها. 

إن هذين الموقفين يثبتان لنا اننا نملك رجالات دولة يبرزون بشكل جلي حين الأزمات، وهم محل فخر واعتزاز مواطني اقليم كوردستان، شأنهم شأن بقية موظفي القطاعين الصحي والأمني الذين باتوا ومنذ اعلان حظر التجوال يقيمون في المراكز الصحية والشوارع لتطبيق التعليمات الصحية وحظر التجوال في وقت نحن ننعم فيه بالبقاء في منازلنا حفاظا على صحتنا، فطوبى لنا بهكذا رجالات دولة. 

 

فائق إيزدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket