شكرا كورونا

الاراء 08:08 AM - 2020-03-22
فائق إيزدي

فائق إيزدي

كورونا او فايروس كوفيد 19 الموت القادم ظاهريا من الصين وباطنيا لازلنا نجهل جهة قدومه، لكن المؤكد ان هذا الفايروس والذي لا يصنف وفق نسبة الوفيات من ضحاياه بالقاتل، كشف لنا الكثير الكثير من العيوب والسلوكيات الخاطئة في حياتنا بغض النظر عن اللون والعرق والجنس والقومية والمذهب والدين. 

طول الفايروس لا يتجاوز 100 نانوميتر، وهو وحدة قياس أصغر من الملميتر الذي يعادل الواحد منه مليون نانوميتر، لكن فعل الفايروس وخطره أكبر بكثير من حجمه، وفضلا عن حجم الخطر فإن هذا الفايروس كانت له حجم فائدة كبيرة أيضا على المجتمعات البشرية، أقلها انه كشف ما تعانيه الكثير من المجتمعات من اهمال وقلة اهتمام بالنظافة العامة والشخصية، وذلك تجلى في اعلانات التوعية التي اطلقتها العديد من الدول لمواطنيها والتي تركز الكثير منها على سلوكيات وعادات النظافة الشخصية، فمن السخرية ان يكون هناك مقطع مصور توعوي يعلم المرء كيفية غسل يديه، أو ان يكون هناك مقاطع توعية تحث على استخدام المنديل عند العطس وكيفية رميه بعد استخدامه. 

هذه السلوكيات كان يفترض ان تكون أساسيات في مفاهيم الصحة لدى البشر لكن ورغم التطور الهائل والحضارة البشرية على مر تاريخ والى اليوم فإن النظافة تبقى نقطة ضعف لبني البشر، والدليل ظهور وانتشار فايروس مثل كورونا بهذه السرعة مستغلا اهمال البشر لنظافتهم وطغيان السلوكيات الخاطئة لدى الكثير من البشر على السليمة منها. 

قد لا نبالغ ان قلنا ان كورونا يستحق الشكر على ما قام به، فهو غير سلوكيات مجتمعات من ناحية النظافة، وقدم دروسا بالمجان للبشرية بضرورة تطبيق النظافة، رغم ان جميع الاديان التي يدين بها الانسان تحث على النظافة وتشدد على أن النظافة من الايمان لكن واقع الحال ان اتباع الديانات وحتى الذين لا يؤمنون بأي دين كانوا بعيدين الى حد كبير كل البعد عن النظافة. 

خلاصة القول شكرا كورونا على ان علمت البشر كيفية الحفاظ على نظافة أبدانهم، ويا حبذا لو كان هناك أخ آخر لكورونا يعلم البشر نظافة النفس وتطهيرها من الاخلاق الرديئة، فلا شك في نفوس البشر كم من القذارة تجاه بعضهم البعض يفوق بكثير تلك القذارة التي كشف عنها كورونا في أبدانهم. 

 

فائق إيزدي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket