علاوي والطريق الوعر نحو رئاسة الحكومة

تقاریر‌‌ 12:40 PM - 2020-02-08
علاوي والطريق الوعر نحو رئاسة الحكومة

علاوي والطريق الوعر نحو رئاسة الحكومة

بعد نحو شهرين على استقالة رئيس الوزراء الاتحادي عادل عبدالمهدي، قام رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح بتكليف محمد توفيق علاوي وزير الاتصالات السابق بتشكيل الحكومة الجديدة يوم 1 شباط 2020. 

يأتي ذلك في وقت يشهد فيه العراق تظاهرات منذ 25 أكتوبر 2020، مطالبة بالخدمات في بداية التظاهرات ليرتفع سقف المطالب الى استقالة الحكومة واجراء انتخابات مبكرة وعدد من المطالبة التي لقيت تجاوبا من قبل الرئاسات الثلاث وتم تحقيق بعض منها، وعلى رأسها استقالة رئيس الوزراء وتكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة. 

مهمة رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي لن تكون سهلة بحسب ما يراه مراقبون ومحللون سياسيون، فيما يؤكد أعضاء في مجلس النواب ان تشكيل حكومة علاوي سيكون أسهل من سابقاتها، فهل سينجح علاوي في هذه المهمة، ام ينسحب من التكليف كما هدد بعد اعتداء مسلحين على المتظاهرين في ساحة الصدريين بمدينة النجف. 

 

حكومة بلا محاصصة ومجلس النواب بإنتظارها

رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي وفي أول كلمة له بعد تكليفه من قبل رئيس الجمهورية تعهد بتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة وتلبية مطالب المتظاهرين، ومحاسبة قتلة المحتجين وحصر السلاح بيد الدولة، فيما طلب مساعدة المجتمع الدولي ودول الإقليم لحفظ الأمن في البلاد.

وشدد علاوي على ان "دماء المتظاهرين والقوى الأمنية لن تذهب سدى، وسيحاسب المعتدون والمجرمون ويقدمون للقضاء لنيل جزائهم العادل"، متعهدا بحصر السلاح بيد الدولة وتشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة الطائفية والحزبية والفئوية الضيقة، حسب تعبيره. 

ولم يغب عن بال رئيس الوزراء المكلف العمل على من أجل التهيئة لإجراء انتخابات مبكرة وحماية العملية الانتخابية "والوقوف ضد أي تدخل قد يؤثر على سلامة ونزاهة وشفافية نتائجها"، مطالبا مساعدة المجتمع الدولي والإقليمي لحفظ الأمن في البلاد “في هذه المرحلة الحساسة باعتبار أن أمن العراق من أمن المنطقة والعالم”.

مجلس النواب وهو السلطة التشريعية التي ستمنح الثقة لعلاوي وحكومته المرتقبة، ينتظر انتهاء رئيس الوزراء المكلف من تشكيل كابينته الوزارية.

وقال النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني النيابية حسن آلي، لـ PUKmedia، ان مجلس النواب لن يعقد اي جلسة لأنه بانتظار علاوي للانتهاء من تشكيلته الوزارية وتقديمها الى المجلس للتصويت عليها. 

واضاف النائب حسن آلي ان الكتل السياسية في حوارات مستمرة مع رئيس الوزراء المكلف للاسراع بتشكيل الحكومة، مشيرا الى ان امام علاوي متسع من الوقت، وسيعقد خلال الايام المقبلة لقاءات مع الكتل الكوردستانية أيضا في اطار مشاوراته لتشكيل حكومته. 

 

التوافقات السياسية تحدد بوصلة الحكومة 

منذ عام 2003 وبعد تحرير العراق، فإن العملية السياسية تسير وفق توافق سياسي بين الكتل والقوى السياسية، فهل ستكون حكومة علاوي استثناءً، يبدو أن ذلك غير واضح في وقت يؤكد نواب ان هناك اتفاق على ان يكون عمر الحكومة عام واحد حيث ان حكومته هي فقط لقيادة المرحلة الانتقالية لحين اجراء الانتخابات. 

 

وقالت النائب المستقل ندى شاكر، لـ PUKmedia، ان تكليف علاوي لم يأتي بترشيح من الكتل السياسية انما كان مرشح عدد من أعضاء مجلس النواب، مشددة على ان علاوي سيقود المرحلة الانتقالية لتشكيل بيئة سياسية مستقرة لاجراء الانتخابات التي ستفرز حكومة جديدة. 

وأضافت ان امام علاوي 3 مهام رئيسية وهي قيادة المرحلة الانتقالية، ومحاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين، واقرار قانون الموازنة الاتحادية للعام 2020، مشيرا الى ان عمر حكومة علاوي هو عام واحد فقط. 

وأوضحت النائب ندى شاكر ان المرحلة الانتقالية التي سيقودها علاوي ستكون لمدة عام واحد على ان تجري الانتخابات المبكرة، مشيرة الى أن هناك اتفاق بين الكتل السياسية على ان يكون عمر هذه الحكومة سنة واحدة، مشددة على ضرورة حسم المشكلات وعدم تأجيلها حتى لا تزداد وتكبر. 

على النقيض من ذلك يؤكد عضو مجلس النواب محمد الخالدي ان علاوي لن يجري اي حوارات مع الكتل السياسية بشأن تشكيلة حكومته. 

وقال النائب محمد الخالدي رئيس حزب بيارق الخير، لـ PUKmedia، ان رئيس الوزراء المكلف علاوي لن يتشاور مع اي كتلة سياسية وسيقدم أسماء اعضاء وزارته التي ستكون مستقلة، مشيرا الى ان علاوي اتفق مع الكتل السياسية على هذه الآلية لتشكيل الحكومة الجديدة. 

وأضاف ان علاوي ابلغ جميع الكتل انه لن يأخذ أي مرشح منها للمناصب في حكومته وأن حكومته ستكون مستقلة، وتعتمد على الكفاءة والنزاهة في المرشحين للوزارات. 

الخبير القانوني طارق حرب من جانبه يؤكد ان الحكومة الاتحادية الجديدة ستكمل المدة القانونية المتبقية في ولاية الحكومة الحالية. 

وقال طارق حرب لـ PUKmedia، ان عمر الحكومة الاتحادية المقبلة مرتبط بإجراء الانتخابات، مبينا ان حكومة علاوي ستكمل المدة المتبقية من عمر حكومة عادل عبدالمهدي. 

وأضاف حرب ان عمر حكومة علاوي سينتهي بعد تشكيل حكومة جديدة تفرزها صناديق الاقتراع في الانتخابات المقبلة.

 

تشكيل الحكومة ونيلها الثقة لن يكون صعبا

تتباين الآراء حول تشكيل الحكومة وما قد يواجهه علاوي من عقبات في طريق التشكيل، حيث يؤكد برلمانيون ان عملية تشكيل حكومة علاوي ستكون اسهل من سابقاتها، فيما يرى محللون سياسيون ان رئيس الوزراء المكلف سيواجه صعوبات وتحديات كبيرة.

النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني ميران محمد، يؤكد ان أمام علاوي فترة شهر لتقديم تشكيلته الوزارية امام مجلس النواب.

وقال النائب ميران محمد  لـ PUKmedia: ان تشكيل الحكومة الجديدة سيكون اسهل من الحكومة السابقة لان الاوضاع في العراق لا تتحمل ازمات اكثر، مضيفا ان الاطراف السياسية تريد تجاوز الازمة الراهنة وتشكيل الحكومة الجديدة باسرع وقت، وربما لن تصر الاطراف السياسية على المحاصصة واسماء المرشحين كما حصل في الحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي.

وشدد النائب ميران محمد على أن على الاطراف السياسية مراعاة الازمة الراهنة وعدم الاصرار على المحاصصة لتشكيل حكومة جديدة تختلف عن سابقاتها.

بالتوازي مع ذلك يؤكد عضو مجلس النواب شيروان ميرزا سهولة منح الثقة لحكومة علاوي المرتقبة تحت قبة مجلس النواب. 

ويقول النائب شيروان ميرزا لـ PUKmedia: عند تقديم محمد توفيق علاوي لتشكيلته الوزارية الى مجلس النواب بالتاكيد ستكون هناك كتل معارضة وترفض التصويت، مضيفا لكن هذا الامر لن يؤثر على مسار العملية وسيتم منح الثقة للحكومة الجديدة بسهولة، بالاعتماد على المعطيات الحالية وابداء عدد من الاطراف السياسية دعمها لحكومة علاوي.

واشار الى ان الاوضاع في العراق لا تتحمل المزيد من التعقيد وتتطلب تجاوز الازمة لذا منح الثقة للحكومة الانتقالية الجديدة لم يكون امراً صعباً.

المحلل السياسي عدنان السراج من جهته يؤكد ان الصعوبات والتحديات التي ستواجه رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي ستكون كبيرة.

ويقول الدكتور عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الاعلامية لـ PUKmedia، ان رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي سيواجه صعوبات وتحديات اكثر من عبدالمهدي، منها الحوارات مع الكتل السياسية واعادة الامن والاستقرار واعادة هيبة الدولة وتنظيم العلاقات بين الحكومة والجماهير وحصر السلاح بيد الدولة.

واضاف كما سيواجه علاوي صعوبة في تشكيل الحكومة الجديدة، لان الشارع يطالب بحكومة يكون وزراءها مستقلون وغير مشتركين في العملية السياسية وهذا الشرط لا ينطبق او لا توافق عليه بعض الاطراف السياسية.

وتابع الدكتور عدنان السراج: ان علاوي امام مهمة كبيرة وعليه واتخاذ قرارات حاسمة ومهمة لكيفية المضي قدما لاقناع الشارع العراقي المنتفض بحكومته الجديدة، مضيفا "المرحلة القادمة ستكون فيها عمل جدي لمحاربة الفساد والاعداد لانتخابات مبكرة، وعلاوي يحتاج الى تفاهمات سياسية ودعم سياسي لنجاح مهامه".

واوضح ان علاوي سيمضي بتشكيل الحكومة واعتقد بانه سيقوم بذلك خلال اسبوعين، لكن عليه معالجة العديد من التقاطعات والحواجز مع الاطراف السياسية الشبعية والكوردية والسنية.

 

التكليف بين المتظاهرين والقبعات الزرق

الأحداث التي شهدتها ساحة الصدريين في النجف يوم الاربعاء 5/2/2020، والاشتباكات بين المتظاهرين وجماعة (القبعات الزرق) التابعة للتيار الصدري، والتي ادت لمقتل واصابة العشرات من المتظاهرينعلاوي يدعو لحماية المتظاهرين، دفعت علاوي للتهديد بعدم الاستمرار في تكليفه بتشكيل الحكومة. 

وقال علاوي في كلمة وجهها للشعب العراقي عقب احداث النجف، ان ما تمر به البلاد من ظروف صعبة تستدعي المكاشفة والتآزر، مشيرا الى ان "الممارسات هذه تضعنا في زاوية حرجة، لا يمكن حينها الاستمرار بالمهمة الموكلة إلينا مع استمرار ما يتعرض له الشباب".

الأول من آذار هو موعد نهائي امام رئيس الوزراء المكلف لتشكيل حكومته وتقديمها الى مجلس النواب، حيث وبحسب الخبير القانوني طارق حرب فإن مدة التكليف هي 30 يوما وهي مدة سقوط لا يمكن تمديدها ولا يمن اعادة تكليف علاوي مجددا. 

فهل سيكون علاوي قادرا على تشكيل حكومة قبل الاول من نيسان ويقود المرحلة الراهنة في البلاد سواء كانت انتقالية او دائمية؟ أم قد يعتذر عن الاستمرار في التكليف في حال إجبار الكتل السياسية له على القبول بمرشحي الاحزاب، كما يتوقع رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية الدكتور واثق الهاشمي، والذي يؤكد لـ PUKmedia، أن علاوي سيواجه صعوبات بالغة ربما ينتهي الامر به بالاعتذار عن تشكيل الحكومة.

هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة، وما ستفضي له الحوارات الدائرة بين مختلف الكتل السياسية في بغداد. 

 

PUKmedia / سيروان عزيز - فائق إيزدي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket