ويفضل ان يكون خليجيا

الاراء 10:20 AM - 2020-02-07
ويفضل ان يكون خليجيا

ويفضل ان يكون خليجيا

حال الخطاب السياسي في العراق وسقف المواصفات المطلوبة في شخص رئيس الوزراء المقترح لقيادة المرحلة الانتقالية تمهيدًا لانتخابات مبكرة يشوبه الغموض وتلبيته يقترب من المستحيل.

فالمطلب الجماهيري المعلن يؤكد على الهوية الوطنية والنزاهة والحيادية في الوقوف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية. ويؤكد من بين ما يؤكد على مبدأ المجرب لا يجرب على اعتبار ان سجل العملية السياسية في العقد السابق لا يبشر بخير و لا يشجع على التكرار. 

والتقييم في هذا الصدد وإلى هذا الحد تقييم لا شائبة فيه ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل كما يقال. 

فمن هو هذا الوطني النزيه والتكنوقراط الذي يملك كل تلك الخبرات المطلوبة لانتشال العراق من واقعه المزري دون ان يكون قد اكتسبها من واقع حال التجربة وفي مجريات التعثر والنهوض من جديد أو حتى اعتمادا على خوض التجربة والخطأ مع مافي ذلك من مثلبة تتعلق بالتعاطي مع الأحوال والأهوال بمنطق المختبر والاحتمال. 

 ويبقى السؤال الحساس يفرض نفسه ولو بأستحياء رغم ان لا حياء في السجال الوطني : باترى هل ان المواصفات الوطنية العالية لشخص رئيس الوزراء يبقى حكرا على المكون الشيعي على غلبتهم و أيضا على مافيهم من طاقات مؤهلة عرفوا بها؟ ماذا لو كان المطلوب المؤهل لا سامح الله كرديا أو سنيا أو تركمانيا أو وطنيا قحا من قوم عيسى أو حتى سيدة عراقية أصيلة مجبولة بالمعاناة الوطنية  على ماعرفت به المرأة العراقية من صبر و تجلد؟ 

ربما يشكل الجواب على هذا السؤال الافتراضي  امتحانًا قاسيًا لادعائنا الجميل بأن المزاج العراقي تجاوز خطوط الطائفية و المحاصصة نحو وطنية خالصة ستكون عنوان المرحلة القادمة كما يتمنى الجميع 

أقول قولي هذا وأنا اتذكر التعليق اللاذع لصديقي التركماني في مرحلة الإعدادية في ثمانينات القرن الماضي في مدينة كركوك حيث كان يعلق على أبواب الزواج والتعارف في صفحات المجلات العربية ، فيقول مكتوب هنا : فتاة مغتربة في الخارج متحررة،  تعشق الحرية ، ترغب في الزواج من شاب عربي مثقف يقدس الحياة الزوجية وو... ويفضل ان يكون خليجيا.

وكان صديقي يقول هل ان تقديس الحياة الزوجية حكرً على كرام الخليج أم ان وراء الأكمة ما وراءها؟! مع يوحي ذلك من غنى و يسر الحال في ايام العز الخليجي ادامه الله عليهم من يمن وخير و شمل عراقنا المنكوب ببعض من تلك البركات.

 

ستران عبدالله 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket