حميد عجيل والرحيل المبكر

ادب و فن 05:28 PM - 2020-02-04
بدل رفو

بدل رفو

صديق من زمن لم يركع للذل والخنوع

لم اتعود ان اكتب رثاء وحتى حين انطفأ فانوس والدتي في الحياة بحثت عن كلمات ارثيها فلم اقدر واليوم يودعني اخر عمالقة الروح المسافرة في تلابيب الغربة الازلية الا وهو صديقي ونبراس الماضي الجميل الذي عشناه معاً في الموصل ودهوك وشاريا والشيخان ولالش (حميد عجيل) النحات الذي لن يتكرر ثانية في كوردستان.

اقتسمنا معاً رغيف الوجع والحب والامل والكوردايتي والشوق لمستقبل باهر لناسنا ومن نكتب لهم ..انطلقنا معا قبل 4 عقود من الزمن في شارع النجفي في مدينة الموصل والتي احتضنت الكورد والفقراء، عمل مصورا في ستوديو الخيام وكانت له شخصية انسانية كوردية باهرة وزادت علاقة صداقتنا قوة ونقاء وشاركنا الصداقة صديق العمر الشاعر شريف العمادي.. واذا بفناننا المصور يختفي عن الوجود وبعدها علمت بانه القي القبض عليه نتيجة مواقفه ويطلق سراحة ويكمل دراسته في اكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وتظل علاقتنا اقوى وابهى. 

واودع انا الوطن وتظل علاقتنا الانسانية وفي جميع زياراتي كنا نسافر الى معبد لالش ونقضي يوما هناك.. شاركني حياتي ونشاطاتي وكم انا حزين بانه افترقنا من دون وداع وحتى لم ازر بعد قبره.. كم انا حزين من اجلك ايها الصديق الذي اقسم لي بانه سيؤرشف تاريخ كوردستان في نصب تذكارية واليوم على كوردستان وفنانيها ان ينصبوا له تمثالا عملاقا في قلب دهوك.

لم تبخل على ثورتك الفنية والكوردية وشعبك بشيئ فما عليهم الا ان يردوا الدين.. لم ولن انسى حين كنت توصلني في طريق عودتي الى الحدود العراقية التركية وضحكاتنا واغانينا.. اتدري يا حميد لم اصدق وانا اكتب كلماتي لك بانك قد رحلت عني ومن دون وداع.

من اجلك وفي كل زياراتي ساطرق ابواب معبد لالش وساتخيلك امامي.. لم اقدر على الكتابة اكثر والدموع تنهمر على وجنتي في هذا الليل النمساوي الحزين...

ستظل في قلبي وضميري وروحي ايها الصديق الخالد ..يا حميد الخلق ..كم ساشتاق لك !!

 

PUKmedia بقلم: بدل رفو /النمسا 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket