وجهة نظر في عالم مضطرب

الاراء 10:12 AM - 2019-11-27
الشرق الاوسط

الشرق الاوسط

ان عالمنا اليوم يعيش حالة اضطراب شديدة، واكثر تعقيدا"، نتيجة الحروب والفوضى والتطرف والعنف وتفشي الارهاب، وتحولت المجتمعات في الشرق الاوسط لوضع يحزن له، لانتشار الفوضى مع انبثاق حركات تمرد في اكثر البلدان التي تغلغل فيها الارهاب، فصار مزيجا" من الارهاب العائد لأطراف جهادية التي تتسم ممارساتها بالعنف والقتل والابادة مع التمردالذي يأخذ طابعا" اجتماعيا"، وعلى سبيل المثال نموذج (داعش) الذي ظهر كقوة ارهابية في العالم في فترة وجيزة وقصيرة جدا"، وانتهى وبدعم لوجستي من بعض الدول الاقليمية والدولية، وهذه الدول داعمة للآرهاب ولها مصالحها وستراتيجيتها في تحقيق بعض المكاسب والاهداف التي حددتها، لكن هذه القوى الدولية لم تتوقع انفلات هذه التنظيمات الارهابية، وتوسعها بهذا القدر وحتى انتقلت الى دول غربية، عندها رأت الولايات المتحدة الامريكية من واجبها بناء تحالف دولي واسع ضد الارهاب، وخاصة ان بناء مثل هذا التحالف الان الذي يفتقد الحد الأدنى من التماسك، مع وجود الخلافات بين معظم أطراف المتحالفين، وهذا الفشل الذي اصاب القوى العظمى في العالم، هو فشل ستراتيجي يعود الى خلل في الرؤية وليس الى النوع في توظيف القوات المستخدمة، واعتقد ان ماتوصل اليه اكثر المنظّرين، بأننا اليوم امام (حرب بلا نهاية) وهي الحرب على الارهاب في العالم، هذا ماتطلقه الدول الغربية والدول المتحالفة معها، وربما ان تكون هذه الحرب على الارهاب هي الأغرب بين حروب العصر، ولاسيما غياب الرؤية والاستراتيجية، وجملة من العمليات العسكرية والأمنية التي اعتمدت على التجريب من بعض العسكرتارية الدولية، وجعلت من العراق وسوريا مسرح عمليات مفتوحة.

ويبدو ان ما ينطوي عليه التطور المستقبلي لواقع مجهول اكثر منه معلوم، والملاحظ من خلال هذه الحرب ان الولايات المتحدة في بداية حملتها على الارهاب وخاصة في سوريا اتهمت الاسد الذي تسبب في الفوضى، وفي نفس الوقت يقوم الطيران لقوى التحالف بقصف مواقع الارهاب في سوريا، فالتساؤل هنا لماذا هذه الازدواجية في التعامل مع الحالة في سوريا...؟ وقبل فترة تحدث نائب الرئيس الامريكي جون بايدين خلال زيارته الى تركيا يوم 22 نوفمبر عن ان واشنطن تعمل لاسقاط الاسد وانهاء حكمه، ومن خلال ذلك يتضح ان وجود ارتباك في مؤسسات صنع القرار الامريكي.

واليوم كما نلتمس على ارض الواقع ان الشرق الاوسط تحول الى اقليم مأزوم بأمتياز مفعم بكثير من عوامل الاحتقان والتوتر، لم تعد تنفع بعد المسكنات او الحلول الوسط وقد فشلت بعض الحكومات من ايقاف مد التطرف، وخاصة ان محللين اعتبروا ان حالة الفوضى التي تعم عالمنا اليوم وبالذات في بلدان الشرق الاوسط، كان ناتج عن ولادة الربيع العربي الذي قلب الموازين وغيّر الحسابات ، اسقط انظمة، واحدث الاحتقان الطائفي والاستبداد ونشر الفساد والتطرف، ومن نتائجه كذلك ولادة واقع مضطرب، والذي انعكس حتى على الدول المستقرة آمنيا" مثل الاردن، لكن طالما الارهاب منتشر في عموم المنطقة فهي كذلك ستخوض الحرب ضد الارهاب ان رضت او عكسه، وخاصة انها الدولة التي فسحت المجال لتنظيم الدولة الاسلامية ، داعش من التدريب عسكريا" على اراضيها عام 2012، في شمال الاردن منطقة الصفاوي، ولكن بعد حرق الطيار الاردني تغيرموقف الاردن من معاداة داعش، وليس يقتصر ذلك على هذه الحكومة بل هنالك حكومات اخرى لا تتصور ان ايواء او دعم الارهاب سيكون لمصلحة حكومتهم، فبالنسبة للدولتين قطر وتركيا هما الداعمتان لداعش وهما سيدفعان الثمن كبيرا"، وكانت نهاية داعش وسقوطه لأن قوى الارهاب ليس لديها سياسة واضحة وهي تمثل سياسة الارض المحروقة فقط وتبحث عن مصالحها دون اعتبار آخر..

وكما نرى ان بعض القوى العالمية والاقليمية آنشأت تجمعات لفكر تكفيري جاهل ممول ومدعوم لوجستيا" ، مهامه الفوضى، وهذه التجمعات تم تهيئتها لفترة خارج بلدانهم، وثم عودتهم تزامنا" مع مايسمى بالربيع العربي، لنشر الفوضى والارهاب ثم الاستيلاء على السلطة وقهر ارادة الشارع، وعدم الاهتمام بارادة الشعب هذا مايحدث في اكثر بلداننا عالمنا عالم مضطرب ومطلوب محاولات جادة في محاربة الارهاب واستيعاب عقلية العامة من الشعب....وليس كما يفكر به الساسة بعيدا عن الموضوعية.

 

 

 


زيد محمود علي

محرر صحفي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket