ماذا تعني الكتابة على واجهات السيارات في بغداد؟

تقاریر‌‌ 03:22 PM - 2019-08-07
ماذا تعني الكتابة على واجهات السيارات في بغداد؟

ماذا تعني الكتابة على واجهات السيارات في بغداد؟

ظاهرة ملفتة للنظر انتشرت في السنوات الاخيرة بين سائقي سيارات الاجرة ( التاكسي) في بغداد بشكل خاص وهي الكتابة على واجهات المركبات ودواخلها وحتى قسم اخر وضعها على ابواب السيارة مثل (محبوبة دنبك) وانوشي والهنوشه واموت بكيا ولا أعشق بنية واتركني مخطوبة والمئات من تلك التعليقات التي تخدش الحياء معظمها والبعض الاخر يثير استغراب الناس ويمتعض البعض الاخر من ان تكون هذه العبارات على واجهات السيارات سواء في الواجهة أمام او خلف السيارة او حتى داخل الدشبول والتي تلفت الانتباه وتعكس مباشرة شخصية هذا السائق او ذاك وذوقه، ناهيك عن تاثيراتها النفسية علينا حين نمسي ونصبح امام ظاهرة لابد من علاجها وتجاوزها لنحافظ على سياقاتنا كما هي الحال في دول العالم.

المجتمع العراقي تربى على اصول اخلاقية جميلة وخلق حميد وتربية عاليه ترقى الى ابعد من هذه التصرفات غير المسوؤلة وخاصة من السواق الشباب في هذا الوقت.

مراسل PUKmedia في بغداد التقى عددا من سائقي السيارات ومن باعة الكماليات الخاصة بالسيارات حيث اتضح ان هناك وجهات نظر مختلفة منها ساخر ومنها متقبل لها والقسم الاخر مستاء من وجودها. 

وانقسمت تلك الاراء في من يعدها مخلة بالذوق العام ولها أثار سيئة فضلا عن أنها تخالف القانون والذوق العام ومنهم من يراها طبيعيه والكثير يعتبرها سلبية لابد ان نتجاوزها.

عباس سائق سايبا يقول :لماذا تزعلون من هذه العبارات على السيارة وهي للسخرية والمزاح ليس الا؟، مثلا الصق عبارات (المحبوبة او المحروسة والتايهة) ولا اعتقد انها تخل بالذوق العام ! من يكتب عبارات مضحكة ولا يقصد فيها أية أساءة للآخرين كما أن أغلب تلك العبارات تأتي من دواخلنا كسواق وذاته بتلك الجمل القصيرة وأن كانت مضحكة بعض الشيء إلا أنها لا تمس الأخلاق العامة، ويشاطره زميله حسوني بالقول: نحن نعيش في مجتمع يعاني الكثير من المشاكل لذلك نجد ان في كتابة العبارات نوعا من الحرية والتعبير عن الذات بشكل ساخر! اذا جاز التعبير بكتابة تلك العبارات فهي نابعة من تصوراتنا وميولنا في التغيرات التي تحصل في البلد فأنا على سبيل المثال كتبت عبارة (يمضون ونبقى) لتوضيح ما في داخلي لكل من يرى سيارتي وليس بالضرورة ان اكون شخصا فضا يؤثر على الذوق العام.

اشراق مدرسة تمضي بالقول :هل وجدنا مثل هذه العبارات في اية دولة في العالم؟ قد تكون هناك عبارات بريئة اعتيادية ولكن بصراحة فان أغلب العبارات التي تكتب على السيارات مخلة بالذوق العام لأن مجرد كتابتها تشوه منظر السيارة فما بالك بأن بعضها يخدش الحياء، حتى أنني أخجل عندما أقرأها ويجلس بجانبي الركاب أذ أشعر بشيء يدور داخل كل واحد منهم وكأنني أنا من كتبتها وليس هم!! وأجد ان على الجهات المعنية محاسبة مروجي تلك العبارات قانونيا لاسيما أنها إنتقلت من الحسد والأدعية الى مصطلحات (سوقية) وغير لآئقة وهذا ما يدعو الى الخجل لما وصلت إليه بعض الأذواق التي لا تراعي أذواق الأخرين وليعبر من يريد التعبير عن ذاته بكتابة تلك العبارات في بيته وليس في الشارع.

اما جبار لفت يؤكد بأن هناك الكثير من العبارات الاعتيادية ولكن البعض يحاول الاساءة للاخرين من خلالها وقد يكون فيها لغزا لا يعرفه الا من يكتب تلك العبارات! وقد لا تعني شيئا ! ،ومن تلك العبارات أن تلك العبارات تكون على مقطعين يكتبها لتعبر عن حبه لشيء ما وهناك من يكتبها تقليدا للأخرين دون مراعاة أذواق الناس ..ومنهم من يحب فرقا رياضية محلية او عالمية مثل سائق محب لفريق برشلونة فكتب على زجاجها الخلفي (برشلونة وبس) مع وضع شعار برشلونة وسط العبارة ولا أرى بذلك أي إحراج وفي المقابل وجدت سيارة جاري مركونة في وسط الشارع ومكتوب عليها (أصيدج أصيدج .. وين تروحين)!! وأراها جملة غير لائقة تكتب على سيارة تحمل أنواع الناس وكل واحد فيهم له ذوق وميول خاصة فيه وهنا تجد الفرق بين العبارتين من ناحية الذوق والأخلاق وهذه هي المقارنة التي تشطر تلك الجمل الى سلبية وأيجابية.

ابو سهيل سائق شاحنة منذ سنوات يتذكر: أنا أعمل منذ 37 سنة كسائق تريلة في الطرق الخارجية وكنا بالسابق نضع عليها عبارات تمنع الحسد او ايات قرانية تحفظنا من شر الطريق والحوادث وغيرها من العبارات التي لا تسئ ولا تخل بالذوق العام ورغم هذا كانت هناك رقابة مرورية علينا وكنا نحاسب من قبل اجهزة المرور، لكننا مع الاسف الشديد في يومنا هذا قد اصبحت مودة والكل يمشي على المودة ولا نجد من يخشى العقاب او احترام الذوق العام .. يعني الانحطاط بمعنى الكلمة ولابد على الجهات المعنية ان تعالج هذه الظاهرة وتعيد النظر في تفعيل القوانين المرورية الخاصة بها وعدم تركها كما هي الحال اليوم؟! 

في السنك اكد لنا لؤي صاحب محل كماليات السيارة: ان معظم اللواصق التي تحمل العبارات المختلفة لا يمكن ان تؤثر او تسيء للذوق العالم لاني شخصيا لا اتعامل معها او اروج لها في محلي الا ما تكون فيها الدعابات او تعليقا للفرق الرياضية الاجنبية والمحلية والعربية او تعليقات ذات طابع اجتماعي , ولكن السوق قد غرق بالكثير من تلك اللواصق التي تنم عن سوء الادب من قبل اصحابها ، وكانت هناك في السابق ضوابط للحد منها او متابعتها من قبل الجهات المعنية ولكن الان ممكن اية مطبعة ان تطبع تلك اللواصق وتروج لها بكفل بساطة واعتقد ان الرقابة لابد ان تكون صارمة للحد منها .. حيث ان هناك مطبوعات ولواصق ذات طابع ديني او سياسي او تحزبي فهذه مرفوضة تماما حتى لدى الزباىن حيث لا يدفع شخص مبلغا من المال من اجل ان يروج لدعاية حزبية او دينية او غيرها من اللواصق..

وهنا لابد من القول ان الاوضاع الحالية التي تعيشها البلاد وخاصة بغداد قد انعكست سلبا على الناس وخاصة شريحة الشباب حيث يؤكد السائق ابو رعد : بلا شك ان اوضاعنا الحالية واضاع البلاد غير مستقرة والاسباب معروفة للجميع  وما يكتبه البعض على مركباتهم نابع من تصوراتهم وميولهم بموازاة المتغيرات في البلد ، فأنا شخصيا  كتبت عبارة (الفراري احسن من حالي ) على مركبتي نتيجة لما امر به من معاناة في الشارع والعيش في بطالة مقنعة جعلت ظروفي اشد حرجاً مما كنت عليه قبل عام 2003،بالرغم إن أغلب العبارات المخطوطة على السيارات ليست صحيحة ، ولكن الانسان يحتاج الى المزاح تارة والى الهدوء تارة أخرى ، وقد تجبرنا الظروف على إفساح المجال لدخول مثل تلك المسائل الى حياتنا وتصرفاتنا بدون قصد او اساءة للاخرين ونجدها نوعا من المزحة الخفيفة التي تشكل نوعا من المزاح..

السائق مجيد مهاوي من بغداد يفتخر بانه خط عبارة (قلب قلب وين وين ) على مركبته فيقول : هذه العبارة مستوحاة من أمثال او أغاني تعني بالحب والشوق، وعند رؤية تلك العبارات تبعث بنفس المشاهد نوع من البهجة فضلاً عن انها لا تخدش ذوق الاخرين ، ولست بالضرورة اقصد الاساءة للذوق العام او الناس بل على العكس وجدت الكثير ممن يتفق معي في هذه العبارة لاغنية عراقية شعبية لا اقصد ان اسئ لاحد بها..واحب ان اؤكد لم يكن في زماننا عبارات مثل ما نشاهده الان على السيارات والشاحنات فهي عبارات رخيصة وسخيفة ايضا وانها فعلا تخل بالذوق العام وقسم منها يخدش الحياء ومخجلة جدا ، واعتقد ان على شرطة المرور او الجهات المعنية وضع حد او منعها منعا باتا ومحاسبة مروجيها قانونياً، وكنا في السابق نكتب عبارات تحفظ المركبة وسائقها من الحوادث او الحسد وهي عبارات بريئة لا يقصد منها شيء، ولكن في هذه الايام نرى اصناف العبارات خصوصاً التي تخدش الذوق العام موجودة على السيارات، وهذا ما يدعو الى داخلها او خارجها :  بصراحة انها ظاهرة غير مستحبة ومرفوضة جدا لانها لا تراعي اذواق الناس الخجل لما وصلت اليه بعض الاذواق التي لا تراعي اذواق الآخرين او احترام مشاعرهم واذواقهم مع الاسف الشديد.. 

 

PUKmedia / خالد النجار / بغداد  

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket