اربيل وبغداد... نحو مستقبل أفضل ونبذ للقطيعة

تقاریر‌‌ 06:46 PM - 2019-07-17
اربيل وبغداد... نحو مستقبل أفضل ونبذ للقطيعة

اربيل وبغداد... نحو مستقبل أفضل ونبذ للقطيعة

قام وفد من حكومة اقليم كوردستان بزيارة العاصمة الاتحادية بغداد يوم الثلاثاء 16/7/2019، حيث التقى برئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح ورئيس الوزراء الاتحادي عادل عبدالمهدي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.

وضم الوفد كل من مسرور بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان وقوباد طالباني نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان ووزراء المالية والعدل والبيشمركة والداخلية.

هذه الزيارة هي الأولى لوفد من حكومة الاقليم منذ نيلها ثقة برلمان كوردستان يوم 10/7/2019، وبهذا المستوى الرفيع، لتؤشر على رغبة الاقليم في فتح صفحة جديدة مع الحكومة الاتحادية، وحل المشكلات العالقة بين الجانبين منذ سنوات. 

وتباينت آراء النواب والسياسيين والصحفيين تجاه الزيارة وامكانية ان تسهم في تعزيز العلاقة بين الجانبين في الفترة المقبلة، لكن الآراء اجمعت على التفاؤل بمستقبل العلاقة خاصة وان هناك حكومة جديدة في بغداد وأخرى جديدة في أربيل.

 

كركوك يجب ان تكون على رأس الأولويات 

عضو مجلس النواب النائب عن محافظة كركوك ريبوار طه، شدد خلال حديث لـ PUKmedia، على ان قضية كركوك واحدة من القضايا المهمة بين الاقليم وبغداد، موضحا ان "حل قضية كركوك يكون على مستويين، حيث ان هناك قضايا في المحافظة لابد ان يحسم امرها مع مكونات كركوك، وهي القضايا المختصة بمكونات كركوك مثل موضوع ادارة المحافظة، والتوازن في المناصب، وايصال الخدمات لجميع المناطق في كركوك بعدالة". 

وأضاف النائب عن  كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني ريبوار طه، ان "هناك قضايا يحسم امرها مع الحكومة الاتحادية، وهي الملف الأمني والعسكري، والمشكلات المتعلقة بالأراضي الزراعية والمادة 140 والاجراءات الحكومية الخاصة بهذه المادة، حيث يجب بحثها مع الحكومة الاتحادية بعلم ودراية ممثلي كركوك".

وشدد النائب ريبوار طه على انه "من الضروري جدا ان يكون ممثلو محافظة كركوك على بينة وعلم بجميع المفاوضات والحوارات التي تحصل بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان بخصوص كركوك".

وأضاف النائب 

واشار النائب ريبوار طه الى انهم كانوا "بانتظار تشكيل حكومة اقليم كوردستان"، مضيفا "نتمنى من هذه الحكومة ان تكون قضية كركوك احد القضايا المهمة وضمن اولوياتها".

وأعرب النائب ريبوار طه عن اعتقاده بأن زيارة الوفد الى بغداد "فرصة ثمينة لاقليم كوردستان بأن يطور علاقته أكثر مع الحكومة الاتحادية، هناك نية صادقة من الاقليم بأن تكون العلاقة مع بغداد جيدة، وهناك نية صادقة من رئيس الوزراء الاتحادي بأن يتم حسم الملفات العالقة بين اقليم كوردستان وبغداد".

ولفت النائب ريبوار طه الى ان "على حكومة اقليم كوردستان الجديدة ان تشرع الى تحسين العلاقات مع بغداد"، مضيفا "اعتقد ان الجانبين بحاجة الى بعضهما البعض، وخصوصا في هذه المرحلة الحساسة، وعليهما اعادة الثقة بينهما، ومن ثم الجلوس على طاولة واحدة القضايا العالقة، على سبيل المثال ملف النفط والغار، والبيشمركة والمناطق المتنازع عليها، جميعها قضايا مهمة وخلال السنوات الـ 15 المنصرمة لم تحسم، وحان الوقت للجلوس والحوار بصراحة لحل هذه القضايا، خاصة وان هناك نية حسنة واضحة لدى الجانبين".

 

الالتزام بالدستور سيؤدي لنتائج جيدة

من جانبه قال محمد الصيهود عضو مجلس النواب السابق عن ائتلاف دولة القانون، لـ PUKmedia، ان "هناك ملفات عالقة كثيرة بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان، هذه الملفات مهمة، لكن السياسة المتبعة من قبل حكومة الاقليم خاطئة وغير ملتزمة بالدستور".

ويرى الصيهود ان حكومة الاقليم في حال "استمرت على النهج نفسه للحكومة السابقة فلن يكون هناك اي تغيير في العلاقة بين الجانبين، اما ان بدأت بشئ جديد والتزمت بالدستور وقانون الموازنة سيكون هناك تغيير كبير." 

واضاف الصيهود ان "الحكومة الاتحادية تطلب من الاقليم الالتزام بالدستور والقانون، وفي حال التزام الاقليم سيكون هناك نتائج جيدة، ونتمنى ان تكون العلاقة بين الجانبين طيبة وفي احسن الاحوال، لان المظلومية سبق وان وقعت على جميع العراقيين".

 

الزيارة دليل على جدية الاقليم في حل المشكلات 

عضو مجلس النواب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني احمد الصفار، يرى من جانبه ان الزيارة دليل على جدية الحكومة الجديدة في الاقليم لحل المشكلات العالقة مع بغداد. 

وقال النائب احمد الصفار وهو مقرر اللجنة المالية النيابية لـ PUKmedia، ان "زيارة هذا الوفد الرفيع والذي يضم رئيس الحكومة والنائب وعدد من الوزراء يدل على جدية حكومة اقليم كوردستان لحل جميع المشكلات العالقة وابداء حسن النية للعمل الجاد للوصول الى حلول مرضية للجانبين"، مشيرا الى ان "أهمية هذه الزيارة انها ستفتح بابا لتشكيل وفود فنية بين الجانبين".

وشدد النائب الصفار على انه "لا يمكن حل المشكلات العالقة منذ 2004 والمتعلقة بالملف النفطي والايرادات الجمركية والضرائب والمادة 140 والكثير من المشكلات، وحلها يحتاج الى وقت ولا تحسم خلال زيارة وفد واحد".

واشار الى ان "جميع الاطراف في بغداد ابدت ارتياحها من الزيارة، والزيارة سدت الباب امام التصريحات التي كانت تصدر من احزاب لا تريد لحكومة عادل عبدالمهدي ان تستقر وتقوم بواجبها".

ورفض النائب الصفار اتهام الاقليم بعدم الالتزام بالدستور، مشيرا الى ان من يتهمون الاقليم بعد الالتزام بالدستور لا يتطرقون الى التزامات الحكومة الاتحادية تجاه الاقليم باعتبار انه جزء من العراق، والفترة التي تعرض فيها الاقليم الى الازمة المالية وكيف كان يدار عن طريق القروض وبيع النفط بأسعار رخيصة. 

وشدد النائب الصفار على انه يفترض على الحكومة الاتحادية ان تشارك الاقليم في حل مشكلاته التي كان سببها الخلافات وقطع الموازنة عن الاقليم. 

 

الزيارات ضرورية للتواصل بين الجانبين 

من جانبه يرى الصحفي الكوردي سوران علي ان الحكومة الجديدة في اقليم كوردستان تريد البدء بمهامها بقوة. 

وقال سوران عمر لـ PUKmedia، "من الواضح ان حكومة الاقليم المشكلة لتوها تريد بدء مهامها على الصعيدين الداخلي والعراقي بقوة وهذا يفسر ما خرجت بها في اولى جلساتها -التي من المفروض ان تخصص لتعرف الوزراء على بعض وعلى شؤون الوزارات التي سيتسلمون مسؤولياتها- من قرارات حول الضبط الاداري والدوام في الدوائر والمؤسسات الحكومية ومحاربة الرشوة والفساد في المفاصل المهمة، وكذلك زيارة وفد رفيع يترأسه رئيس مجلس الوزراء ونائبه ويضم وزراء الوزارات المهمة في الاقليم الى بغداد للقاء المسؤولين العراقيين في الرئاسات الثلاث".

وشدد سوران علي على ان الزيارة جاءت "كاثبات وجود بالنسبة لحكومة الاقليم لا اكثر"، مشيرا الى انه هناك "نقطة أخرى لابد أن تؤخذ في الحسبان هي ان مدة الزيارة لم تتجاوز 24 ساعة ولم تتعدى لقاءات تشريفاتية بروتوكولية رسمية لتبادل الآراء حول قضايا الساعة على الساحة العراقية والكوردستانية دون الولوج في تفاصيل ودقائق فيما يتعلق بالاشكالات التي تعكر صفو العلاقات بين الجانبين منذ سنوات".

وأضاف قائلا "عليه فان الزيارة لم تكن سوى فرصة لتبادل الآراء حول وجهة نظر الجانبين للأمور ذات الاهتمام المشترك والتعرف على الخطوط العريضة التي ستكون عليها العلاقات بين الجانبين خلال ولايتي الحكومتين في بغداد واربيل".

ويلفت سوران علي الى ضرورة هذه الزيارات حيث يقول بأنه "من المؤكد أن مثل هذه الزيارات مهما كانت أهدافها ونتائجها فهي ضرورية للتواصل بين الجانبين ونبذ القطيعة والانعزال، الا ان ما تحاول بعض الأوساط الاعلامية من تصويرها على أنها انجاز كبير تحقق فما هو الا للاستهلاك المحلي ليس الا، اذ لم نتلمس من مضمون اللقاءات وكذلك التصريحات اللاحقة سوى العموميات التي تعودنا على سماعها خلال الزيارات السابقة للوفد من كلا الجانبين".

ويتابع الصحفي سوران علي ان "كل ذلك لا ينفي ان تبادل الزيارات واجراء الحوارات مهمة للوصول الى نقاط مشتركة تؤسس للتوصل الى تفاهمات قادمة يمكن ان تؤدي الى اتفاقات موسعة تنهي سنوات من الخلافات". 

هذا ولاتزال ولايتي الحكومتين في اربيل وبغداد في بداياتها والايام المقبلة ستكشف الكثير من الوقائع التي قد تكون ترجمة على ارض الواقع لنية الجانبين بحل الخلافات وحسمها، وهو ما يؤكد عليه مسؤولي الحكومتين دوما. 

 

PUKmedia /  فائق يزيدي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket