حكمة الحكيم و الحكمة ...في ذهاب للمعارضة ؟

الاراء 10:35 PM - 2019-06-24
حكمة الحكيم و الحكمة ...في ذهاب للمعارضة ؟

حكمة الحكيم و الحكمة ...في ذهاب للمعارضة ؟

واضح للجميع كيف رأت حكومة السيد عبدالمهدي النور بعد ولادة قيصرية ، وظاهرا يتبين لنا أن كلا من تحالف الإصلاح و البناء و الكورد وأغلب السنة شركاء في هذه الحكومة و لكن عند التمعن نرى عكس ذلك !

الحقيقة في هذه الحكومة لا وجود للاصلاح و لا البناء ولا الكورد ولا السنة وما هو موجود هو استحواذ ثلاث قوى على الحكومة و بقية الأحزاب و الكتل أصبحت خارج الحكومة التي يسيطر عليها كل من الفتح و سائرون و الحزب الديمقراطي الكردستاني (البارتي).

ولنوضح اكثر نقول أنه داخل تحالف البناء استطاع الفتح وبمعاونة الحشد أن يسيطر على التحالف المذكور ، كذلك يسيطر سائرون على تحالف الإصلاح و يسيطر البارتي على البيت الكردي و أخيرا وقع أكثر الاحزاب السنية التقليدية خارج اطار الحكومة عدا الحزب الاسلامي الذي نال وزارة واحدة!.

وداخل البيت الشيعي نرى أن حزب الدعوة بجناحيه العبادي و المالكي اللذين توزعا على التحالفين و الحكمة (بيت الحكيم) لا وجود لهما يذكر داخل حكومة السيد عبدالمهدي ، و بالنسبة للسنة نرى أن النجيفي و المطلك و سليم الجبوري وآل الكربولي بل و حتى اياد علاوي الذي صوت البرلمان اليوم على مرشحه لوزارة الدفاع هم خارج الحكومة و داخل البيت الكوردي نرى أن الإتحاد الوطني الكردستاني رغم التصويت على مرشحه لوزارة العدل (رغما عنه لأنه اشترط عليه أن يختار شخصا مستقلا) و كلا من حركة التغيير و الاسلاميين و الجيل الجديد كلهم خارج الحكومة لأن مثلث حكومة عبدالمهدي قطع الطريق أمام بقية القوى و لا أحد من أية كتلة أو حزب  يستطيع الوصول الى أي منصب إن لم ينل رضا القوى الثلاثة واستخدام أي من هؤلاء الثلاثة الفيتو على أي مرشح فان التصويت عليه داخل البرلمان سيصاب بالشلل مثلما حصل  اثناء التصويت على مرشحة وزارة التربية التابعة للسيد خميس الخنجر من سنة تحالف البناء فجوبهت بمعارضة سائرون فلم تنل الموافقة !.

إن اختيار الحكمة العمل خارج الحكومة في المعارضة و انسحاب الحكيم من رئاسة جبهة الاصلاح يعود للتخلص من القيود المفروضة عليه من التحالف و ليعيد أنفاسه للعمل من جديد و الإبقاء على وكلاء الوزارات و المدراء العامّين و الدرجات الخاصة من جماعته داخل الحكومة لأن مثلث الحكومة ينوي كنس هؤلاء و اعادتهم لبيوتهم و ملئ أماكنهم بأناس من القوى الثلاثة للاستحواذ الكامل على مفاصل الحكومة الجديدة ، هذه الخطوات من قبل الحكمة و الحكيم لا تخلو من الحكمة و من الممكن ان يحذو حذوه آخرون مثل كتلة النصر برئاسة العبادي من تحالف الاصلاح  و دولة القانون من تحالف البناء و بالنسبة للكورد عدا البارتي فإن الجميع امامهم خياران إما اللجوء الى المعارضة أو البقاء و اليأس من الحصول على اي شيء من الحكومة.

إن اختيار المعارضة في هذه المرحلة هو معارضة برلمانية اكثر من ان يكون سياسية لأن الوضع لا يحتمل تغيير الحكومة التي رأت النور بشق الانفس فأبعد العراق عن حرب داخلية دموية كما ان الوضع الإقليمي حساس للغاية بالنسبة للعراق و السيد الحكيم يعلم ذلك ربما أكثر من الآخرين و القرار الذي اتخذوه هو للحفاظ على ماتبقى من المكاسب و العمل على تعطيل بعض الخطوات التي يراد منها توسيع الهيمنة و الوقوف ضد بعض مشاريع القوانين عن طريق البرلمان و يبدو أنه ليس بمقدورهم أكثر من ذلك لأن السلاح عند الفتح و الحشد و الصدريين و لا يستطيع غير الصدريين تحريك الشارع و البارتي يسيطر على جميع مفاصل حكومة الإقليم و القرار الكوردي و عليه فإن السيد عبدالمهدي مدعوم و موجه من قبل القوى الثلاثة و في السياسة لا مكان للصداقة و المحبة و العشرة فالمصلحة هي الحاكمة و الغالبة !

 

شوان داودی

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket