مضيق هُرمُز صاعقاً للتفجير أم ضاغطاً قد يحل الأزمة

الاراء 05:17 PM - 2019-06-19
  مهدي محيي الدين الهاجات

مهدي محيي الدين الهاجات

كل يوم وأكثر من مرة لا تخلو مانشيتات الصحف والمواقع الإلكتروني عن خبر أو أخبار الاعتداءات التي تتعرض لها الملاحة في الخليج ، شهور من التجاذب بين المُدعي والمُدعى عليه ، المدعي يدعي و دون محاكمة  يقرر العقوبات ، والمُدعى عليه يتجرع مرارة الصبر ويُهاجم بالتصريحات ،، هذه الكلمات المُقتضبة قد تُبين بعض جوانب الحال الخارجي بما يدور في قلب الشرق الأوسط بين إيران و أمريكا ، أن ما حصل وقد يحصل في منطقة مضيق هُرمُز يُسرع إيقاع مجريات الأزمة الموصوفة بين المدعي والمُدعى عليه ليُصلها لحافة الانفجار ، الكثير من الأقلام سارعت ودخلت غمار التحليلات وطرح الآراء والتوقعات والتأويلات ضمن الخندقين وخارجهما ، لكن تبقى الحقائق والغايات للطرفين تَشوبها الضبابية ، فهناك آراء تُرجح أن أمريكا أو أطرف أُخرى  تستفيد من انفجار الأزمة ، هم من أججوا الأحداث بعمليات الاعتداءات على ناقلات النفط خلال الأيام الماضية وحتى قبلها ، ليكسبوا الإجماع المطلوب والغطاء الدولي حال ضرب إيران ، وأُخرى تُرجح أن إيران هي مَن تُبادر بهذه العمليات لتزيد الضغط على المنطقة والسوق النفطية بعدما وصل وضع إيران الداخلي قريبٌ من الاختناق بسبب العقوبات والحصار الاقتصادي الذي فُرض عليها منذ شهور عديدة من قبل واشنطن وحُلَفائها.

أين الحقيقة ؟ هنا إن أردنا بأن نَدلو بدلونا لنقلل من عَكرة ماء الحقيقة وهذا شيءٌ ليس بالسهل ، يجب علينا أن نتبنى آلية المنطق ضمن الأحداث والإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الطرفين ، والمنطق يفرض بإثارة التساؤلات المنطقية ضمن السؤال الرئيسي ، لماذا ظهرت هذه الأزمة ؟!.

نرجع إلى الجذور ،، ما المصلحة أو المنطق السياسي الذي يجعل طهران تصف أمريكا بالشيطان الأكبر منذ عقود ؟!! ،، ولماذا واشنطن تجتهد لمنع إيران من تطوير نشاطاتها بمجال التقنيات النووية علماً أن هناك دولتين شرقيتين الهند وباكستان لديها أسلحة نووية ؟!! أن من حق إيران ان تطور إمكاناتها النووية كحال دول العالم ، لكن هل من مصلحة طهران وشعبها سياسياً ومادياً التزمت والمواجهة المستميتة في هذا المجال ؟!! وهل حقاً أن واشنطن يُرهبها حصول إيران على السلاح النووي كي تتزمَت وتجتهد وتُضحي بالكثير من أجل منعها في هذا المجال ؟!! ما الذي تجنيه طهران من تواجدها في سوريا ؟!! هل حقاً تريد واشنطن إزالة نظام بشار الأسد في سوريا، أو بشكل آخر هل الهدف من دعمها المادي والعسكري الضخم ، وتواجدها في المنطقة هو لإزالة الدكتاتورية وبسط الديمقراطية في سوريا ؟!! أن هذه الأسئلة وغيرها هي اللب وجذور الحالة الحرجة والقريبة من الانفجار التي تجعل من المنطقة على شِفا بُركان ، ليست بحاجة للإجابة فهي تقع ضمن ايطار المنطق الذي يُلهم التأويل القريب من الحقائق. 

ضمن ما يُبينه لنا التأريخ ،، أن كل المتزمتين من القادة السياسيين ، لا يستلهموا الدروس من تجارب غيرهم رغم وضوحها ،، فهتلر النازي لم يستفيد من تجربة نابليون الجمهوري وقام باجتياح العمق الروسي وكانت البداية لنهايتهُ ، وصدام لم يستفيد من هتلر ولا من نابليون ، واجتاح العمق الإيراني ما أدى إلى خسائر لا تُقدر بالأرواح والاقتصاد لا تزال تبعاتها يُعاني منها العراق والمنطقة إلى الآن ،، وعلى ما يبدو أن طهران لم تستفد أيضاً من صدام ضمن مآسي حرب الخليج ،، فهيَّ تُكابر وتتزمت بشكل أقل ما يوصف به أنه غير محسوب وهنا أرجو أن لا يُفهم من طرحي أني أدعو إلى الرضوخ المُهين ، لكني أقول أن المنهج السياسي فيه الكثير لولوجه لننئى عن الويلات والمآسي التي تجلبها المواجهات الغير مدروسة والغير مُتكافئة ، لكن هناك حقيقة واضحة لا يتم التطرق لها بالوضوح المطلوب ، وهي أن كل من دخل في صراعات أو تجاذب مع واشنطن يظهر في الأخير أنه قد خدمَ بشكل مباشر أو غير مُباشر أهدافَ غريمه البعيدة أو القريبة !!!  .

كل أشكال الحروب وخاصة العسكرية ليس لها ثمار غير الخسائر و الدمار ،، نتمنى من الكل المعنيين تجنبها ، فما تجلب للإنسانية وقيمها سوى الاندثار.    

 

 

  مهدي محيي الدين الهاجات 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket