في يوم سقوط الموصل بيد داعش

تقاریر‌‌ 04:14 PM - 2019-06-10
في يوم سقوط الموصل بيد داعش

في يوم سقوط الموصل بيد داعش

 بدأت معركة الموصل بين قوات الجيش العراقي من جهة وبين تنظيم داعش من جهة اخرى،  فرض مسلحو داعش على الجانب الأيمن من مدينة الموصل يوم  9 حزيران 2014، وجاء هذا تكريساً للمساعي لاستعادة ما يسميه تنظيم داعش بالخلافة الإسلامية.

 وعلل البعض التعاطف الشعبي السني معهم نتيجة لأسباب عديدة وأبرزها ما سموه الطائفية والتهميش والمادة أربعة إرهاب واستمرار عمليات الاعتقالات العشوائية، ومن جهة أخرى يقول المعارضون لهذا الرأي أن ساحات الإعتصامات تم استغلالها من قبل التنظيم والمجموعات الخارجة عن السلطة العراقية وانحرفت عن المسار الصحيح.

وقالت الحكومة العراقية، ان ما حصل في الموصل والمحافظات الأخرى هو خيانات أدت إلى انهزام الجيش العراقي من تلك المناطق ودخول تنظيم داعش من سوريا، وساعدهم عناصر التنظيم من العراقيين، وكذلك بعض السياسيين في الدولة العراقية على حد زعم الحكومة العراقية.

وادت المعركة بعد ذلك الى عملية إضطهاد (تضمنت بقتل وتهجير ومصادرة ممتلكات واستعباد النساء واستباحتهن)، الأقليات في تلك المحافظات من تركمان شيعة، والشبك الشيعة، شيعة عرب، والأيزيديين، والمسيحيين، وكذلك البيشمركة في بعض المناطق باقليم كوردستان وتدمير ممتلكات وجوامع وحسينيات ومراقد للأنبياء والأولياء في تلك المناطق، وكذلك قتل المعارضين لنهج التنظيم من السكان المحليين، واقتياد وقتل طلاب من القوة الجوية العراقية في قاعدة سبايكر في صلاح الدين.

سميت معركة الموصل من قبل تنظيم (داعش) باسم غزوة أسد الله البيلاوي، والبيلاوي هو قائد معركة الموصل، وهو من عشيرة البوبالي قبيلة الدليم من مدينة الرمادي. واستولت داعش على 2300 عربة همر عسكرية مصفحة، والكثير من الأسلحة والعتاد بعد دخولها للموصل.

 

تسلسل الأحداث

 5 حزيران 2014: محافظ نينوى آنذاك أثيل النجيفي يقول إنه "لا يوجد مسلحون لا في الموصل ولا على أطرافها"، ويؤكد أن السلطات الأمنية (قيادة العمليات الثلاثية) فرضت حظر التجوال فيها كـ"فعل احترازي" في هذه المدينة التي تشكل عاصمة المحافظة وتقع على بعد 400 كلم شمال بغداد وتعتبر ثانية كبريات المدن العراقية.

6 حزيران: قوات محدودة تابعة لتنظيم داعش تدخل مدينة الموصل وخاصة أطرافها في مناطق مشيرفة و17 تموز والهرمات وحي التنك وحي العريبي وحي الزهراء وحي التحرير. وقد قتل 12 شخصا وأصيب العشرات بجروح في هجمات بسيارات مفخخة واشتباكات مسلحة داخل وحول المدينة.

واشتبكت قوات التنظيم مع من لم يهرب من عناصر الفوج السابع من الشرطة المحلية (بقي منهم 40-50 مقاتلا) مدة ثلاثة أيام دون أن تتلقى هذه العناصر أي مساعدة من "قيادة العمليات"، مما أدى إلى انهيارها في النهاية مما فتح الباب أمام انهيارات أمنية متلاحقة.

 7 حزيران: نزوح جماعي من عدة أحياء في مدينة الموصل خشية التعرض للقصف بعد اندلاع اشتباكات بين الجيش العراقي ومسلحي التنظيم، والقوات الحكومية تؤكد استعادتها "السيطرة على 90%" من مدينة الموصل إثر قصف الجيش للمناطق التي سيطر عليها المسلحون، مما أدى إلى "قتل 105 من المسلحين وتدمير عشرين من سياراتهم المزودة بأسلحة آلية مما منعهم من السيطرة على الأرض".

 8 حزيران: استمرار الاشتباكات في الموصل بين عناصر التنظيم والجيش الرسمي الذي نفذ قصفا عشوائيا على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون ويسيّرون فيها دوريات، معلنا أن عملياته العسكرية في المدينة تأتي ضمن حملة لـ"تطهيرها من المجاميع الإرهابية".

 9 حزيران: الشرطة الاتحادية تنسحب -دون أي قتال- من مقراتها في منطقة الموصل الجديدة وحي الرسالة وتحرق تلك المقرات.

ومن جهة أخرى وفي نفس اليوم هاجم 13 مقاتلا من تنظيم داعش وحدة من الشرطة الاتحادية كانت تشكل خط صد عن المدينة لكن أفراد الوحدة فروا، ثم حدث انهيار كبير خلال ثلاث ساعات في قوات "الفرقة الثانية" من الجيش العراقي بعد أن شاع بين الجنود أن القادة الكبار في "قيادة العمليات" قد هربوا وقطعوا الجسور خلفهم على الساحل الأيمن من المدينة.

 10 حزيران: مئات من مسلحي تنظيم داعش يسيطرون بالكامل على مدينة الموصل، طاردين القيادات السياسية والأمنية والقوات الرسمية التي تقدر بثلاث فرق من الجيش والشرطة (ما بين 40-50 ألف مقاتل) مجهزة بأحدث ما أنتجته مصانع السلاح الأميركي، والتي أصيبت بـ"انهيار أمني كامل" حسب تعبير وزارة الخارجية الأميركية.

وفي أول إجراء اتخذوه، فتح مسلحو التنظيم سجن بادوش الخاص بجرائم الإرهاب والجرائم الكبرى وسجون مراكز الشرطة في المدينة، وأطلقوا سراح مئات المعتقلين المحكومين فيها على ذمة قضايا أمنية.

وأظهرت صور معسكرا للجيش العراقي في الموصل بعد فرار الجنود منه عقب سيطرة المسلحين التابعين لتنظيم داعش والعشائر على المدينة. واظهرت الصور سيارات تابعة للجيش وملابس عسكرية لجنود بعد قيامهم بتغييرها بأخرى مدنية قبل انسحابهم الذي أحدث انهيارا أمنيا كاملا في المدينة قبل قيام المسلحين لاحقا بتأمين الوضع.

وفي بغداد عقد رئيس مجلس النواب العراقي حينها أسامة النجيفي مؤتمرا صحفيا في نفس اليوم، أكد فيه "سقوط محافظة نينوى بشكل كامل بأيدي مسلحين"، بسبب "هروب مفاجئ" للقوات الأمنية أدى إلى سقوط كل مواقع القيادة ومخازن الأسلحة وكذلك مطار الموصل والسجون.

وأضاف أن ما حدث في نينوى "أمر كارثي لا بد من التحقيق فيه، لأنه نتج عن إهمال القوات الأمنية رغم علمها المسبق بوجود من سماهم الإرهابيين في المحافظة"، مشيرا إلى أنه بعد احتدام المعارك داخل الموصل تخلت كل القوات العسكرية عن أسلحتها ومدرعاتها، وفرّت هاربة منها لتسقط المدينة "لقمة سائغة" في أيدي المسلحين.

وأوضح النجيفي أن "أفراد الجيش والشرطة نزعوا ملابسهم العسكرية والأمنية وأصبحت مراكز الجيش والشرطة في المدينة فارغة، في حين قام المسلحون بإطلاق سراح سجناء" من سجون المدينة التي وصفها بأنها أصبحت "خارج سيطرة الدولة وتحت رحمة المسلحين".

ومن جهته؛ أعلن رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي حالة تأهب قصوى في البلاد وطالب بالتعبئة الشاملة لدحر من وصفهم بالإرهابيين في كل المناطق التي استولوْا عليها، داعيا مجلس النواب إلى إعلان حالة الطوارئ.

 

مسؤولية السقوط

إثر سقوط الموصل سارعت الحكومة المركزية في بغداد إلى اتهام السلطات الإدارية المحلية -بقيادة المحافظ أثيل النجيفي بتسهيل دخول المسلحين، و"خيانة" مسؤوليتهم بالتخلي عن حماية المدينة التي يقطنها مليونا نسمة. لكن لجنة برلمانية شكلها البرلمان العراقي للكشف عن ملابسات سقوط مدينة الموصل في  تقريرها النهائي الذي استغرق إعداده ثمانية أشهر وسلمته لرئيس البرلمان سليم الجبوري في 16 أغسطس/آب 2015- حملت رئيس الوزراء المالكي و35 مسؤولا مسؤولية سقوط المدينة في يد تنظيم داعش، ليعلن بها زعيمه أبو بكر البغدادي قيام "الخلافة الإسلامية" من على منبر "جامع النوري" يوم 4 يوليو/تموز 2014.

 

من أمر بالانسحاب؟

لا توجد رواية رسمية عن طريقة الانسحاب أو من أطلق الأوامر.

تلقي الحكومة العراقية باللوم على الغراوي وأربعة من ضباط الأمن، ووجهت إليهم اتهامات بالتقصير، قد تصل العقوبات فيها إلى الإعدام.

لكن تحقيقا لرويترز لا يستبعد تحمل مسؤولين عسكريين أرفع من الغراوي جزءاً من المسؤولية على الأقل. وكان غيدان وقنبر أعلى رتبة من الغراوي، وعندما توليا المسؤولية يوم السابع، التقى الغراوي بمستشار محافظ نينوى الذي سأله "لماذا لم تقم بهجوم مضاد؟" فأجاب "لا يوجد ما يكفي من القوات"، وهي الرواية التي أيدها زيباري.

 

التاريخ أسقط الموصل

سقطت الموصل بعد يومين من سقوط بغداد في 11 نيسان/أبريل 2003 بعدها تسلم الفيلق الخامس في الجيش الأميركي القيادة. منذ 2004 بدأت عمليات تفجيرات وأصبحت مركزا للتمرد السني وتنظيم القاعدة ضد الشيعة.

في هذه الفترة اتهمت قوى الأمن بالمسؤولية عن عمليات قتل خارج القانون، واضطهاد السنة.

اندحر التمرد بشكل ملحوظ مع المشاركة المكثفة للسنة في الحياة السياسية بين عامي 2009 و2010، ومع انسحاب القوات الأميركية عام 2011 انخفض عدد الخسائر في صفوف المدنيين من أكثر من 31 ألف في 2006 إلى حوالي خمسة آلاف في 2009، ما أشار وقتها إلى أن القاعدة في طريقها للانهيار.

 

سياسات المالكي

يقول تقرير رويترز: بعد الانسحاب قام المالكي حملة تطهير لقيادات الجيش من السنة والكورد وهو ما خلق تمردا جديدة في المحافظات السنية استغله داعش ليكسب تعاطفا محليا.

ويضيف التقرير إن المالكي كان يخشى من "غدر" الكورد به فبدأ حملة تطهير لفرقتي الجيش الموجودتين في المدينة، كما عين مجموعة من القادة الذين استعدوا السنة، من بينهم الغراوي الذي عين قائدا للعمليات في 2011.

وكان الغراوي قلقا من عودة التمرد السني، وزيادة نفوذ تنظيم القاعدة وقتها، التي قال إنها تنظر إلى الموصل باعتبارها إمارتها.

كان يعاني من نقص القوات وتنامي مشاعر العداء لدى اسنة الذين اتهموه بالتعذيب والقتل، وهي اتهامات يرفضها.

نشط التنظيم المتشدد بقوة في ذات المناطق التي تعرضت لهجمات طائفية، ووجد السكان في التنظيم منقذا ومعادلا لقوات الحكومة، وبديلا لفشل المالكي والحكومة في بناء أجهزة وطنية.

 

PUKmedia/وكالات

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket