كردستان وسط المسارات التصادمية

الاراء 01:30 PM - 2019-05-30
محمد شيخ عثمان

محمد شيخ عثمان

الاوضاع بلغت مستوى من الاستعدادات وكأنها بحاجة لشرارة بسيطة لتندلع حرب طاحنة تشهد المنطقة عبرها شتى انواع التجارب الصاروخية بين الاطراف .

بغض النظر عن التكابر وبالون التصريحات التي سبق وفشل النظام العراقي في تسويقها فان ايران لاتريد الدخول في الحرب وهي تمسك بزمام امور التهادن في تمسكها بالاتفاق النووي وضرورة العودة اليها.

اما الرئيس الامريكى ترامب فقد سبق وان صعد مع كورياالشمالية وعند بلوغ التصعيد اوجه، افشل رهانات انصار الحرب عندما غرد قائلا :لن ندخل في حرب يذهب ضحيتها اكثر من مليون انسان ،وهكذا الحال مع ايران فان ترامب رغم اوامره بالتحشيد البري والبحري والصاروخي الا انه لايزال يريد الخروج بصيغة وصفقة جديدة للدور الايراني ليس في الخليج بل المنطقة برمتها اضافة الى ضمان تحرر مضيق هرمز من التهديدات حتى لو كانت اعلامية .

مع تطور تكنولوجيا صواريخ GPS و طائرات دروون القتالية، لايخفي الجانبان الامريكى والايراني من دور وشرور طرف ثالث لاندلاع جولة معارك دموية كما يرغب ،فعند التحشيد والتعبئة الاعلامية والعسكرية يبحث الجانبان عن ابسط حجة للتهجم  على الاخر والرد .

الاهم في هذه المرحلة ان الجانبين يدركان مطالب ومخاوف المقابل اضافة الى وجود ادوار وسيطة متعددة ورزينة على الخط تعمل للخروج باتفاق والعودة الى ثنايا الاتفاق النووي لان الخروج الامريكي الترامبي افرغ الاتفاق من محتواه واصبح في حالة جمود وليس الالغاء .

من هنا تكمن المخاوف من شرارات وصدامات جانبية لاتحبذها الطرفان حتى لو لم تقد الى حرب شاملة لكنها ستؤدي لجولات من المعارك حيث تكون الصواريخ الموجهة سيد الساحة والصولات التصادمية .

سواء اندلعت الحرب او لم تندلع بالوصول الى اتفاق شامل ،الا ان هذا التصعيد والتطورات يحمل معه الكثير من التغييرات الستراتيجية والجيوسياسية وتفاهمات واستقطابات جديدة .

في خضم هذه المسارات المتعددة الاوجه تبرز التساؤول عن الاستعدادات والاحتياطات الكردية لاية حادثة او تطور طاريء،فلوكان الرئيس مام جلال على قيد الحياة وبغض النظر عن تبعات واستقطابات تشكيل الحكومة فكان ينبري لعقد اجتماع موسع للاحزاب الكردستانية والخروج بوحدة صف وموقف ازاء الحاضر ومستجدات الغد اضافة الى جولاته ومحادثاته المكوكية وادواره المحنكة في ان يكون جزءا اساسيا من العامل الخير والوسيط القيم والموثوق به بين الطرفين ،لكن بغيابه الجسدي لنا ان نسأل: فيما الفرصة لاتزال سانحة وارضية الحوار والاتفاق واسعة ومتوافرة فمن سيبادر بلم شمل الجميع على وحدة الموقف والصف؟ وكيف سيبرز العامل الكردي دوره الوسيطي ليسطر لكردستان ملحمة دبلوماسية لاتقل اهمية عن ملاحم البيشمركة ؟!


محمد شيخ عثمان

رئيس تحرير الانصات المركزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket